حكاية قصر “جناكليس” بشبرا.. بقايا الآثار اليونانية في مصر
أميرة جادو
تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.
ووفقًا لما ذكر في كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا، لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.
بقايا بصمات يونانية في حي شبرا
تضم القاهرة وأحياءها العديد من الأماكن والأبنية تعبر عن التاريخ والعراقة، ومنها القصور اليونانية التي لازالت شاهدة على أثر التجار اليونانيين الذين مروا على مدن مصر وليس الإسكندرية فقط، ومن قصر كازليدوجي في جاردن سيتي إلى قصر جانكاليس في شبرا.
ولد الخواجة نستور جناكليس، في بلدة بوموزينا في اليونان، ويقال إنه جاء إلى مصر عام 1875، وكان من أشهر تجار الدخان والكروم في مصر، وامتلك مصنعا في شارع الموسكي ثم انتقل إلى ميدان الإسماعيلية -ميدان التحرير حاليا- وشارك في تأسيس كثير من المنشآت مثل الجمعية اليونانية بالقاهرة، وساهم في تأسيس الكنيسة اليونانية في القاهرة.
وبحسب الكتاب، يؤرخ لقصر جناكليس بشبرا بفترة حكم الخديوي إسماعيل، خلال الفترة 1863 – 1879، ولكن تاريخ التأسيس تحديدا غير معلوم، وهناك بعض المصادر تشير إلى أن جناكليس اشترى المبنى وطوره وغيّر ملامحه، ولكن الثابت وفق ما ذكرته الكاتبة أن العمل يتكون من طابقين، وبني من حجر الدقشوم والطوب المحروق المكسو بطبقة مزخرفة من الرخام، ويرقد أمام واجهته الرئيسية أسدان من الرخام، وكثير من تفاصيل القصر اندثرت بسبب زلزال 1992.
أما عن تصميم القصر وأجمل مشاهدة، يشير الكتاب إلى أن “أجمل ما شاهدته عند زيارة القصر تلك الأرجولة من المعدن المزخرف فوق السطح والتي يشبه طرازها الكشك الصيني، أما الزخارف في أسقف وجدران القصر مزيج من عالم النباتات والأساطير ففي بهو المدخل رسوم زيتية لنبات عباد الشمس تخللها أوراق نباتية وطيور ناشرة أجنحتها إضافة إلى أوراق الموز العريضة المنفذة باللون الأخضر”.
والجدير بالذكر، صنع درابزين السلم بإبداع. على هيئة فروع نباتية تتفرع منها أوراق العنف أما صالة الطابع الثاني فيوجد في مدخلها شرفة نصف دائرية على واجهتها حجاب من الخشب المعشق بالزجاج، ورسرومات لطائر خرافي، وأخرى لسيدة عارية الصدر -كما في الأعمال اليونانية في أحد عصورها- ووُجد غرفة واحدة حافظت على نقوشها العربية الهندسية والأطباق النجمية المذهبة.