كتب – أحمد كمال ابراهيم
الطلاق لدى القبيلة :
معلوم أن قبيلة الدينكا يتعدد فيها الزواج للرجل، دون مشروطية، ودون اعتراض من المرأة المتزوجة منه، كما ان الطلاق مشروع ، ويسمى عندئذ ” كسر الزواج ” أى اعادة الأبقار للزوج لكى يحررها من ملكيته وحوزته، كما يتم اعادة كل الأبقار التى ولدتها تلك الأبقار أثناء فترة الزواج، أى تعود الأبقار وما انجبت إلى الزوج ، وحينها تنتقل ملكية الفتاة وما ولدت الى والدها .
ومن الممكن أن يتم ابقاء جزء من تلك الأبقاربالإتفاق مع مع والد الفتاة وذلك مقابل أن يحتفظ الزوج بطفل أو أكثر تحت سيطرته وملكيته . أما إذا توفيت الزوجة خلال أول عامين لها من الزواج أثناء الولادة ،أو أنها فشلت أن تحمل وتلد ،فإن الزوج بالاتفاق مع والدها يقوم بأخذها، واعادتها إلى داره، ثم يحل محلها احدى بناته كزوجة لهذا الرجل .
أو أن يقوم الأب بإرجاع جزء من الأبقار التى حصل عليها كمهر لإبنته ، وأن يساعد ذلك الرجل فى الحصول على زوجة أخرى .
أما أذا توفيت الزوجة بعد ما قامت بولادة طفل وهو على قيد الحياة فإنه لا يوجد أى مطالبة بإرجاع تلك الأبقار التى حصلت عليها أو التعويض عنها ؛ ويعد ذلك قانوناً متفق عليه بين أفراد القبيلة، وضمن عاداتهم وتقاليدهم كذلك .
قانون الأرامل عند الدينكا :
يبدو ان المرأة في هذه القبيلة عبارة عن سلعة تباع وتشترى، ويتم تمليكها للزوج، وهذه من الأمور المدهشة حقاً ، ولكنه عرف قبلى تواضعوا عليه ، ولا يمكن تعديه، حيث إن مصطلح أرملة عند الدينكا لا يطلق فقط على المرأة التى مات زوجها – فحسب – ولكن يطلق كذلك على تلك المرأة التى يتم شراؤها عن طريق بناته لكى تلد أطفالاً يحملون اسمه ؛ لذا فهى يطلق عليها أرملة .
الأرملة تبتضع من اخوة الزوج وأبناء عمومته :
ومن واجبات الأرملة أن تقوم بزيادة عدد الاطفال الذين يحملون اسم زوجها المتوفى وذلك من خلال اقامة علاقات مع إخوته أو أقاربه من الذكور, ولكن إذا كانت قد وصلت الى مرحلة عمرية لا يمكنها أن تحمل من خلالها فإنها تتحكم بملكيته ؛وتقوم بشراء أحد الفتيات وتزوجها بحيث يكون الأطفال الذين يتم ولادتهم من يحملون اسم ذلك الزوج المتوفى ؛بغض النظر عن تلك المدة المنقضية منذ وفاته ؛وأيضاً بغض النظر عن والدهم الطبيعى .
إنها حياة غريبة يعيشها هؤلاء، تشبه الأساطير، ولا تخضع إلا لعرف وتقاليد القبيلة ؛ والتي هلى بمثابة العقد الإجتماعى المتعارف عليه؛ كما ان العصبية ؛ والتعصب للعرق والأصل هى سمة تميز هذه القبيلة ليفاخروا بنسبهم؛ لذا هم يتزوجوا من غير الأقارب كى تتم تلك المفاخرات، ومن كان عدد أولاده أكثر فإنه يتباهى بذلك، وإن أنجبتهم الأرملة من غيره من اخوته، او من أقاربه، فيغدون يحملون اسمه؛ وإن لم يكونوا من صلبه كذلك .
إنها قبيلة الدينكا التى تقع في جنوب السودان؛ والتي تعيش مجتمع الريف السودانى حيث الزراعة هى مصدر الرزق الأول؛ وحيث أشجار التبغ هى مصدر ثروتهم ؛ إلى جانب تربية المواشى والأبقار .
ويظل النهر يجرى، ولكن القبيلة لازالت تحافظ على عاداتها الغريبة رغم التمديم الذى جاء على السودان بعد حقبة الإحتلال البريطانى البغيض بعد الحرب العالمية الثانية .