تاريخ ومزارات

قصور بنات علي فهمي مقرا للكتب والعلوم

أميرة جادو

تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.

ووفقًا لما ذكر في كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.

لازلنا في جولتنا في أحياء ومدن مصر، وتحديدًا في منطقة لاظوغلي، حيث مربع هائل من أملاك علي باشا فهمي، صاحب تصميم مسجد الرافعي، وله عدد من القصور، منها قصره الذي أقامه عام 1900، وكان من نصيب ابنته عزيزة فهمي، والتي فتحته ليكون مقرا لاجتماعات هدى شعراوي ومناقشات حقوق المرأة، وأصبح حاليا مقر للكتب النادرة والمجموعات الخاصة التابعة للجامعة الأمريكية.

شيد علي فهمي، عددا من القصور منها قصر المجوهرات بالإسكندرية الذي ورثته ابنته زينب، وقصر ابنه علي كامل بالزمالك، الذي آل إلى عائشة فهمي، وفي منطقة لاظوغلي قصران باقيان من تصميمه متوجهان، تبلغ مساحة القصر 2253 مترا مربعا، وكان يضم مبنى سكني مكون من دور أرضي وطابقين علويين، أقامه علي فهمي كملحق للقصر، وبعد وفاته أزالته عزيزة فهمي، وأجرت إصلاحات في المبنى الرئيسي.

تصميم القصر

ويتميز القصر بطراز وهيئة كلاسيكية هادئة، ففي الطابق الأرضي غرف الخدم ومطبخ القصر والأوسط غرفة نوم عزيزة فهمي ومكتبها والصالون وغرفة الطعام، التي زين سقفها بآيات قرآنية بخطوط ذهبية، وتدلى منها ثريا نحاسية على الطراز الإسلامي تتواءم مع روح الخطوط، ويشترك قصر عائشة فهمي، في نفس النقوش والرسوم المرتبطة بعصر النهضة، بالإضافة للخطوط الإسلامية، ويحتفظ بكثير من رونقه وفخامته، ويطل على النيل في حي الزمالك.

في عام 1987 آلت ملكية القصر إلى الجامعة الأمريكية حيث افتتحت به فصول دراسية قبل أن تقرر إدارتها تخصيص المبنى كمكتبة للكتب النادرة، وتحولت غرفة الطعام إلى قاعة عرض صور فان ليو المصور الفوتوغرافي الشهير، أما غرفة نوم عزيزة، والمزينة برسوم من عصر النهضة، أصبحت قاعة للاطلاع.

والجدير بالذكر، تضم المكتبة العديد من المراجع المتخصصة في الفن والعمارة في مصر القديمة والقبطية والإسلامية، ومنها كتب المؤرخين ابن بطوطبة وابن دقماق، وأضيفت مجموعات أخرى لمعماريين وعلماء مصريين، مثل لبيب حبشي، سليم حسن، وحسن فتحي، ونجيب هواويني.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى