تاريخ ومزارات

اختفت في العصر البيزنطي.. أسرار التحنيط عند القدماء المصريين

أسماء صبحي

إن الحضارة المصرية القديمة يوجد بها الكثير من الأسرار والخبايا. وفن “التحنيط” من أهم هذه الأسرار التي حيرت العلماء حتي اليوم.

كلمه التحنيط هي كلمة عربية مأخوذه من لفظ “الحنوط”. وهي المواد التي كانت تستخدم لحفظ الجسد بعد الوفاة. ولكن العملية نفسها يطلق عليها (وتي) وهي كلمة مصرية قديمه تعني (التكفين).

وبما أن المصريين القدماء كانو يؤمنون بفكرة البعث والخلود بعد الموت فكان من الضروري الأهتمام بعملية التحنيط عندهم.

عملية التحنيط 

في البداية أثناء عصر ما قبل الأسرات كانت تقوم عملية التحنيط بطريقة بسيطة وطبيعية جداً. وهي عن طريق دفن الجثمان في الرمال في حفرة غير عميقة مع شدة الحرارة. كانت تجف السوائل الموجودة في الجسم وبذلك لم تتحلل الجثةويتم الحفاظ عليها.

مع بداية عصر الأسرات والاهتمام أكثر بفكرة الحياة بعد الموت (البعث) كما يطلق عليها. بدأ الاهتمام في الحفاظ أكثر على شكل المتوفي لكي تتعرف عليه الروح.

“عملية التحنيط” بسبب أهميتها أصبحت سر غامض كان يحافظ عليه قدماء المصريين. ولم يتم معرفه الكثير عنه الا بعد اكتشاف المقبرة ٦٣ من مقابر وادي الملوك علي يد بعثة أمريكية. وهذه المقبرة كان يوجد بها ٨ توابيت يوجد بها بقايا من الأدوات التي استخدمت في تحنيط الملك “توت عنخ امون”.

طقوس التحنيط

كانت تختلف طقوس التحنيط حسب اهمية المتوفي. حيث ارتبط التحنيط بالكهنة وكانت تمارس طقوسه علي الضفه الغربية للنيل بالقرب من المقابر. وكانت تتم عمليه التحنيط كالتالي:-

  • تبدأ بكسر عظام الأنف وسحب المخ من الأنف عن طريق أداه ثم يتم حشو الجمجمة بالكتان والراتنج. وذلك يمنع البكتريا والديدان من النمو داخل الجثه.
  • يقوم المحنط بشق الجانب الأيسر أسفل البطن ويخرج جميع الاحشاء الداخلية ولا يترك سوي (الكليتين والقلب الذي يعتقدون بأنه الحياة). ثم يقوم بغسلها ويضعها في ملح النطرون ويتم معالجتها بالراتنج الساخن ويضعها في ٤ اوعية تسمي “الاوعية الكانوبية”. وهي علي شكل اولاد الاله اوزوريس.
  • يتم غسل الجسم من الداخل والخارج بمحلول مكون من ١٥ مادة. منها (نبات المر-الحنة-زيت خشب الأرز-البصل). ثم يقوم بملئ تجويف الصدر بكور من الكتان المشبع بالراتنج والعطور ومحلول النطرون. وهذه المواد تمنع التحلل البكتيري.
  • تتم دفن الجثة داخل ملح النتطرون لمده ٤٠ يوم لكي تجف جميع الأنسجة. وبعد انتهاء هذه المدة تتم نقل الجثة للكاهن لكي يقوم بتطهيرها بماء نهر النيل. ويضيف عليها مرة أخرى زيت الأرز وعطور ويدلك الممياء بالبخور والقرفه.
  • آخر خطوة وهي صب الراتنج السائل على المومياء لكي تتم قفل المسام وتحفظ من الرطوبه والحشرات. وتقفل الأذنين والعين والأنف بالشمع ويلف الممياء بالكتان.

هذه الطقوس بدأت تقل وجودها وتختفي مع ظهور المسيحيه والعصر الروماني واختفت تمامًا مع العصر البيزنطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى