حوارات و تقارير
جولة مفاوضات جديدة.. آخر مستجدات الحرب الروسية في أوكرانيا
أسماء صبحي
في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا ودخولها الأسبوع الثالث، كشفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني غن إجلاء حوالي 13 ألف أوكراني عبر ممرات الإجلاء لأسباب إنسانية أمس السبت، وهو ضعف عدد الذين تمكنوا من المغادرة يوم الجمعة، حيث قالت إيرينا فيريشوك في رسالة عبر الإنترنت، أنه لم ينجح أحد في مغادرة مدينة ماريوبول المحاصرة، وألقت باللوم في ذلك على عرقلة القوات الروسية لخروج المدنيين من المدينة، بينما اتهمت موسكو القوات الأوكرانية باحتجاز الناس عمدا هناك.
جولة مفاوضات جديدة
ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه تحدث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وناقشا معا آفاق محادثات السلام لإنهاء النزاع مع روسيا، وكتب في تغريدة على “تويتر” إنهما “تحدثا عن العدوان الروسي وآفاق محادثات سلام”، وأنه طلب من بينيت “المساعدة في إطلاق سراح عمدة ميليتوبول المختطف”
فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن المحادثة بينهما استمرت أكثر من ساعة “وتناولت سبل إيقاف القتال في أوكرانيا والجهود التي تبذلها إسرائيل في هذا الصدد”، وأن زيلينسكي اقترح مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.
وأضاف زيلينسكي: “ليس من الأمور البناءة أن نلتقي اليوم في روسيا أو أوكرانيا أو بيلاروسيا، فهذه ليست الأماكن التي يمكننا فيها أن نتوصل إلى تفاهم لإنهاء الحرب”، متابعًا: “وإذا سئلت عما إن كنت أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تكون بلدا مناسبة لذلك، خاصة مدينة القدس؟ فإنني أقول: نعم”.
3 محاولات للتفاوض
واتصل كل من زيلينسكي وبوتين مؤخرا برئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، الذي التقى بدوره برئيس الكرملين شخصيًا في موسكو قبل أسبوع، وحتى الآن التقى وفدان من روسيا وأوكرانيا ثلاث مرات لإجراء مفاوضات في بيلاروسيا، والتقى وزيرا خارجية البلدين يوم الخميس الماضي في أنطاليا بتركيا.
ومن حيث المبدأ لم يستبعد الكرملين عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “لكن يجب أولا على الوفود والوزراء القيام بدورهم لضمان عدم اجتماع الرؤساء من أجل العملية أو من أجل المناقشة ولكن من أجل إعلان النتيجة”.
تدهور الوضع الإنساني
وكشف مسؤول كبير بوزارة الدفاع الروسية، أن الوضع الإنساني في أوكرانيا استمر في التدهور السريع وألقى باللوم على المقاتلين الأوكرانيين واتهمهم بتعدين الأحياء وتدمير الجسور والطرق، بينما اتهمت أوكرانيا القوات الروسية يوم السبت بقتل سبعة مدنيين في هجوم على نساء وأطفال حاولوا الفرار من القتال بالقرب من كييف.
وأعلنت المخابرات الأوكرانية، أن الأشخاص السبعة، بينهم طفل، قتلوا أثناء فرارهم من قرية بريموها، وأن “المحتلين” أجبروا الناس المتبقية والتي كانت تحاول الفرار على العودة، كما أشارت وكالة رويترز التي نقلت التصريح انه لم يتسم لها التحقق من صحة النبأ ولم تقدم روسيا تعليقا فوريًا.
ومن جانبها، تنفي موسكو استهداف المدنيين منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير، وتلقي باللوم على أوكرانيا في محاولاتها الفاشلة لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة وهو اتهام ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بشدة، وسبق أن اتهم مسؤولون روس القوات الأوكرانية بقصف شعبها ثم السعي لإلقاء اللوم على موسكو، وهي مزاعم نفتها كييف ودول غربية باعتبارها أكاذيب.
مقتل 1300 جندي أوكراني
وكان زيلينسكي، قدأعلن في مؤتمر صحفي في كييف، أن “نحو 1300” جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24فبراير، وتعد هذه المرة الأولى منذ بدء النزاع تعلن فيها السلطات الأوكرانية حصيلة، وكان الجيش الروسي قد أعلن في الثاني من مارس مقتل نحو 500 جندي في صفوفه، في حصيلة لم يتمّ تحديثها فيما بعد.
وقال زيلينسكي في وقت سابق، إن موسكو ترسل قوات جديدة بعد أن أخرجت القوات الأوكرانية 31 من كتيبة روسيا التكتيكية من القتال في ما وصفه بأكبر خسائر للجيش الروسي منذ عقود. ولم يتسن التحقق من أقواله.
كما دعا الغرب إلى المشاركة بشكل أكبر في مفاوضات السلام، وشدد على أن القوات الروسية ستواجه معركة حتى الموت إذا سعت لدخول العاصمة، قائلًا: “إذا قرروا قصف كييف بشدة، وببساطة محو تاريخ هذه المنطقة… وتدميرنا جميعا، فعندئذ سيدخلون كييف. إذا كان هذا هو هدفهم، فدعهم يدخلون، لكن عليهم أن يعيشوا على هذه الأرض بأنفسهم”.