إسحاق بن عمران: قصة الطبيب الذي أنقذ أميرًا ثم قتله
إسحاق بن عمران، الطبيب البارع والعالم الفذ الذي عاش حتى بعد سنة 932 م، كان يعرف باسم “ساعة”. وصفه سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل بأنه مسلم العقيدة وبغدادي الأصل. انتقل إلى أفريقيا بأمر من زيادة الله بن الأغلب التميمي، لكنه لم يفي بالشروط الثلاثة التي حددها الأمير. عند وصوله، أُعطي راحلة وألف دينار لنفقته وكتاب أمان موقّع من الأمير شخصيًا.
من هو إسحاق بن عمران
اشتهر إسحاق في المغرب بفضل مهارته في الطب والفلسفة. كان متميزًا بتأليف الأدوية المركبة وفصل الأمراض، واستقر في القيروان لفترة.
كان إسحاق يحضر طعام زيادة الله، ويأمره بالامتناع عن بعض الأطعمة لأسباب طبية. ومع ذلك، حين وصل طبيب يهودي من الأندلس، تحدى نصائح إسحاق، مما تسبب في مرض الأمير. عندما تناول الأمير لبنًا ضارًا على نصيحة الطبيب الجديد، تدهورت حالته. عُرض على إسحاق مبلغ كبير لعلاج الأمير، وبعد تردد، قبل ونجح في علاجه بواسطة الثلج، منقذًا حياته.
رغم إنقاذه للأمير، أمر زيادة الله بقطع رزق إسحاق، ما دفعه إلى الانتقال إلى مكان آخر في القيروان حيث كتب الوصفات الطبية مقابل المال. هذا أثار غضب الأمير، فأمر بسجنه ثم أفرج عنه. لاحقًا، قرر الأمير الانتقام وأمر بفصد إسحاق حتى الموت. ظل إسحاق مصلوبًا حتى عشش الطائر في جوفه.
ترك إسحاق بن عمران العديد من المؤلفات القيمة في الطب، منها “نزهة النفس”، و”داء المالنخوليا”، و”الفصد”، و”النبض”، و”الأدوية المفردة”. كما كتب عن العنصر والتمام في الطب، والاستسقاء، والقولنج، والبول، والشراب، وبياض المعدة ورسوب البول.
توفي إسحاق في أواخر القرن الثالث، لكن إرثه العلمي ظل حيًا في كتب الطب التي ألفها والتي لم يسبق مثلها في دقتها وشمولها.