تاريخ ومزارات
قوس نصر “سبتيميوس سيفيروس”.. أفضل أمثلة الفن الرسمي الأمبراطوري
أسماء صبحي
يعد هذا القوس المقام في السوق الروماني في مدينة روما أفضل أمثلة الفن الرسمي الأمبراطوري، ويرجع أصل هذا الإمبراطور إلي لبدة الكبري، وتزوج من ابنة كاهن الإله بعل في سوريا.
تصميم القوس
كرس هذا القوس لنفسه ولولديه كاراكلا وجيتا عام 203 م، وذلك لانتصارهم علي العرب والفرس ( البارثيين ) وتأمين حدود الأمبراطورية، وصنع القوس من الرخام، ذو نسب معمارية مرتفعة، فيميل إلي الضخامة بأرتفاع 20 م وعرض وأتساع 23 م، وشيد القوس علي قاعدة مرتفعة.
ويتميز القوس بوجود ثلاث فتحات، أكبرهم الوسطي ارتفاعا واتساعًا، ويستند على أربعة أعمدة صممت تيجانها علي الطراز المركب، الفراغ الأعلي من القوس على هيئة قبة يصور ألهات النصر المجنحات العاريات كالمعتاد.
زوينت دعائم اللوحات الخارجية لقوس النصر بصور أسري الحرب والغنائم الحربية، وألواح الرخام بين الأقواس الممتدة بلوحات مفصلة لحرب روما مع ولاية بارثيا، وحلقات الإعداد للعمليات العسكرية والمعارك المركزية، وبعض الصور للإمبراطور داعيًا الجنود إلى النصر، ثم يقود الجيش الأسطوري، الرومان يقتحمون قلعة قطيفون على ضفاف نهر دجلة، وحلقة من حصار مدينة سيلوشيا من قبل الجيش الروماني والمسيرة المنتصرة عليها شوارع جحافل سبتميوس سيفيروس.
لوحات القوس
بينما تزخرف اللوحات المنحوتة التي تغطي الجزء الأمامي والخلفي من الدعامات الضخمة التي تقع على جانبي القوس الأوسط وتعلو القوسين الجانبيين الأقل طولآ حيث يتم ترتيبهم تصاعديا من أسفل لأعلي، بزخارف ثرية مقسمة عن طريق الفواصل المعمارية إلى صفين، ولكن تندمج المشاهد المصورة في صفين في لوحة واحدة:
- الأول: موكب النصر الإمبراطوري.
- الثاني: مشهد تقديم القرابين.
- الثالث والرابع : الإمبراطور سفيروس ممسكآ بيد ابنه الأكبر كاراكلا وإلى جانبه الأخ الثاني جيتا رمزً لتوثيق الروابط الأسرية.
بينما الصف الثاني يصور مجموعة من الآلهة، فنجد لوحات تصور الآلهة الحامية للمدينة مع الإمبراطور نفسه حيث يظهر “هرقل ” والأله ( باخوس _ ديونيسوس)، والآلهة الرئيسية الثلاثة ” الثالوث المقدس” ( جوبيتر _ جونو _ مينيرفا)، وأخيرًا صورة “جوليا دومنا” زوجة الإمبراطور .