“مقبرة الإسكندر الأكبر” لغز أثري يحيّر العالم.. هل تم اختطاف جسد الإسكندر الأكبر؟
أميرة جادو
لا يزال موقع مقبرة الإسكندر الأكبر، أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ، مجهولاً حتى يومنا هذا، مما يثير فضول المؤرخين وعلماء الآثار على حد سواء. كيف يمكن أن تبقى مقبرة شخصية بهذه الأهمية غامضة عبر العصور؟ هذا التساؤل كان محور كتاب “قبر الإسكندر الأكبر” لعالم الآثار والأنثروبولوجيا البريطاني نيكولاس ساندرز، الذي طرح فيه فرضيتين حول موقع دفن الإسكندر: إما في مدينة “إيجة” أو في واحة “سيوة”. في البداية، كان من المقرر أن يدفن في إيجة، إلا أن بطليموس الأول، مؤسس مملكة البطالمة، قام باختطاف الجثمان خلال رحلته إلى هناك.
رحلة جثمان الإسكندر من ممفيس إلى الإسكندرية
بحسب رواية المؤرخين باوسانياس وباريان، استقر بطليموس الأول على دفن جسد الإسكندر في البداية في مدينة ممفيس، لكن مع نهاية القرن الرابع قبل الميلاد أو بداية القرن الثالث قبل الميلاد، وفي بداية حكم البطالمة، نقل الجثمان من ممفيس إلى الإسكندرية، حيث أعيد دفنه. ومنذ ذلك الوقت، بقي مكان المقبرة لغزاً ليس له حل حتى الآن.
مقبرة الإسكندر الأكبر
تناول الأديب الراحل عباس محمود العقاد في كتابه “يوميات” سبب هذا اللغز المحير. وأوضح أن هناك أدلة تشير إلى وجود ضريح فخم في الإسكندرية، كان يعرف باسم “السوما” أو “الجسد”، وشيّد هذا الضريح داخل أسوار المدينة الملكية التي احتوت على قصور البطالسة ومدافن الأمراء والأميرات، بالإضافة إلى جامعة الموزيوم الشهيرة.
روايات حول مكانها
يستند المؤرخ أدين بيفان في كتابه “مصر في حكم البطالسة” إلى روايات تفيد بأن رفاة الإسكندر ظلت في مدافن مدينة منف لمدة أربعين سنة، إلا أنه يرى أن هذه الرواية مبالغ فيها، ويرجح أن بطليموس الأول نقل الجثمان إلى ضريح الإسكندرية الكبير في وقت مبكر.
حلم العثور على المقبرة يقترب
من جانبه، يؤكد عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس أن مقبرة الإسكندر الأكبر ستُكتشف حتماً يوماً ما، ويعتقد أنها موجودة تحت المباني القديمة في مدينة الإسكندرية. ويرى أن الأدلة تشير إلى أن الإسكندر دفن هناك، وأن العثور على المقبرة سيكون إما خلال عمليات التنقيب الجارية أو ربما عن طريق الصدفة.
لغز المقبرة: إرث مفقود ينتظر الكشف
رغم مرور أكثر من ألفي عام، يظل مكان دفن الإسكندر الأكبر سراً محيراً يضفي المزيد من الغموض والإثارة على حياة هذا القائد الأسطوري. وبينما تستمر الأبحاث، تبقى المقبرة المفقودة شاهداً على قصة لم تكتمل فصولها بعد. في انتظار أن يكشف علم الآثار الستار عن هذا اللغز التاريخي.