الشيخ عبد القادر الجيلاني: مربي الروح وصاحب الفتوحات

أسماء صبحي
الشيخ عبد القادر الجيلاني، المولود في عام 1077م في مدينة جيلان (التي تقع في إيران حاليًا). هو أحد أعظم الصوفية في التاريخ الإسلامي ومؤسس الطريقة القادرية التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي حتى اليوم.
ويعتبر الجيلاني من أبرز العلماء والمربين الروحيين الذين جمعوا بين العلم الشرعي والعمل الروحي. مما جعله محط احترام في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
تعليم الشيخ عبد القادر الجيلاني
تخرج الجيلاني في علوم الشريعة والتفسير والحديث في بغداد. حيث أصبح من كبار العلماء والصوفية في زمانه. كما اشتهر بمواعظه التي تتسم بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان يعرف بتواضعه الشديد وتقواه. حيث كان يعتبر الزهد والتقوى أساس حياة المسلم.
وقد اهتم بتوجيه الناس إلى السير على الطريق الصحيح من خلال تربية النفس على مكارم الأخلاق والابتعاد عن الدنيا. مما جعله يعتبر مثالًا أعلى للزهد والتقوى.
كما كان للشيخ الجيلاني تأثير كبير في بناء المجتمع الروحي من خلال الدعوة إلى السلوك المستقيم والابتعاد عن الأهواء النفسية. وقد جذب العديد من الأتباع إلى طريقته الصوفية. حيث كانت طريقته تعتمد على مبدأ الطهارة الداخلية والتفاني في خدمة الله والناس. كما أن له مواقف مشهورة في مواجهة الظلم والتصدي للفساد، حيث كان دائمًا يدعو إلى العدالة والتقوى في كل أعماله.
مؤلفاته
كتب الشيخ الجيلاني العديد من الكتب التي أثرت في الفكر الإسلامي، مثل “الفتح الرباني” و”الغنية لطالبي طريق الحق”. التي تركت أثراً كبيراً في مسار التصوف الإسلامي. كما اشتهر بقدرته على جمع الأتباع من مختلف المشارب والطبقات. مما جعله شخصية محورية في نشر التصوف وتهذيب النفوس. وقد أسس في بغداد العديد من المدارس والزوايا التي كانت تروج لقيم الإسلام السمحة والمبنية على الحكمة والتربية الروحية.
ويقول الدكتور محمد بن عبد الله، مؤرخ متخصص في تاريخ الصوفية، إن الشيخ الجيلاني يمثل رمزًا للزهد والتقوى. وله تأثير روحي لا يزال يشعر به الكثير من المسلمين في جميع أنحاء العالم.