تاريخ ومزارات

فاطمة بنت الخديوي إسماعيل.. أميرة باعت جواهرها لبناء جامعة القاهرة

أميرة جادو

لعبت الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل، دورًا مهمًا وساهمت بشكل كبير في بناء “جامعة القاهرة”، التي تعد بمثابة منهلا من مناهل التقدم في مصر، كما قال عنها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

فكرة بناء جامعة القاهرة

في بداية القرن العشرين، اكتشفت رموز الحركة الوطنية المصرية المقاومة للاحتلال الإنجليزي، أن هناك عنصرا ضروريا يشد من عضد المقاومة، وهو تأسيس جامعة مصرية نظيرة لجامعات أوروبا، وواجهت الفكرة عددا من العراقيل، حيث أدركت سلطات الاحتلال أن إنشاء جامعة في مصر يعني إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما تحرير الشخصية المصرية.

في ظل هذه الظروف، أبلغ الدكتور محمد علوي باشا، الأميرة فاطمة (وكان طبيبا خاصا بأسرتها)، بالصعوبات التي تمر بها الجامعة، بالإضافة إلى اختلال ميزانية المشروع، التي كانت تهدده بالتوقف إذا استمرت تلك الظروف دون معونة جادة تضمن استمراره وتقدمه وتوطيد أركانه.

أكدت الأميرة فاطمة لـ”علوي” باشا أنها مستعدة لبذل كل ما في وسعها لأجل ذلك، فتبرعت بـ 6 أفدنة خصصتها لبناء دار جديدة للجامعة، علاوة على 661 فدانا من أجود الأراضي الزراعية بمديرية الدقهلية، من ضمن 3357 فدانا، خصصتها للبر والإحسان، وجعلت للجامعة من صافى ريعها (ريع 3357 فدانا و14 قيراطا و14 سهما) 40% بعد خصم استحقاقات ومرتبات يبلغ مجموعها 5239 جنيها كل سنة، وقدر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيه سنويا، وذلك حسب الموقع الرسمي لجامعة القاهرة.

مجوهرات الأميرة فاطمة

وحرصًا على استمرار مشروع الجامعة، استغنت الأميرة عن بعض مجوهراتها وحليها، وعرضتها للبيع، على أن تتولى إدارة الجامعة هذا الموضوع وفقا للمصلحة العامة، وكانت وجهة نظرهم بأن تباع خارج القطر المصري؛ لتحقيق إيراد أعلى، واشتملت هذه الجواهر –وفق ما ذكر في موقع الجامعة الرسمي- ما يلي:

– عقد من الزمرد، يشتمل على قطع، حول كل قطعة أحجار من الماس البرلنت، هدية من المرحوم السلطان عبدالعزيز، إلى إسماعيل باشا.

– 4 قطع موروثة من سعيد باشا، وهي:

أ) سوار من الماس البرلنت، يشتمل على جزء دائري، بوسطه حجر، وزنه تقريبا 20 قيراطا، حوله 10 قطع كبيرة مستديرة الشكل، والسلسلة التي تلتف حول المعصم مركبة عليها 18 قطعة كبيرة، 56 قطعة أصغر منها حجما، وكلها مربعة الشكل.

ب) ريشة من الماس البرلنت على شكل قلب يخترقه سهم، مركب عليها حجارة مختلفة الحجم.

ج) عقد يشتمل على سلسلة ذهبية، تتدلى منها 3 أحجار من الماس البرلنت، وزن الكبير منها تقريبا 20 قيراطا، والصغيران يقرب وزن كل منهما من 12 قيراطا.

د) خاتم مركب عليه فص هرمى من الماس يميل لونه إلى الزرقة.

وكانت الجامعة قد أوكلت للدكتور محمد علوي باشا (طبيب الأميرة فاطمة)، عملية بيع المجوهرات، حيث تمكن من بيعها بسعر مناسب عاد على الجامعة بالنفع الكبير، فقد بلغ إجمالي بيعها نحو 70 ألف جنيه مصري على التقريب.

بيان الجامعة

وتقديرا لهذا الدور، نشرت إدارة الجامعة بيان صحفي في جميع الصحف اليومية المحلية بعنوان “نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة”، وجاء فيه: “أبت مكارم ربة الإحسان، صاحبة العصمة، ودولة الأميرة الجليلة فاطمة هانم أفندم، كريمة المغفور له إسماعيل باشا الخديو الأسبق، إلا أن تضيف آية جديدة من آيات فضلها، فأمرت بأن تكون جميع نفقات الحفلة، التي ستقام لوضع حجر الأساس لدار الجامعة، في إرسال تذاكر الدعوة”. ونظرا لتنازل الجناب العالي بوعد سموه بتشريف هذه الحفلة، قد أوصت دولتها بمزيد العناية بترتيب الزينة، مما يليق بمقام سمو الأمير عزيز مصر. ومجلس إدارة الجامعة، لا يسعه تلقاء هذه المآثر العديدة إلا تقديم عبارات الشكر الجزيل، بلسان الأمة، على النعم الكثيرة التي أغدقتها صاحبة هذه الأيادي البيض في سبيل العلم، ويسأل الله أن يطيل حياتها، ويتولى مكافآتها عليها بالإحسان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى