جامع “محمد بك أبو الدهب”.. أحد أشهر المساجد التي بنيت في مصر في العصر العثماني (صور)
أسماء صبحي
مسجد محمد بك أبو الدهب، المسجد الذي يعد من أشهر المساجد التي تم بنائها في مصر، في العصر العثماني، ومحمد بك أبو الدهب هو أمير تابع لعلي بك الكبير، وظل في خدمته إلى أن قلده الخازاندارية، ثم تولى بعد ذلك الصنجقية و ألبس خلعتها بالقلعة.
بناء جامع محمد بك أبو الدهب
لقب محمد بك بلقب “أبو الدهب” عندما تولي منصب الخازندار ( المسؤول عن خزانة الدولة و هو يعادل حالياً وزير المالية). حيث كان ينثر الذهب على الفقراء ويفرقه عليهم. كما كان يقول على نفسه “أنا أبو الدهب فلا أمسك إلا الذهب”.
أخذ أبو الدهب يتدرج في المناصب إلى أن تولى قائد جيوش علي بك الكبير، والذي كان يريد أن يأخذ طريق الاستقلال عن الخلافة العثمانية. فاتفق أبو الدهب مع السلطان العثماني على قتل علي بك الكبير. وذلك في مقابل أن تعود مصر لحظيرة الدولة العثمانية، ويتولى هو ولاية مصر. وتم كل ذلك في عام 1187 ، وأمر محمد بك أبو الدهب ببناء مسجده في عام 1187 ه /1773 م.
الوصف المعماري لجامع محمد بك أبو الدهب
يتبع جامع محمد بك أبو الدهب تخطيط المساجد العثمانية، ألا وهو التخطيط ذو القبة المركزية التي تغطي بيت الصلاة ويحيط بها رواق مغطي بالقباب. وهو يذكرنا بالمسجد العثماني لارا جلبي في أدرنة، والجامع الخزفي باسكدار باسطنبول.
يتكون الجامع من واجهتين أساسيتين. وهما الشمالية الشرقية التي تطل علي شارع الأزهر ويقع في وسطها المدخل الرئيسي. والواجهة الجنوبية الشرقية والتي كذلك تطل على شارع الأزهر وبها 6 دخلات رأسية ذات صدور مقرنصة. وفي الطرف الجنوبي من هذه الواجهة يوجد مدخل فرعي ويصعد إليه ب7 درجات حجرية منفردة. وهذا المدخل عبارة عن حجر غائر.
تؤدي مداخل المسجد إلى سقيفة المسجد وهو عبارة عن رواق يحيط ببيت الصلاة من ثلاث جهات. وقد قسم هذا الرواق إلي مساحات مربعة، وغطيت تلك المساحات بقباب صغيرة ضحلة.
يتكون بيت الصلاة من مساحة مربعة ضخمة. فتح في كل ضلع من أضلاعها باب ما عدا الضلع الجنوبي الشرقي، حيث يتوسطه المحراب.
المحراب
يتوسط كما قولنا في الأعلى الضلع الجنوبي الشرقي لبيت الصلاة. وهو عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد مدبب يرنكز علي عمودين من الرخام. ويعد هذا المحراب من أبدع المحاريب المجوفة في عمارة مصر العثمانية. حيث يزخرف الجزء الأسفل منه من وزرات رخامية مفرغة على هيئة أعمدة رأسية متعرجة ذات زخارف نباتية. بينما يزخرف الجزء الأوسط بفسيفساء رخامية وصدفية دقيقة ذات أطباق نجمية. وزخرف من أعلى بثلاث دوائر بداخلها كتابات.
المنبر
يجاور المحراب المنبر والذي يوجد به حشوات مجمعة على هيئة أطباق نجمية مطعمة بالعاج والصدف والزرنشات. وتم صنع درابزينه من الخشب الخرط.
دكة المبلغ
تقع في الضلع الغربي لبيت الصلاة، وهي خشبية ويصعد إليها بواسطة سلم.
