هل يؤيد الروس الحرب في أوكرانيا؟.. استطلاع للرأي يجيب
أميرة جادو
تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا، وفي ظل الخسائر التي خلفها الجانبان والعقوبات الاقتصادية الواسعة على روسيا، يشير مراقبون إلى مدى تأييد الرأي العام الروسي لهذه الحرب، التي تنذر حتى باندلاع حرب عالمية ثالثة.
“70 في المئة يدعمون الحرب”
وفي هذا الصدد، كشف استطلاع حديث أجراه المركز الروسي للرأي العام، أن 70 في المئة من المواطنين مؤمنون بسير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بالاتجاه الصحيح، ويؤيدونها، مؤكدًا أن 84 في المئة من الروس يثقون بالجيش الروسي وقدرته على تنفيذ المهام المنوطة به.
كما لفت الاستطلاع، إلى أن 46 في المئة من المواطنين الروس يعتقدون أن العملية ضرورية لحماية روسيا، ومنع نشر قواعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، و18في المئة منهم يعتبرونها هامة لحماية سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، شرقي أوكرانيا من القصف الأوكراني المتواصل، حسب المركز الروسي للرأي العام.
“مظاهرات ورفض”
وتعليقا على النتائج المترتبة على هذه النسبة المرتفعة، أوضحت لانا بدفان، خبيرة العلاقات الدولية والأوروبية في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو: “في بداية الحملة العسكرية هذه، خرجت مظاهرات في موسكو وسانت بطرسبورغ مثلا منددة بها، خاصة وأنها تتم في أوكرانيا التي تربطها علاقات قرابة عرقية وثقافية تاريخية مع روسيا، والكثيرون من الروس لديهم أقرباء بأوكرانيا والعكس صحيح، لكن الأمر تغير بعد الإيغال الغربي في فرض العقوبات على روسيا، واستهداف كل ما هو روسي، بشكل هستيري، إذ وصل لدرجة معاداة وحظر الموسيقى والأدب والرياضة والإعلام الروسي في الدول الغربية.. وهكذا أسهمت كافة هذه الممارسات المتشنجة في زيادة الدعم الشعبي الروسي للحملة العسكرية في أوكرانيا، ولشخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتن”.
“اعتراضات على الاضطهاد الأوكراني”
وتابعت الخبيرة: “غالبية الروس الآن ينظرون لهذه الحرب كحرب مشروعة للدفاع عن الأمن القومي الروسي، ومصالح بلادهم الاستراتيجية العليا، ولنصرة بني جلدتهم من الروس في إقليم دونباس، ممن يتعرضون للاضطهاد القومي واللغوي في أوكرانيا، ولطالما كانوا يتعرضون للقصف والاعتداء على مناطقهم من قبل المتطرفين الأوكرانيين”.
ومن جهته، قال مسلم شعيتو، مدير مركز الحوار الروسي العربي: “هذه النسبة تتسم بالموضوعية والمصداقية، وهي معبرة عن واقع حال النبض الشعبي هنا، خاصة وأن نسبة التأييد قبل الحرب كانت بحدود 60 في المئة، على وقع البروباجاندا الغربية العارمة في قلب الحقائق والوقائع، والتي أثرت في قطاعات من المجتمع الروسي مثل التيارات النيو ليبرالية فضلا عن فئات تقف ضد الحرب بالمطلق”.
“فبركات إعلامية”
وأضاف شعيتو: “ولكن مع توالي الفبركات الإعلامية الغربية والأوكرانية التي تم كشفها ودحضها، فتارة ينشرون صورا من فلسطين على أنها في أوكرانيا ونشروا مقاطع من مرفأ بيروت المدمر على أنها صور من كييف، وقس على ذلك حجم التزوير والتدليس للواقع، وهكذا بات الرأي العام الروسي يدرك مدى تهافت هذه الدعاية المعادية لروسيا ككل”.
واختتم شعيتو حديثه قائلًا: “الانتصارات في الحروب تزيد مع تزايد الدعم الشعبي لها، وهذه القاعدة تنطبق على ما يجري من حرب في أوكرانيا، خاصة وأن تجربة شبه جزيرة القرم ماثلة أمامنا في العام 2014 والتي لاقت دعما شعبيا واسعا لها في روسيا”.