قبيلة الصوالحة.. تاريخها وأصلها وعشائرها وديارها
أميرة جادو
تعد من أقدم وأقوى قبائل جنوب سيناء والأكثر ذكرًا في التاريخ، وتنحدر من قبيلة بني سالم من قبائل الحرب الحجازية الكبيرة، هي مزيج من خولان اليمانية و بني هلالو قيس المضرية، وأقاموا في الحجاز قبل أن يغادر صالح بن حميد بن سليمبن شعيفان السالمي الحربي إلى ضبا وعاش هناك، ثم نزل مع أهله إلى جنوب سيناء عام 778 هـ بصحبته فرع من أولاد سعيد الجهني الذي يسكن ضبا، بالإضافة إلى فرع من النفيعات من عتيبة حلفاء حرب.
ووفقًا لما ذكره نعوم شقير في كتابه “تاريخ سيناء والعرب”، أكدت إحدى الوثائق القديمة المتعلقة بدير سانت كاترين، إن الصوالحة تعود إلى مؤسسها صالح حميد بن سليم أثناء حرب الحجاز، أوضح الرواة من كبار الصوالحة انهم من بنى سليم، كما روى أسلافهم منذ سبعة قرون.
تاريخ الصوالحة
وبحسب الكتاب، عاشوا فترة أثناء حرب الحجاز، ثم انتقل صالح بن حميد بن سليم بن شعيفان السالمي الحربي إلى ضبا، حيث عاش هناك حتى تكاثر وتضاعف نسله, ثم غادروا الى جنوب سيناء عام 778 هجرية بصحبة فرع من اولاد سعيد الجهني من سكان ضبا، وفرع من النفيعات من عتيبة حلفاء حرب.
ووفق لـ “وثائق كتاب الأم” عن أحد مشايخ الصوالحة من العوارمة وهو الشيخ قويضي بن خبيزات في سنة 800هـ، يعود أصل الصوالحة يعود إلى مؤسسهم صالح بن حميد بن سليم من حرب, ويتواتر الصوالحة نسبتهم إلى ميمون من بني سالم من حرب.
وأشار “نعوم شقير” في كتابه، إلى أن أصلهم يعود إلى قبيلة حرب ويذكر الدكتور عباس مصطفى عمار أن مشايخ البدو الذين قابلهم عام 1943م قد أكدوا له انتساب قبيلة الصوالحة إلى حرب.
كما ذكرت العديد من الوثائق، أن السبب في انتقال صالح من حرب إلي خلاف قد وقع بينه وبين ابن عمه عودة بن عتيق بن سليم على قسمة كرم نخيل، فاشتدت الخلافات بينهما فقام صالح بقتل ابن عمه وجلا عن عشيرته على عادة القبائل، وسكن ضبا وتبوك، وكانت إقامته لفتره زاد فيها نسله وتكاثروا .
والجدير بالإشارة، أوصى جدهم وهو صالح بن حميد بن سليم جمع أبنائه الأربع قبل وفاته، عارم ورضوان وحميد وناصر، بأن يعتبروا سعيد الجهني أخا خامسًا لهم وأن يأخذ من تركته بعد وفاته نصيبه من الإبل والأغنام، وقد أصبحت سلالتهم فيما بعد فروع قبيلة الصوالحة، وقبل هجرتهم إلى سيناء تحالفوا أيضًا مع فرع كبير يسمى بالنفيعات، و قد تم هذا الحلف في ضبا سنة 778 هـ، وهي نفس السنة التي دخلوا فيها إلى سيناء مصر.
ونتج عن دخول الصوالحة و النفيعات إلى سيناء، ضعف القبائل المتواجدة في سيناء آنذاك فاقتسموا البلاد فيما بينهم ثم حدثت بينهم خلافات سنة 949 هـ تغلبت على أثرها قبيلة الصوالحة الأقوى بأسا على قبيلة النفيعات فخرج أغلبهم من سيناء.
وعاشت الصوالحة في طور سيناء، واستطاعوا حماية دير القديسة كاترين من أعمال السلب و النهب، كما كان من أهم أدوارهم التاريخية ان عهدت الدولة المصرية اليهم مهمة حماية الحجاج و نقلهم من القلعة بالقاهرة الى رأس العقبة.
حروب وتحالفات الصوالحة
ودارت بين الصوالحة وبين العليقات الهاشميين والنفيعات السعديين. العديد من الحروب المريرة والشرسة، وذلك بسبب منافع الدير ومهماته بدأت من عام 949 هجرية بوقعة قلعة الطور التي انتصر فيها الصوالحة. ثم ثأر العليقات منهم ( بعد تحالفها مع قبيلة مزينة ) في معركة اخرى بجوار ضريح الشيخ صالح ليلا و على حين غرة.
وعند دخول قبيلة مزينه إلى سيناء، وقعت الحرب بينهم وبين والعليقات، وعرضوا العليقات على مزينه الاتحاد معهم في حربهم مع الصوالحة مقابل مقاسمتهم في البلاد في حال تحقق النصر وهو ما كان، وبعد الحرب عقد صلحا تم على أثره تقسيم بلاد الطورة و تقاسموا منافع الدير ثانية واشتهروا بعدها كحلف قبلي باسم قبائل الطوّرة.
وفي عام 1018 هـ، تقاسم الطوّرة الترابين مناطق الرعي والمنافع بينهم، فكان للترابين ما يقع شمال طريق الحج و للطورة ما يقع جنوبها، وللصوالحة ومزينة والعليقات دور هام في وثائق دير سانت كاترين التاريخية الهامة.
وفق موسوعة القبائل العربية للطيب نقلًا عن وثائق دير القديسة كاترين، انضمت الصوالحة إلى الحامية العثمانية مما كبدها خسائر فادحة وعددًا كبيرًا من الشهداء الابرار، أما في حربنا مع اليهود، فقد ساهم الصوالحة الأبطال في نقل القوات المصرية المنسحبة إلى غرب القناة سنة 1967، و ظلوا مجاهدين بالنفس و المال في العمليات الفدائية العظيمة اثناء حرب الاستنزاف.
وبحسب الموسوعة. نتج عن اشتراك الصوالحة في العمليات الفدائية الواسعة النطاق، خلال حرب العاشر من رمضان سنة 1973، سجن اليهود العديد من رجالهم في السجون الإسرائيلية وتعرضوا الى حملات التنكيل والتعذيب، و لكن لم يفت في عضدهم وحصل العديد منهم على أنواط الامتياز من الدرجة الأولى، و على الأبناء أن يقتدوا بآبائهم المجاهدين البواسل.
عشائر الصوالحة
تنقسم إلى اربعة فروع رئيسية هي:
- فرع العوارمة، وفيه الرديسات و الفوانسة وأبو منون , وأولاد شاهين.
- وفرع المحاسنة، ومنه العقدة، وأولاد عيد و الحسيسي.
- فرع النواصرة، ومنه ابو شعيرة و فيهم عمودية عرب الصوالحة.
- وفرع الرضاونة، وفيه عائلات الكرت و عرموش و الهضيبي.
عائلات الصوالحة
عائلات الصوالحة في القليوبية
- الهضيبي
- ابو شعير
- وابو عرموش
- الاكرت
- العقيد
- ابوالعزيز
- وابو نص
- ابومنون
- وابونوفل
- الشيمي
- ابوتعلوب
- وابو سيف
- الشلح
- الحسيسى
- ابو درويش
- الملاحي
وتسكن هذه العوائل في قرية عرب الصوالحة. أحدى قرى مركز شبين القناطر ولهم تاريخ مشرف منذ الفتوحات الاسلامية وكذلك في الحروب العربية مع إسرائيل.
عائلات الصوالحة في الصعيد
- أولاد نوير
- وأولاد دياب
- اولاد احمد بن منصور
- وأولاد يحيى
- أولاد مازن
- وأولاد شعيب
- أولاد ابراهيم بن منصور وهم في اسوان والسودان
- وأولاد زهران
ويوجد فروع اخرى لحرب بمنطقة الشوش بمحافظة سوهاج وفى قنا.
ديار الصوالحة
قال نعوم شقير في كتابه، إن بلاد الصوالحة في قلب منطقة الور جنوب شبة جزيرة سيناء المصرية ومعهم حلفاؤهم القرارشة، وأولاد سعيد. وتحيط بهم قبيلة العليقات من الشمال ومزينة ومن الجنوب كدائرة. وقد هاجر قسم كبير منهم الى القليوبية بسبب مجاعة حدثت في سيناء تسكن الصوالحة.. في:
- الطور بجنوب سيناء
- وفي قرية عرب الصوالحة بالقليوبية
- وجنوب المنيا بالبر الشرقي للنيل
- و برشا شرق ملوي
- وأسيوط
- و منطقة الشوش بسوهاج
- وحجازة بقنا
- وأسوان