تاريخ ومزارات
الحاجب المنصور.. قاد الجيوش الإسلامية وانتصر في 50 معركة
أسماء صبحي
الحاجب المنصور (محمد بن ابي عامر العامري)، ولد سنه 326 هجريًا بجنوب الأندلس، ودخل متطوعًا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته، ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش.
غزوة ليون
خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة انتصر فيها جميعًا، ولم تسقط ولم تهزم له راية، وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط، وأكبر انتصاراته غزوة “ليون”، حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون، فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية.
وكان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل أرض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة، وأوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهدة له عند الله يوم يعرض للحساب.
وكانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم، فلقد حاربهم 25 سنة مستمرة قتالاً شديدًا، لا يستريح أبدًا ولا يدعهم يرتاحون.
وفاته
كان عمره حين توفي 60 عامًا، قضى منها أكثر من 25 سنة في الجهاد والفتوحات، وحين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو إلى قبره ونصب عليه خيمة كبيرة وبها سرير من الذهب، ونام عليه ومعه زوجته متكئه عليه، وقال الفونسو: “أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب!!، وجلست على قبر اكبر قادتهم”، فقال أحد الموجودين: “والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار”.
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت: “صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحًا بما صنعنا وهنيئًا له النوم تحت عرش الملوك”.
وذهب المنصور إلى لقاء ربه، وسيبقى اسمه خالدًا مع أسماء الأبطال في تاريخ المسلمين، وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق “جبال البيرينيه”.