قبائل و عائلات

قبائل تشوكشي.. رعاة وصيادون فشل الروس في إبادتهم

أميرة جادو

تعد مناطق “سيبيريا” الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لروسيا، ملتقى الشعوب، حيث تعيش فيها عدة مجموعات بشرية صغيرة وقديمة، منها شعب تشوكشي الذي لم تؤثر فيه حياة التطور حتى الآن، وما زال أفراده يعيشون حياة بدائية، ويمتهنون الرعي وصيد الرنة والثدييات على طول سواحل المحيط المتجمد الشمالي وبحر تشوكشي وبحر بيرينغ، كما فشل الروس في إبادتهم رغم محاولاتهم العديدة.

أقرب الشعوب الآسيوية إلى الأمريكيين

ينتشر سكان قبائل تشوكشي في شبه جزيرة وسواحل بحر تشوكشي في روسيا، على أطراف سيبيريا، وهم أقرب الشعوب الآسيوية للشعوب الأصلية في الأمريكتين وفق ما أثبتته العديد من التقارير والتحاليل الجينينة، حيث كانوا مرتبطين بشكل أساسي بالهنود الحمر، عندما كان هناك اتصال بالأرض، قبل الصدع الذي يُعرف اليوم بمضيق بيرنغ.

ويعرفون بأنهم أكثر شعوب شمال شرق آسيا قوةً، وغالبًا ما يكون غير عقلاني عند الغضب، حيث يميل أفراده إلى إظهار أسنانهم، وحتى شد شعرهم مثل الأطفال الغاضبين، ويؤمنون إيمانًا قويًا بالثأر ويقاومون جميع أشكال السلطة المفروضة عليهم.

مقاومة الروس

كما يطلق عليهم “أفضل الناجين”، نظرًا لنجاحهم في الحفاظ على أرضهم وثقافتهم، على الرغم من كافة محاولات الاتحاد السوفيتي القضاء عليهم وإبادتهم في مرات كثيرة، ذلك أنهم من الشعوب القوية التي لا يمكن ترويضها ولا يمكن غزوها بالكامل.

حاولت روسيا، منذ قرون عدة، السيطرة على المنطقة التي يسكنها تشوكشي، لكن باءت كل محاولاتهم بالفشل، حيث بدأت حملات الروس بداية القرن السابع عشر، حيث أطلقوا سلسلة من الحملات العسكرية القوية ضد شعب تشوكشي، خلالها دافع الشعب عن نفسه بشجاعة، حتى إن الأسرى منهم قتلوا بعضهم بعض مفضلين الموت على العبودية.

وفي ثلاثينيات القرن الثامن عشر، تم احتلال الأرض، لكن ليس الشعب، وبدأ الروس في بناء القلاع منها قلعة “أنادير” لتثبيت سلطتهم هناك، لكن المقاومة تواصلت رغم المجهودات الروسية الكبرى للقضاء عليها.

علمت الحكومة الروسية أن تكلفة التخلص من شعب تشوكشي ستكون مرتفعة للغاية من حيث المال والقوات، نتيجة ذلك اعتقد الروس أن من الأفضل لهم إبرام معاهدة سلام مع شعب تشوكشي وتم التخلي عن الجمع القسري للجزية، حتى يتمكنوا من التجارة معهم بسلام.

وفيما بعد، اندمجت السلطات الروسية تدريجيًا في هذه المنطقة بالدولة الروسية، وقد مرت المسألة بمراحل وتحولات مختلفة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، حيث أجبروا على الدخول في مجموعات اقتصادية خاضعة لإشراف الدولة.

تشوكشي “الرنة” و”البحري”

ينقسم شعب تشوكشي تقليديًا إلى مجموعتين قبليتين منفصلتين:

  • الأولى رجال البحر، في الشمال على الساحل.
  • والأخرى رجال الرنة، اختارت التجول مع قطعانهم بشكل بدوي.

طقوس وعادات كثيرة

يتمتعون بتاريخ غني من التقاليد الفولكلورية والطقوسية التي استطاعوا المحافظة عليها رغم محاولات الروس طمسها، فمن عاداتهم مثلًا أن تخرج المرأة عندما تكون حاملًا، كل يوم بمجرد استيقاظها للنظر إلى شروق الشمس وتدور حول مسكنها في اتجاه حركة الشمس، وعندما يحين وقت الولادة لا يمكن للرجال الدخول إلى غرفة النوم حيث تلد، حيث يُعتقد أن الحظ السيئ قد يرافقهم.

أما عن طقوسهم في الوفاة أيضًا طقوس عدة، حيث يتم وضع المتوفى في غرفة النوم ويتم مراقبته لمدة يوم أو نحو ذلك في حالة عودته إلى الحياة، وفي هذا الوقت، يُحظر ضرب الطبول أو إصدار أصوات صاخبة أخرى، وبعد اكتمال الوقت، يتم تغسيل الجثة وتلبيسها ملابس جديدة، ثم يتم أخذها في التندرا للتخلص منها عن طريق حرقها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى