قبائل و عائلات

كل ما تريد معرفته عن قبيلة “الداجو” السودانية.. أصلها وتاريخها وفروعها

أميرة جادو

تتكون قبيلة “الداجو” من سبع أعراق مختلفة ومتميزة يتحدثون لغات متشابهة ومترابطة، ويتواجدون على جانبي الحدود السودانية التشادية وفي جبال النوبة، لكنهم الآن مفصولون بمسافة ويتحدثون لغات مختلفة، وبالتالي فإن الصلة الثقافية بينهما ضعيف.

أصل ونسب قبيلة داجو

قدم المؤرخون وجهات نظر مختلفة حول أصلهم ونسبهم، فبعضهم قال أنهم سكان دارفور الأصليين، بينما قال آخرون انهم قوم هاجروا إلى دارفور من شمال أفريقيا.

كما ذكر مستر ماكمايكل في مذكراته صفحة 61 وما بعدها، أن الداجو هاجروا قديماً من النيل ثم استوطنوا بجنوب دارفور حيث تمكنوا من الغلبة على السكان المحليين واقاموا ملكاً قوياً بمقياس ذلك الزمان القديم في أحراش أفريقيا.

تاريخ الداجو

تثبت أصلهم أنهم من أقدم القبائل في دارفور، حيث استمرت سلطنة الداجو ما يقرب أربعة قرون، ووفقًا للمؤرخين؛ نشأت كمملكة في بداية القرن الحادي عشر واستمرت حتى القرن الرابع عشر، وتعد أول سلطنة دوّن لها التاريخ بتلك المنطقة وكانت تعرف لدى المؤرخين الأجانب بسلطنة ما بين الأنهار.

وفي منتصف القرن الرابع عشر، اتسعت المملكة حتى شملت حدودها بحيرة ونهر شاري بتشاد غرباً وبحر العرب جنوباً وإلى النيل الأبيض شرقاً وشمالاً إلى الحدود مع ليبيا، وقيل أن التجارة بينهم وبين مصر قد ازدهرت في بعض الحقب وانهم اتصلوا بالليبيين في الشمال.

وبسبب هجرة العديد من القبائل العربية نحو السودان، احدثت تلك القبائل متاعب جمة لسطنة الداجو الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب هنا وهناك مع كثير من القبائل العربية، استنزفت السلطنة وذبلت فقضت عليها القبائل وعلى إثر ذلك تفرق الداجو وحدثت لهم هجرات واسعة إلى شتى بقاع السودان وبعض البلدان المجاورة كتشاد، حيث يتمركزون اليوم بمنطقتي قوز بيضاء ومنقو بتشاد.

فروع الداجو

ينقسم الداجو إلى قسمين:

  1. داجو لبوقي
  2. داجو بايوقي

أولًا: داجو لبوقي

وهم بيت الزعامة والرئاسة وتنحصر فيهم الأسرة الحاكمة ويكون منهم السلطان ورئيس القبيلة وهم بدورهم ينقسمون إلى أربعة بطون هي:

  1. ليوقي
  2. نيوقولقي، وتنحصر في هذين الفرعين الرئاسة والزعامة.
  3. شموتوركي، وقد كانت السلطة عندهم ولكن فرطوا فيها، حسب اعتقاد الداجو، وهم يطبقون عاداتهم وأعرافهم فانتزعت منهم السلطة.
  4. داجو كروكية أو جواركية، وهؤلاء أبناء خؤولة ولا يحق لهم الحكم، ولكن يمكن ان يساعدوا في الحكم بان يكون منهم اعيان ومستشارين للسلطان.

ثانيًا: داجو بايوقي

ويعرفون بأولاد الجنادية، وهي مفرد كلمة جندي ويكون منهم الجندي؛ وهو نائب السلطان دائماً ويحكم الجندي في حالة وفاة السلطان إلى أن يتم تعيين سلطان شرعي آخر، وينقسمون إلى قسمين:

  1. توقو نقية، وهؤلاء هم القبليون أو أصحاب القبلة عند الداجو ومناط بهم الدعوات والكرامات وسؤال الله سبحانه وتعالى الخير واليمن والبركة للداجو فهم بيت الدين عند الداجو.
  2. داجو تماكنبنجي: وهم أبناء خؤولة للقسم الأول فهم الذين يسقون ذبائح الكرامات ومن ثم يقومون بذبحها وسلخها وطبخها وتوزيعها.

قبيلة الداجو في دافور

عاد السلطان سليمان خميس بعد الثورة المهدية، حيث توج سلطاناً على أهله وكانوا حول مدينة نيالا، وهو حفيد السلطان عمر كسفورك صاحب جبل ام كردوس المشهور، حيث بقى السلطان سليمان مع والدته بعد حادثة التيتل التي تواترت فصول قصصها بين الداجو وجيرانهم، ثم خلفه ابنه السلطان ادم سليمان حتى جاء الإنجليز.

والتقى السلطان ادم سليمان مستر جلنج لتحديد أنسب موقع ليكون مركزاً للإدارة البريطانية بالمنطقة، وقد استشار الإنجليز سلطان داجو لمعرفته بأفضل وأنسب المواقع من حيث وفرة المياه وطبيعة الأرض فاختار لهم مدينة نيالا (وكلمة نيالا تعني بلغة الداجو مجلس الأنس والسمر) ولفظها (نالا).

وبعد وفاة السلطان ادم سليمان عام 1937م، تقلصت إدارة الداجو إلى شرتاوية وتحتها عدة عموديات وهي تسير على هذا المنوال إلى اليوم.

فروع الداجو بنيالا

ينقسمون إلى قسمين:

  1. تروج أو طروج، يتكونون من (12) دملج.
  2. ميري، ويتكونون من (5) دمالج.

والدملج في العادة يرأس مجموعة صغيرة أو بطون قليلة، وقد تشمل كل دملج على ما بين 4 أو 5 بطون صغيرة.

أما رئيس الدمالج فيسمى سمبي، وهناك سمبي للتروج وآخر للميري، ونظام الدمالج لدى الداجو نظام إداري قديم متوارث ومتعارف عليه منذ نشأة مملكة الداجو الأولى، وهو نظام سار على كثير من قبائل دارفور كنظام للإدارة وسلطات الدملج أعلى من سلطات العمدة.

وينتشر الداجو في كل ولايات دارفور وهم في نيالا وأم كردوس وكلوة وكاس وغيرها، وفي كردفان أنشأوا سلطنات صغيرة لهم حول مدينة لقاوة الحالية بولاية غرب كردفان، ثم ذهب الداجو إلى راجا بغرب بحر الغزال وهم هناك بطون شتى ويعملون بالزراعة ولهم كذلك سلطنة في صوري ولفوري شرق كادقلي بولاية جنوب كردفان.

لغة الداجو

ووفقًا لما ذكره للبروفوسير جوزيف جيرانبرج، فلغة الداجو ضمن اللغات الافريقية القديمة من عائلة اللغات النيلو – صحراوي، ويعتقد أنها اللغة المروية القديمة ويقدر عدد المتحدثين بها أكثر من 5 مليون ونصف موزعين في تشاد ودولة السودان، وللغة الداجو العديد من اللهجات: –

  • لهجة وسط تشاد: وهي تتفرع إلى لهجة مونقيقي – سارونقي بإيريف – دبرنقي بمدينة بردنقل – ارضنقي – دوزنقي …الخ.
  • لهجة سيلا: شرق جمهورية تشاد.
  • لهجة امكردوس: وهي في ولايات جنوب – شرق دار فور.
  • لهجة لقاوة : ولاية غرب وجنوب كردفان جمهورية السودان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى