قبائل و عائلات

قبيلة المورسي: حياة بدائية وفنون غريبة في جنوب إثيوبيا

تعيش قبيلة المورسي في جنوب غرب إثيوبيا، حيث يهيمن وادي نهر أومو على حياتهم وسط مناخ قاسي وأراضي نائية. تعد هذه القبيلة من الرعاة الرحل الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع جنوب السودان. ويعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة ورعي الماشية. لا يعرفون المال ولا يستخدمون العملات في تجارتهم اليومية. بل يعتمدون على المقايضة كوسيلة للتبادل التجاري. حيث يتم التداول بالسلع مقابل سلع أخرى. يعتبر رأس مالهم هو الحيوانات ومنتجاتها التي تمثل مصدر دخلهم الأساسي. وتستخدم هذه المنتجات في الطعام والشراب وحتى في صناعة الملابس.

طقوس وشفرات الجمال

ثقب شفاه الفتيات منذ الصغر هي واحدة من أبرز العادات في قبيلة المورسي. وذلك باستخدام أدوات بدائية. تتعرض الفتيات للألم جراء هذه العملية، لكنهن يتحملنها كجزء من تقاليدهن التي تهدف إلى ضمان الزواج. تعد هذه العادة جزءًا من طقوس الجمال التي تسعى الفتيات من خلالها إلى زيادة حجم الفتحة في شفاههن بمرور الوقت. حيث يصبح لديهن “طبق” في الشفتين. وتعتبر الفتاة التي تحمل أكبر طبق هي الأجمل في نظر شباب القبيلة. المهر عند الزواج يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحجم هذا الطبق. وكلما كبر حجم الطبق زاد المهر الذي يُدفع من قِبل العريس، وعادة ما يتم إزالة الأسنان الأمامية لتجنب الاحتكاك باللوح.

دماء البقر:

تعد دماء البقر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي لشعب المورسي، حيث يشربون الدماء مباشرة أو يخلطونها مع اللبن يوميًا. يعتقدون أن هذا الخليط يمنحهم القوة ويحميهم من الأرواح الشريرة. كما يمتلكون عصا طويلة تعرف باسم “دونجا”، التي تعتبر رمزًا للشجاعة في مجتمعهم القتالي.

محاربون مهابون وأسلحة رمزية

يعدون الرجال في قبيلة المورسي  من المحاربين المهرة الذين يخشون من قبل القبائل المجاورة. تمتلك الماشية قيمة مادية ومعنوية كبيرة في حياتهم، حيث يعتبرون رموزًا للثروة والشرف. لا يقتصر الأمر على امتلاك الأسلحة لحماية الأراضي فقط، بل إنهم يزينون أجسامهم بالطين الأبيض. مما يعزز من قوتهم الظاهرة في نظر الآخرين. من ناحية أخرى، تستخدم النساء في القبيلة مكونات طبيعية مثل النباتات الجافة والأغصان وذيول الحيوانات لتزيين رؤوسهن. مما يمنحهن مظهرًا غريبًا ومميزًا.

رائحة طبيعية غريبة:

وفي هذا الصدد قالت الدكتور “ميليسا كرافورد”، الخبيرة في شؤون القبائل الإفريقية، أن شعب المورسي يتميز برائحة مميزة قد تبدو غير مألوفة. حيث يقومون بفرك أجسامهم بمواد طبيعية ذات روائح قوية تشبه رائحة العرق ممزوجة بروائح جلود الحيوانات. هذه المواد ليست فقط لأغراض طقوسية، بل تُعد وسيلة لحماية الجسم من الطفيليات والحشرات التي قد تضر بصحتهم.

طقوس قاتلة من “كهنة الموت”

كما تعتبر النساء في قبيلة المورسي “كهنة الموت”، ويعتقد الرجال أنهن يحملن قوى قد تكون أحيانًا مميتة. أحد الطقوس الغريبة التي تمارسها الزوجة الأولى هي “دس السم” للزوج، لكن بطريقة تضمن بقاءه على قيد الحياة. يُنظر إلى هذه الممارسة على أنها دليل حب ورغبة في تحسين حياة الزوج.

رفض التحضر

في موقف غريب، رفضت قبيلة المورسي فكرة التحول إلى أسلوب حياة أكثر حضرية، رغم العروض التي قدمتها الأمم المتحدة لنقلهم إلى قرى مجهزة ومزودة بالبنية التحتية الحديثة. ومع استمرار تمسكهم بتقاليدهم القديمة، ومع رفضهم للتحضر، أدت الظروف الصحية الصعبة إلى انخفاض أعداد السكان في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى