من هم البربر؟.. أصلهم وقبائلهم وتاريخهم
أميرة جادو
اختلف المؤرخون في تحديد أصلهم، فمنهم من يقول أنهم من سلالة حام بن نوح وهم من أبناء فارق بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام، ومنهم من يزعم أنَّهم من سلالة قيس غيلان، ويعتقد البعض أنَّهم من أبناء إفريقس بن صيفي الحميري، وبعض القبائل البربر تنسب نفسها إلى قبيلة لخم، والقول الراجح أنَّ البربر من أبناء كنعان، فبعد أن قتل الملك جالوت وتفرق أبناؤه في مختلف البلدان، توجَّهت طائفة منهم إلى منطقة شمال أفريقيا واستقروا في تلك المنطقة.
تؤكد العديد من المصادر التاريخية إن هجرة الفينيقين من بلاد الشام إلى المغرب العربي هي من آخر الهجرات الفينيقية من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ومنها إلى بلاد المغرب العربي، وبالتالي فإنَّ البربر من الأقوام العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية نتيجة الجفاف الذي غزا المنطقة قبل آلاف السنين.
موطن البربر
كان موطنهم في بلاد الشام قبل الهجرات التي قاموا بها، حيث انتقلوا بعد ذلك إلى منطقة شمال أفريقيا، وأوَّل ما ساروا إلى بلاد المغرب نزلوا في موضع كان يعرف باسم الونية ومراقية في غرب مصر بعيدًا عن نهر النيل، ومن تلك المنطقة انتشروا في جميع منطقة شمال أفريقيا وصولًا إلى أقصى المغرب على شواطئ المحيط الأطلسي، وقد وصلوا إلى جزر صقلية، وينتشرون حاليًا في دول المغرب العربي وهي: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.
قبائل البربر
قسَّمهم علماء الأنساب من العرب إلى طائفتين كبيرتين وهو ما ذكره ابن خلدون أيضًا، حيثُ أشار إلى أنَّ البربر جماعتين هما: برنس ومادغيس، ويلقب المادغيس بالأتبر ويسمَّى شعبه باسم التبر، ويسمَّى شعب برنس باسم البرانس، حيث انقسموا بين بدو وحضر، وفيما يأتي كلا الطائفتين:
قبائل البرانس
تتميز قبائل البرانس بالحضارة بعكس قبائل التبر، ويعيشون معظمهم في المناطق السهلية الشمالية التي تحيط بالسواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في شمال أفريقيا، علاوة على انتشارهم في المناطق الجبلية التي تمتد عبر أراضي المغرب العربي، ومن أشهر قبائلهم:
- عمارة
- أورية
- المصامدة
- صنهاجة
- كتامة
قبائل التبر
تشتهر قبائل التبر بصفات البداوة، ويعيشون في الوديان المنخفضة والوديان المرتفعة وفي المناطق الرعوية والمناطق شبه الرعوية التي تشكل امتدادًا دون انقطاع من منطقة تازا إلى طرابلس، وقد ذلك سبب انقسام البربر إلى طائفتين كبيرتين، علاوة على انتشارهم في أقاليم النخيل التي تمتد من غدامس إلى منطقة السوس الأقصى، لذلك فهم يشكلون معظم السكان الذين يقطنون القرى والصحاري، ومن أشهر قبائل التبر:
- زوادة
- لواتة
- زواغة
- تفوشة
- زناتة
- مفيلة
- مطغرة
تاريخ البربر
تناول ابن خلدون تاريخ البربر ومختلف الأقوال التي وردت في أصلهم وهجرتهم إلى المغرب العربي واستقرارهم في الشمال الأفريقي، وقد أكدَ ابن خلدون أنَّهم من أبناء كنعان بن حام بن نوح واسم جدهم أمازيغ.
كانوا يعيشون في البيوت المبنية من الطين أو الحجارة أو بيوت الشعر، وكانوا يشتغلون بالزراعة والرعي، واتصفوا بفضائل وأخلاق كثيرة أهمها: حماية الجار والوفاء والصبر على المكاره والرحمة بالمساكين والثبات في المصاعب وتوقير العلماء وإكرام الضيف والإباء وعلو الهمة وغير ذلك.
قاوموا على مر التاريخ كل غزو أجنبي مثل: القرطاجنيين والرومان والقوط والوندال والفتح الإسلامي، وكانت مقاومتهم للفتح الإسلامي عنيفة أدت إلى استمرار تلك الفتوحات لنصف قرن تقريبًا، ومن أشهر معاركهم مع المسلمين معركة تهودة عام 62 للهجرة ومعارك حسان بن النعمان مع الكاهنة دهيا.
شاركَوا في فتح الأندلس بعد إسلامهم، وفيما بعد قاموا بثورات عديدة ضدَّ العرب في الأندلس وفي المغرب العربي، وكانوا إلى صفوف الخارجين على الدولة العباسية.
أسّسوا العديد من الدول المستقلة أهمها:
- دولة بني زيري
- دولة بني يفرن
- دولة الحمارية
- دولة المرابطين
- بنو مرين
- بنو وطاس
ولذلك تركت حضارة البربر أثرًا واضحًا في التاريخ الإسلامي خصوصًا والبشري عمومًا.
وتميزت نساء البربر بارتداء حائك يصنعنه بأنفسهن من القماش ويشبك بدبابيس، ويكف ذلك الثوب بقطعة قماش أخرى حمراء أو زرقاء اللون عرضها تقريبًا أربعة أصابع، وبعضهن تغطي رأسها بمنديل قطني أو كتان.