حوارات و تقارير

دعم أمريكي .. أوكرانيا تؤكد الهجوم الروسي بدونباس يسير بحذر

دعاء رحيل
 
 
 
أفادت وسائل إعلام عالمية بأن المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أرستوفيتش أكد أن الغزو الروسي لإقليم دونباس شرقي البلاد يسير “بحذر شديد”، إذ تحاول القوات الروسية اختراق دفاعات الجيش الأوكراني، وفي ماريوبول المحاصرة جنوبي البلاد دعت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية المتبقية لإلقاء السلاح فورا والخروج من آخر معاقلها في المدينة.
 
كما صرح أرستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، بأن القوات الروسية تحاول العثور على نقاط حساسة في دفاعات أوكرانيا، مضيفا “هجومهم سيفشل، أضمن لكم ذلك بنسبة 99%، إنهم ببساطة ليس لديهم القوة الكافية”.
 
وعلى حسب المسؤول الأوكراني فإن المهمة الأولى للجيش الروسي هي الاستيلاء على الأراضي الواقعة على طريق روبيجني وبوباسنايا وسيفيرودونتسك في إقليم لوغانسك، وفصلها عن أجزاء أخرى من البلاد.
 
وأوضح المستشار الرئاسي أن الهدف الثاني للروس هو مهاجمة المنطقة الواقعة بين إيزيوم وسلافيانسك وكراماتورسك في منطقة خاركيف شرقي البلاد، وأضاف أن أهداف روسيا الأخرى هي منطقة جوليابول في زابوروجيا، وماريوبول.
 
وتركز موسكو على منطقة الشرق الأوكراني بهدف ضمان سيطرة الانفصاليين الموالين لها على كامل أراضي إقليمي لوغانسك ودونيتسك اللذين يشكلان منطقة دونباس، وكان الانفصاليون قد أعلنوا في العام 2014 عن جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، وقد اعترفت روسيا بهاتين الجمهوريتين الانفصاليتين قبل أيام من بدء حربها على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
 

تصريحات شويغو

وفي السياق متصل قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الثلاثاء إن موسكو تسعى إلى “التطبيق التدريجي لخطتها الرامية لتحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين”، مضيفا أن واشنطن وحلفاءها يحاولون إطالة أمد الحرب عبر تزويد كييف بالأسلحة.
 
وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إيجاز صحفي أن الجيش الروسي كثف هجماتها في دونيتسك وسلوبو زانسكي، وإنه نشر منصات طائرات مروحية في منطقة بيلغورود الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا. وأضافت الهيئة أن القوات الأوكرانية أسقطت 7 أهداف جوية روسية، وصدت 7 هجمات في دونيتسك ولوغانسك.
 
يذكر أن سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك في منشور على فيسبوك إن المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية تدور في مدن روبيجني وبوبسانا، مقرا أمس الاثنين بسقوط بلدة كريمينا بيد الجيش الروسي.
 
وتبعد مدينة كريمينا مسافة 50 كيلومترا إلى شمال شرق مدينة كراماتورسك عاصمة منطقة دونباس.
 
وتعد خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا، قال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف مساء أمس الاثنين إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون عندما تعرضت المدينة لقصف روسي.
 

وضع ماريوبول

وفي ماريوبول الساحلية الجنوبية، دعت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب إلى مغادرة مجمع أزوفستال للصلب شرقي المدينة من دون سلاح أو ذخيرة، وتعهدت الوزارة بضمان حياة من يلقي السلاح.
 
وعرضت وزارة الدفاع الروسية على المتحصنين في مجمع آزوفستال وقفا لإطلاق النار عند الساعة 12 زوالا بالتوقيت المحلي (9 صباحا بتوقيت غرينتش) من أجل خروج القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب من المجمع. وكانت موسكو عرضت قبل أيام مهلة أولى لاستسلام القوات المدافعة عن ماريوبول ولكن كييف رفضتها.
 
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن إدوارد باسورين المتحدث باسم الانفصاليين المدعومين من روسيا قوله في وقت سابق اليوم إن قوات خاصة من الانفصاليين بدأت عملية اقتحام مجمع آزوفستال، وهو المعقل الأخير للقوات الأوكرانية المتبقية في ماريوبول.
 
وقالت قوات انفصاليي دونيتسك إنها قـتلت وجرحت قرابة 150 عسكريا أوكرانيا في قصف مدفعي استهدف قافلة للقوات الأوكرانية كانت متجهة من الميناء البحري إلى مجمع آزوفستال، وأضافت قوات الانفصاليين إن القافلة كانت تضم نحو 500 جندي و65 آلية اصطفت في طابور للعبور إلى الضفة اليسرى باتجاه المجمع.
 
وتسعى روسيا لإحكام قبضتها على ماريوبول الإستراتيجية لأن ذلك سيمكنها من ربط مناطق سيطرة الانفصاليين في دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
 
 

أسلحة أميركية

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أول أمس الاثنين إن الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وصلت إلى حدود البلاد، وذلك من أجل تسليمها للجيش الأوكراني.
 
ويأتى هذه المساعدات العسكرية على متن 4 رحلات جوية ومن المتوقع أن تصل رحلة خامسة اليوم.
 
وسيبدأ جنود أميركيون منتشرون في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في الأيام المقبلة بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع “هاوتزر” من طراز “إم 777” (M777)، وهو الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها لأول مرة للجيش الأوكراني.
 
وذكرت تقارير إعلام بريطانية أن لندن سترسل قريبا قاذفات صواريخ مدرعة إلى أوكرانيا لدعم قواتها في معركة دونباس، ويتعلق الأمر بقاذفة صواريخ “ستورمر” (Stormer) عالية السرعة.
 
وفي اليابان، قالت وزارة الدفاع اليوم إنها قررت تقديم أقنعة وملابس واقية من الأسلحة الكيميائية وطائرات تجارية مسيرة لدعم كييف في الحرب ضد روسيا.
 

الأوضاع الإنسانية

وعلى الصعيد الإنساني، قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني اليوم إن بلادها لم تتمكن لليوم الثالث على التوالي من الاتفاق مع روسيا على فتح أي ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين المحاصرين في المدن والبلدات الأوكرانية.
 
وأضافت المسؤولة الأوكرانية أن محاولات فتح ممرات آمنة للمدنيين لمغادرة مدينة ماريوبول أخفقت بسبب رفض الروس توفير ممر في اتجاه بيرديانسك”، وأوضحت فيريشتشتوك أن “مفاوضات صعبة” تجري لمحاولة ترتيب فتح ممرات إنسانية في منطقة خيرسون الجنوبية، وفي منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا.
 
وفي تطور ذي صلة، أعلن مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنه سيزور تركيا هذا الأسبوع للقاء رئيسها رجب طيب أردوغان من أجل الدفع باتجاه إنشاء “مجموعة تواصل إنساني” تشمل أوكرانيا وروسيا، وأكد غريفيث أن المجموعة يمكنها أن تجتمع في أي وقت للبحث في شؤون إنسانية على غرار مراقبة وقف إطلاق النار عند إقراره، وموضوع الممرات الآمنة المخصصة لإجلاء المدنيين.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى