في ذكرى رحيل زعيم القومية المصرية.. كيف كانت نهاية أحمد عرابي؟
أميرة جادو
تحل اليوم الذكرى السنوية لوفاة الزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية، الذي وقف بشجاعة ضد الخديوي توفيق وقاد المصريين في واحدة من أكبر الحركات الشعبية في تاريخ مصر الحديث. أحمد عرابي، الذي شغل منصب “ناظر الجهادية” (ما يعادل وزارة الدفاع حاليًا) وكان يحمل رتبة أميرالاي (عميد حاليًا)، توفي في 21 سبتمبر 1911م. هذه المناسبة تثير تساؤلًا عن كيفية نهاية هذا الزعيم القومي الذي كرس حياته لخدمة وطنه.
آخر أيام أحمد عرابي
في سنواته الأخيرة، عاش أحمد عرابي حياة هادئة مليئة بالتأمل والروحانية. كان يقضي الكثير من وقته في تلاوة القرآن الكريم، كما كان حريصًا على أن يؤدي أبناؤه الصلوات في أوقاتها. بقي عرابي شامخًا وقوي البدن حتى أواخر أيامه، ورغم أنه اقترب من السبعين، إلا أن قوته الجسدية ونشاطه ظلّا ملحوظين. إلا أن الحياة لم تخلُ من تحديات صحية؛ فقد أصيب عرابي بمرض السرطان الذي تمكن منه وأقعده.
رحلة المرض والعلاج
أصيب عرابي بسرطان المثانة، الذي استعصى علاجه رغم جهود ثلاثة من الأطباء الذين أشرفوا على حالته: أحمد بك عيسى، محجوب ثابت، وأنيس أنسي. وعلى الرغم من المحاولات المستمرة، إلا أن المرض ظل ينهش جسده حتى اشتد عليه في 20 سبتمبر 1911.
وفاة أحمد عرابي
في يوم 20 سبتمبر 1911، اشتدت وطأة المرض على الزعيم، وانتقل إلى منزله في المنيرة. فقد وعيه لمدة 36 ساعة، ولم يتكلم أو يفتح عينيه خلال تلك الفترة. وفي 22 سبتمبر 1911، الموافق 27 رمضان 1329 هجريًا، توفي الزعيم عرابي، تاركًا خلفه إرثًا تاريخيًا خالدًا.
جنازة شعبية دون حضور رسمي
رغم مكانته الوطنية الكبيرة، إلا أن وفاة عرابي جاءت في ظروف مالية صعبة، حيث لم يكن لدى أبنائه ما يكفي لتجهيزه ودفنه، مما اضطرهم إلى تأجيل إعلان وفاته حتى اليوم التالي لصرف معاشه. ولم يحضر أي مسؤول رسمي جنازته، لكن الشعب المصري الوفاء احتضن جنازة الزعيم. حضر الألوف من المصريين جنازته في مشهد شعبي مهيب، حيث سارت الجموع من داره في المنيرة إلى قبره في الإمام الشافعي، في صمت وخشوع، لتوديع بطل القومية المصرية.
مصر تكرم زعيمها
على الرغم من تجاهل السلطات الرسمية، إلا أن الشعب المصري أصر على تكريم أحمد عرابي في مماته، مما يعكس الروح الوطنية التي عاش بها هذا الزعيم طوال حياته.