آخر تطورات الحرب الأوكرانية.. لماذا ظهرت طائرة “يوم القيامة” الروسية؟
أميرة جادو
كشفت مقاطع مصورة، عن طائرة الرئيس الروسي التي تحمل اسم “يوم القيامة” والتي تسمح له بمواصلة حكم روسيا خلال حرب نووية تحلق حول موسكو، وهي من طراز إليوشن إيل-80 تحلّق على ارتفاع منخفض فوق تخوم المدينة، وسط مخاوف من لجوء الرئيس فلاديمير بوتين إلى الأسلحة النووية في الصراع في أوكرانيا، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
موكب يوم النصر
وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الروس أن ظهور الطائرة في الوقت الراهن يعني الاستعداد لمشاركتها في موكب يوم النصر، الذي سيقام يوم الإثنين في الميدان الأحمر، لكن خبراء قالوا إن الطائرة العملاقة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، لم تشارك في إحياء ذكرى يوم النصر – هزيمة هتلر ونهاية الحرب العالمية الثانية – منذ عام 2010، لافتين إلى أن ظهورها من جديد هو علامة على رغبة بوتين في إرسال رسالة تحذير إلى الغرب.
ومن المقرر، أن ترافق طائرة “يوم القيامة” طائرتان من طراز ميج-29 أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض فوق كاتدرائية سان باسيل، علاوة على مشاركة تو95 إم إس وتو-160 الشهيرة باسم “البجعة البيضاء”، في العرض القاذفات الاستراتيجية، ومقاتلة الجيل الخامس من طراز سو-57 والقاذفة بعيدة المدى من طراز تو-22 إم3 Tu-22M3.
كما تم تصميم طائرة “يوم القيامة” لتكون بمثابة كرملين في السماء في حالة وقوع هجوم نووي، ويمكن إعادة تزويدها بالوقود في الجو.
سيكون بوتين قادرًا على حكم روسيا وإصدار الأوامر لجيشه لشن ضربات نووية من موقع القيادة المحمول جوًا.
ومن المفترض أن يتم استبدال الطائرات إليوشن إيل-18 بطائرات من طراز إليوشن 96-400 م أكثر حداثة، ما يمنح الزعيم الروسي مزيدًا من الراحة وهو يسيطر على القوات والصواريخ في أثناء وقوع كارثة نووية.
قال مصدر في قطاع الصناعة العسكرية، إن أولى طائرات القيادة والسيطرة المحمولة جواً هي الآن قيد الإنشاء، لكن لا يعتقد أنها جاهزة بعد.
في زلة أمنية محرجة، تم اختراق وسرقة إحدى الطائرات الأربع الموجودة العام الماضي في أثناء خضوعها لعملية تجديد في مدينة تاغانروغ الروسية على بحر آزوف.
مركز قيادة عسكري شامل محمول جوا شبيه بحصن منيع ضد الهجمات النووية والنيازك والشهب يتحرك هذه المرة مدفوعا بغيوم نووية تنذر بتصعيد خطير.
إنذار مبكر لحرب نووية
لم يعد الطرح مجرد تكهنات بعيدة عن أرض الواقع، بل باتت تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وتواتر المواقف الغربية الرافضة، تدفع بقوة نحو سيناريو مخيف يهدد البشرية بأسرها.
ففي مثل هذا الحال، لن ينجو من حرب مماثلة سوى من جعلته الظروف قادرا على حجز مقعده في طائرة “يوم القيامة”، وهذا الأمر يظل حكرا على الرؤساء ومن يريدون إنقاذه.
ومثل هذه الطائرات مملوكة حصرا للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتحركها يبعث برسائل خطيرة، لأن طائرة مماثلة لا تبرز بالواجهة إلا في حالات الإنذار القصوى وتحديدا حين يتعلق الأمر بتهديد نووي أو نيزك أو شهاب، أي في حالات الخطر القصوى.
والدليل على ذلك، أنه غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 27 فبراير/ شباط الماضي، وضع القدرات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، أجرت طائرة “يوم القيامة” الأمريكية، مهمة تدريبية قصيرة فوق نبراسكا، وفق تقرير نشره حينها موقع “لايف سينس”.
وأقلعت الطائرة من قاعدة نبراسكا وحلقت لـ4 ساعات مصحوبة بطائرات إنذار مبكر، في تحرك رأى محللون أنه يبعث برسائل تحذيرية لموسكو.
“يوم القيامة”
طائرة من طراز خاص تمثل مخبأ ضخما يحلق في السماء لحماية رؤساء الدول ومن يريدون من خطر كبير على الأرض، وتعتبر مركز قيادة عسكري شامل محمول جوا، وحصنا منيعا ضد الهجمات النووية والنيازك والشهب.
من ميزاتها الخارقة أنه يمكنها التحليق لـ7 أيام متواصلة، ويصفها مراقبون بأنها “الخيار الأخير” للرؤساء للبقاء على قيد الحياة، ما يجعل تحليقها -ولو لغايات تدريبية- ينذر بتصعيد خطير ويحمله الخبراء على أنه نذير شؤم.
هي في الأصل “بوينغ 747″، لكن تم تطويرها لتصبح قادرة على إدارة شؤون العمليات النووية من الجو في حال وقوع هجوم نووي، بميزات أمان لا مثيل لها في أي طائرة أخرى.
تعد جزءا من أسطول طائرات المراقبة الليلية التي يحتفظ بها الجيش الأمريكي منذ سبعينيات القرن الماضي، ومن ميزاتها أيضا أنها لا تخضع لنظام رقمي قابل للخلل، بل لا تزال تستخدم معدات تحكم غير رقمية، لتتمكن من العمل حتى في حال تعرضها لنبض كهرومغناطيسي ناجم عن انفجار نووي.
ولا تمتلك هذه الطائرة أي نوافذ عند منطقة الركاب، كما أنها مزودة بدرع حماية خاص ضد أي تأثيرات حرارية قد تنتج عن الحرب النووية، وقادرة على الاتصال بالأقمار الصناعية والسفن والغواصات والطائرات من أي مكان في العالم.
وعلاوة على ما تقدم، للطائرة مزايا عسكرية أخرى عديدة لكنها تظل سرية للاحتفاظ بميزاتها التي تجعل منها “بوليصة التأمين الأمريكية”، على حد وصف أحد القادة العسكريين الأمريكيين.