قصة أسطورة “بابل” وعلاقته بتعدد اللغات
أميرة جادو
يعتبر برج بابل من الأساطير العجيبة والمحيرة لدولة العراق، قام ببنائه الملك النمرود وقد ربطها العلماء بولادة اللغات المختلفة، برج اسطورة ارتفاعه فوق سطح الأرض وهو من عجائب الدنيا السبع، وكانت الغاية من هذا البرج واحدة وهو غزو السماء.
برج بابل في التوراة والكتاب المقدس
تقول التوراة، بعد الطوفان واستقر نسل سيدنا نوح في مدينة بابل، وكان المسيطر وقت بناء البرج هو نمرود (حفيد سيدنا نوح) وهو الذي أمر ببنائه، حيث كانت بابل هي عاصمة مملكته، وكانت المركز الديني ومركز الحكومة فيها، وبالتالي فقد استقر فيها رجال الدين ورجال السياسة أيضاً.
وبحسب سفر التكوين، فإن البرج هو هيكل تم بناؤه في أرض بابل (منطقة شنعار)، في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليًا)، وذكر أنّ البابليين أرادوا أن تكون لهم سمعة معروفة من خلال بناء مدينة قوية وبرجاً، بغية جعل العالم كله مملكة واحدة وأن يجمعهم مكان واحد من الأرض فلا يتبددون على وجه البسيطة الواسعة، زعموا أن قمته ستصلهم بالجنة، ولكن وبحسب معتقداتهم فإن الله لم يسمح بإكمال بناء البرج تجمّع الناس بعد الطوفان بل انتشارهم لتعمير الأرض، وقدّر أن يكون العاملين على بنائه مجموعة من الأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة، وبالتالي فقد أدى عدم فهمهم لبعضهم البعض إلى سقوط البرج وتدهوره، وبالتالي لم يتم البناء، وتشتت أهل المدينة في بقاع الأرض المختلفة.
برج بابل في القرآن
لم يرد ذكر البرج صراحة في القرآن الكريم، ولكن تم ذكر حادثتين في القرآن الكريم ينسبهما البعض للبرج، أولا ما ورد في سورة النحل أية رقم ،26 بأنه كان هناك قوم ظالمين أتاهم الله العذاب بأن هدم ما بنوه من أساسه وسقط فوق رؤوسهم، وقد تم تفسير تلك الآية بأنها تشير إلى (نمرود) الذي تجبر في الأرض، وأن النمرود هو الملك الطاغية الذي وقف أمامه سيدنا إبراهيم يحدثه عن الله عز وجل وقارن الطاغية نفسه بالله وأنه يستطيع إحياء الموتى ولكن وقف عاجزا عندما أخبره إبراهيم أن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي أنت بها من المغرب.
ثانيا كانت حادثة فرعون مع نبي الله موسى عندما أمر فرعون وزيره هامان أن يبني له من الطين صرحا عاليا لكي يرى إله موسى, ولكن البعض قالوا أن الآية ذكرت أمر فرعون بالبناء ولكن لم تذكر هل تم البناء بالفعل أم لا كما لم تذكر مصير ما تم بناءه إذا بُني بالفعل كما أن تفاصيل تلك الأحداث وقعت في مصر، وبالتالي لم نجد جواب شافي وواضح لحقيقة وجود برج بابل من عدمه.
قصة أسطورة بابل
ترتبط الأسطورة بـ الملك النمرود؛ وهو أول ملك أدعى الألوهية تقول الاسطورة أن النمرود كان ملك جبار أمر قومه بالسجود له وقام بتنصيب نفسه إلهاً وكان أول ملك يضع تاج ذهبي على رأسه، كما أن فرض سيطرته على بقعة كبيرة من الأرض وقام ببناء حضارة ضخمة وذلك بعد الطوفان العظيم، وذلك لأن نسب النمرود يعود إلى نوح عليه السلام ولم يكتفي النمرود بذلك فقط فقرر أن يغزو السماء وتحدي الله عز وجل (والعياذ بالله) وذلك بعد موقف وقوف النبي ابراهيم عليه السلام في وجهه دعاياً له أن يترك الأصنام وعبادة الله الواحد عز وجل وقد رفض النمرود ذلك رفضًا قاطعًا و جند جنوده وقاموا ببناء برج شاهق ليغزو السماء ليثبت أنه إله ويعزز وجوده ومكانته على الأرض وبين شعبه ولكن ما حدث هو مفاجأة، فإن الله عز وجل أسقط البرج وحرق ما تبقي منه، وكان للنمرود نهاية مأساوية.