اللواء محمد رشاد يكشف عن أسرار في ملف رأفت الهجان
اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامه السابق، وأحد الذين تعاملوا مع الملف 313 الشهير بملف رافت الهجان وقال اللواء رشاد إنه تولي الملف العسكري الإسرائيلي عقب عام 1967 وحتى العام 1973، وتابع من خلال منصبه المعلومات التي كان يرسلها الهجان كلها معلومات تم التأكد من صحتها ومطابقتها على أرض الواقع، مضيفاً أن ما يؤكد عدم صحة مزاعم إسرائيل هو نجاح مصر في اختراق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك القوات الجويه الإسرائيلية بفضل جهود رأفت الهجان. ولو كان ما تقوله إسرائيل صحيحاً لما توصلنا لمعلومات في غاية الأهمية عن بعض الاسلحه الإسرائيلية، ولما ضللناها حتى نجحنا في بناء حائط الصواريخ وتطوير صواريخ الكتف المحمولة “إم دي”كشف في حديث خاص مع “العربية.نت” أن ما نشرته صحيفة “هآرتس” لا أساس له من الصحة وخزعبلات تروجها إسرائيل من حين لآخر لتأكيد قوة جهاز مخابراتها ” الموساد “، مؤكداً أن رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان، كان عميلاً مصرياً 100% وتم تأهيله للإقامة والاندماج داخل إسرائيل بمعرفة جهاز المخابرات المصرية، في ملحمة بطولية مخابراتية.
وأضاف أن رفعت تم اكتشافه بواسطة ضابط الشرطة أحمد رشدي الذي أصبح وزيراً للداخلية في أوائل الثمانينيات، وقدمه للواء عبدالمحسن فائق، أحد قادة المخابرات في حينه والذي قدم دوره في المسلسل الفنان يوسف شعبان باسم “محسن ممتاز”، وتم تأهيله للمهمة بالتعاون مع اللواء حسن بلبل الذي أدى دوره في المسلسل الفنان مصطفى متولي، واللواء عبدالعزيز الطودي الشهير في المسلسل باسم “عزيز الجبالي”، ثم تابع عمله داخل إسرائيل اللواء محمد نسيم الذي أدى دوره في المسلسل الفنان نبيل الحلفاوي.
معلومات صحيحة ودقيقة
وقال اللواء رشاد إنه تولي الملف العسكري الإسرائيلي عقب عام 1967 وحتى العام 1973، وتابع من خلال منصبه المعلومات التي كان يرسلها الهجان وكلها معلومات تم التأكد من صحتها ومطابقتها على أرض الواقع، مضيفاً أن ما يؤكد عدم صحة مزاعم إسرائيل هو نجاح مصر في اختراق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك القوات الجويه الإسرائيلية بفضل جهود رأفت الهجان. ولو كان ما تقوله إسرائيل صحيحاً لما توصلنا لمعلومات في غاية الأهمية عن بعض الاسلحه الإسرائيلية، ولما ضللناها حتى نجحنا في بناء حائط الصواريخ وتطوير صواريخ الكتف المحمولة “إم دي”.
وأشار إلى أن الهجان نجح في تجنيد قادة كبار داخل الجيش الإسرائيلي وقادة بارزين داخل القوات الجوية الإسرائيلية وشخصيات عامة، وكانت تقاريره التي تأتينا عن الجيش الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي من خلال علاقاته المتشعبة والمتعددة من أهم التقارير والمصادر التي تضع تحت أعيننا أغلب ما يجري داخل إسرائيل، مؤكداً أن الهجان كان يدعو قادة بالجيش الإسرائيلي للغداء معه ويحصل منهم على ما يريد من معلومات خطيرة، كانت تتواجد على مكاتبنا خلال ساعات قليلة من لقائه بهم.
وأكد اللواء رشاد أن عملية زرع الهجان كانت من أصعب وأنجح العمليات في تاريخ جهاز المخابرات المصرية، وظل يقيم في إسرائيل منذ العام 1955 ولعدة سنوات تالية من دون أن يقدم معلومة واحدة، وكان ذلك بأمر من ضباط الجهاز الذين كانوا يريدون تثبيته وزرعه بنجاح ودمجه داخل المجتمع الإسرائيلي من دون أن يكتشف أمره، مشيراً إلى أن الخدمات التي قدمها الهجان بعد ذلك لمصر كانت من الضربات القوية والقاصمة لإسرائيل
ملحمة 6 أكتوبر واستغاثة غولدا مائير
وقال إنه بفضل معلومات الهجان وغيره من المصادر، تمكنت مصر في حرب 6 أكتوبر من تقديم ملحمة عسكرية أجبرت جولدا رئيسة وزراء إسرائيل، على توجيه رسائل لأميركا في اليوم التالي للحرب وهو 7 أكتوبر تحت عنوان “أنقذوا أرواحنا”.
وأوضح أن الجمال لم يكن يعمل بمفرده داخل العمق الإسرائيلي، وداخل الجيش الإسرائيلي بل كان ضمن شبكات أخرى متعددة ومتعمقة، واستطاع بمفرده تجنيد قادة كبار وضباط صغار من عدة أسلحة داخل الجيش الإسرائيلي، تعمل جميعها لحساب مصر وتزودنا بأخطر وأهم المعلومات التي كشفت لنا جانباً كبيراً مما يجري داخل الجيش الإسرائيلي، وقدمنا تلك المعلومات للقيادة العسكرية التي بناء عليها أعدت خطتها لحرب أكتوبر.
اللواء عبدالمحسن فائق الخويسكى( محسن ممتاز )
تولي تجنيد الهجان
وذكر اللواء محمد رشاد أن إسرائيل كانت تحتل المرتبة الأولى ضمن اهتمامات جهاز المخابرات العامة، وكانت على قائمة الأولويات ومازالت للجهاز، وكذلك مصر كانت ولا تزال تحتل قائمة الأولويات داخل “الموساد”، وكانت المهمة الأولى لجهاز المخابرات المصرية عقب حرب 1967 هي وقف وصول معلومات عن مصر والجيش لـ”الموساد”، ومن أقوى الضربات التي وجهتها مصر في ذلك الحين هي ضبط الجاسوسه المصرية هبه سليم التي كانت على علاقة بالضابط في القوات الخاصة فاروق الفقي، وتم إعدام هبة رغم توسلات غولدا مائيرا بالإفراج عنها، وكما تم إعدام فاروق الفقي رمياً بالرصاص. وكذلك ضبط عملاء آخرين لإسرائيل، مما أدى لنقص واضح لديها في المعلومات حول الجيش المصري ساهم كثيراً في عدم معرفتها بما يجري لدينا من استعدادات قوية للحرب.
وأضاف أن الهجان لم تعلم إسرائيل أنه كان مصرياً إلا من خلال الإعلان عن ذلك من جانب المخابرات المصرية، كما لم تعلم زوجته الألمانية بأنه مصري إلا عقب وفاته بسنوات، ولذلك هي لا تستطيع تقديم ما يثبت أنه كان عميلاً مزدوجاً، مضيفاً أن إسرائيل كانت تتابع كل حركة في الشارع المصري حتى صفحة الوفيات في الصحف المصرية، كانت تتابعها وتجمع من خلالها معلومات عن شبكات الأقارب والمعارف، ولكن كل ذلك توقف بعد العام 1967 بفضل الأذرع الطويلة للمخابرات المصرية التي تمكنت من وقف زرع إسرائيل لجواسيس داخلها وفي الوقت نفسه كان الهجان مع آخرين يقومون بزرع جواسيس لنا داخلها.