حكاية قصر الأمير “بشتاك” في شارع المعز.. بُني بعمارة مملوكية على أنقاض آثار الفاطميين
أميرة جادو
تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.
ووفقًا لما ذكر في كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا. لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.
حكاية قصر الأمير بشتاك
لازلنا مع العمارة المملوكية، واليوم في “قصر الأمير بشتاك”، قالت عنه الكاتبة: “هذا القصر كان أحد أعظم مباني القاهرة بارتفاعه البالغ 40 ذراعا، ونزول أساسه في الأرض بمثل ذلك، وواجهاته الـ3 بإطلالة أحدها على شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهي الواجهة الرئيسية، وليست على استقامة واحدة، إنما جزأين، أحدهما بارز والآخر غائر يتوسطه المدخل إلى زاوية الفجل، فالأمير بشتاك أخذ من السلطان الناصر قلاوون قطعة أرض من حقوق بيت المال، وهدم دارا و11 مسجدا و4 معابد من آثار الفاطميين، وضم كل ذلك إلى القصر، إلا مسجدا واحدا”.
ويتميز القصر بتصميم فريد يعكس تاريخ العمارة المملوكية، حيث أن الواجهة الرئيسية ذات مشربيات مستطيلة ونوافذ معقودة من الجص المعشق والزجاج الملون، وهي من سمات العمارة في عهد المماليك، وكان لهذا الأمير عدد كبير من العمائر، منها جامعه الذي كان في منطقة بركة الفيل، والحمام الواقع بشارع سوق السلاح حاليا، وقصره الذي بني على جزء من القصر الكبير الفاطمي، بحسب ما ورد في كتاب “القصور المملوكية في القاهرة”.
وخلال جولة الكاتبة في القصر استكشفت قاعة “الركاب خانة”، حيث توضع أدوات الخيول من سروج ولجم بفتحة نافذة للإضاءة، ثم “الطشت خانة” حيث أدوات تنظيف الخيول، وخصص في هذا الجزء “الطباق”، وهي الحجرات التي تعلو المكان ويسكنها القائمون على خدمة الإسطبل، وقاعة المغاني، وهي كسائر البيوت والقصور الكبرى في البيوت المملوكية، تتكون من إيوانين كبيرين، وتتوسطهما قاعة تكون على مستوى أقل انخفاضا، وتتوسطها فسقية من الرخام الملون، وأرضية القاعة فرِشت بالبلاطات الحجرية، ويعلوها سقف خشبي غني بالزخارف والخشب الزان.