عائلة الجندي في الدقهلية: تاريخ من العلم والعمل الوطني

أسماء صبحي تعتبر عائلة الجندي من العائلات العريقة في قرية دماص بمركز ميت غمر محافظة الدقهلية. وتمتد جذور العائلة لعقود طويلة حيث لعبت أدوارًا محورية في نشر التعليم الديني، وخدمة المجتمع، والمشاركة في الحياة السياسية. كما تميز أفراد العائلة بمزيج من الالتزام الديني والعمل الاجتماعي، ما جعلهم من أبرز العائلات المؤثرة في المنطقة.
أصول عائلة الجندي
يقال إن تسمية “الجندي” تعود إلى جدهم الأكبر الذي يعتقد أنه كان من الأتراك الذين قدموا إلى مصر في عهد محمد علي باشا. وربما كان الجد الأكبر من ضمن الجنود أو المسؤولين الذين خدموا في الجيش أو الإدارة المحلية.
كنا تروى قصة زيارة الأمير طوسون، الابن الأكبر لمحمد علي للقرية. حيث التقى مصطفى مصطفى الجندي، أحد كبار العائلة الذي كان له تأثير كبير في شؤون الفلاحين.
وأحد أبرز المواقف التي تنسب لعائلة الجندي هو مساهمتهم في إلغاء نظام السخرة في الريف المصري. كما يقال إن مصطفى الجندي نصح محمد علي بإلغاء العمل القسري ومنح العمال أجورًا عادلة. ما أدى إلى تحسين أوضاع الفلاحين، وزيادة الإنتاجية الزراعية، ودعم الاستقرار الاجتماعي في المنطقة.
ويقول الدكتور أحمد عبد العليم، الباحث في التاريخ المحلي، إن عائلة الجندي لم تكن مجرد عائلة كبيرة في الدقهلية. بل كانت نموذجًا للعائلات الوطنية التي ساهمت في بناء المجتمع سواء من خلال نشر التعليم أو دعم حقوق الفلاحين.
إسهامات العائلة في نشر التعليم الديني
كانت عائلة الجندي معروفة بحبها للعلم والعلماء. واستضافت العائلة العديد من شيوخ الأزهر مثل الشيخ محمد مصطفى المراغي والشيخ محمود شلتوت لإحياء ليالي شهر رمضان في القرية. كما كانت مضيفة العائلة تُفتح لطلاب البعثات العلمية من دول مثل إندونيسيا وماليزيا الذين كانوا يدرسون في الأزهر الشريف ويقيمون في دماص خلال الإجازات.
وهذا الدور جعل العائلة تسهم بشكل غير مباشر في نشر تعاليم الإسلام الوسطية في مصر وخارجها. ما يعكس وعيها العميق بأهمية الدين كركيزة أساسية لبناء المجتمع.
بالإضافة إلى أدوارهم الاجتماعية، لعب أفراد عائلة الجندي دورًا في الحياة السياسية. كما شارك بعضهم في الثورة العرابية، بينما انخرط آخرون في الحركات الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. ومع مرور الوقت، استمر أفراد العائلة في شغل مناصب محلية، مثل رئاسة المجالس المحلية، والمشاركة في البرلمان المصري.