أهم الاخبارالمزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

المشير محمد علي فهمي مؤسس حائط الصواريخ وصانع إنتصار الدفاع الجوي

شيماء طه

القائد العسكري الفذ محمد على فهمى ساهم في تغيير مسار الصراع العربي الإسرائيلي عبر قيادته الحاسمة لقوات الدفاع الجوي المصري في حرب أكتوبر 1973.

وُلد المشير محمد علي فهمي في 11 أكتوبر 1920 بمحافظة الجيزة، ونشأ في أسرة ميسورة الحال ، بعد وفاة والده في عام 1930، إنتقل مع عائلته للعيش في حي العباسية، حيث تولى شقيقه الأكبر رعايته.

تلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة الحسينية والتحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، قبل أن يقرر دراسة الهندسة.

ولكن شغفه بالعسكرية دفعه للتخلي عن الدراسة الجامعية والانضمام إلى الكلية الحربية في عام 1938.

تخرج فهمي من الكلية الحربية في نوفمبر 1939، ليبدأ مسيرته كضابط متخصص في المدفعية المضادة للطائرات ، وفي سنواته الأولى، تدرج في المناصب حتى وصل إلى موقع أركان حرب كتيبة المدفعية المضادة للطائرات.

ثم أصبح معيدًا بمعهد الدراسات للضباط العظام وحصل على دورة أركان حرب في عام 1951.

مع اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، تم تعيينه مدرسًا في المعهد، حيث قام بتدريس مادة المدفعية والدفاع الجوي ، في 1956، تولى منصب أركان حرب عمليات منطقة القناة، وفي عام 1957 أصبح قائدًا لفوج مدفعية مضادة للطائرات، وهو ما مهّد لمشاركته الفعالة في بناء قدرات الدفاع الجوي المصري.

منظومة الدفاع الجوي وحائط الصواريخ

بعد نكسة يونيو 1967، برزت الحاجة الملحة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي في مصر، لا سيما بعد تعرض القوات الجوية لخسائر كبيرة ، أدركت القيادة السياسية والعسكرية أهمية تطوير منظومة صواريخ مضادة للطائرات. في عام 1968، كلّف الرئيس جمال عبد الناصر اللواء محمد علي فهمي بوضع تصور شامل لمنظومة الدفاع الجوي. جاءت استجابته الحاسمة بفصل الدفاع الجوي عن القوات الجوية وتطويره كوحدة مستقلة.

خلال حرب الاستنزاف (1967-1970)، كان لمحمد علي فهمي دور بارز في بناء “حائط الصواريخ”، الذي شكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل في ذلك الوقت. فقد استمر العمل على بناء مواقع الصواريخ تحت نيران العدو، ما اضطر إسرائيل إلى تكثيف هجماتها الجوية. ومع ذلك، نجحت قوات الدفاع الجوي في إتمام المهمة.

بنهاية عام 1970، كان الحائط قد اكتمل، وشكّل عاملًا حاسمًا في تدمير الطائرات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر.

دور محمد علي فهمي في حرب أكتوبر 1973

كان لدور قوات الدفاع الجوي بقيادة اللواء محمد علي فهمي تأثيرٌ حاسم في حماية المجال الجوي المصري خلال حرب أكتوبر ،منذ اليوم الأول للقتال، تمكنت وحدات الدفاع الجوي من إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، مما أجبر العدو على تعديل إستراتيجياته وتقليص نشاطه الجوي فوق سيناء.

يعتبر هذا الإنجاز أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس وتوجيه ضربات مؤثرة للعدو .

ساهمت هذه الاستراتيجية الناجحة في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية بشكل كبير خلال الأيام الأولى من الحرب، وهو ما إنعكس في تصريحات قادة العدو، حيث أقر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان بعجز إسرائيل عن اختراق شبكة الدفاع الجوي المصري. ورغم الاختلاف في تقديرات خسائر الطائرات الإسرائيلية، إلا أن جميع المصادر تؤكد فاعلية حائط الصواريخ في قلب موازين القوى لصالح مصر .

التكريمات والمناصب

نتيجة لإسهاماته الجليلة، كرمه الرئيس أنور السادات بوسام نجمة الشرف العسكرية في عام 1974، وتم ترقيته إلى رتبة الفريق بأثر رجعي من تاريخ 6 أكتوبر 1973. في يناير 1975، عُيّن رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، ليكون أول قائد من سلاح الدفاع الجوي يشغل هذا المنصب.

إستمر في هذا المنصب حتى أكتوبر 1978، ثم عُيّن مستشارًا عسكريًا لرئيس الجمهورية، حيث استمر في تقديم خبراته حتى تقاعده في عام 1981.

خلال مسيرته، حصل المشير محمد علي فهمي على 25 وسامًا ونيشانًا تقديرًا لخدماته الجليلة للوطن، كان من أبرزها وسام نجمة الشرف، ووسام الجمهورية العسكري، ووسام التحرير .

كما نال العديد من الأوسمة الدولية التي تعكس مدى إسهاماته في تطوير الدفاع الجوي على المستوى الإقليمي والعالمي.

توفي المشير محمد علي فهمي في 11 سبتمبر 1999 بعد حياة حافلة بالعطاء العسكري والوطني.

وبعد مرور أكثر من عقدين على وفاته، لا يزال اسمه مرتبطًا بإنجازات الدفاع الجوي المصري، وخاصة دوره في حرب أكتوبر. وقد أطلقت القوات المسلحة المصرية اسمه على عدد من دفعات الكليات العسكرية، تكريمًا لإرثه العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى