حوارات و تقارير

بعد المبادرة السعودية.. هل ستنجح الوساطة العربية في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

أسماء صبحي
 
ورد اتصال هاتفي إلى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الخميس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحثا خلال الاتصال العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
 
وكشف ولي العهد السعودي خلال الاتصال، عن موقف المملكة المعلن من الحرب ودعمها للجهود التي تؤدي إلى الحل السياسي مما يحقق الأمن والاستقرار، موضحًا أن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف.
 
وشدد بن سلمان على حرص السعودية على المحافظة على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوهاً بدور اتفاق أوبك بلس في ذلك وأهمية المحافظة عليه حتي لا يتأثر مجال الطاقة العالمي بالأزمة الحادثة الآن بين روسيا وأوكرانيا.
 

الوساطة العربية

ومن جهته، أكد طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اتصال بوتين بـ ولي العهد السعودي، يشير إلى العديد من الدلالات الهامة، وضلك لأن السعودية تسعى لتعزيز دورها العالمي، خاصةً بعد الاتصالات التي تمت بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد دولة الإمارات المتحدة وبوتين.
 
وقال فهمي، إن استمرار التواصل بين روسيا والدولة العربية يعطي رسائل أن هناك أطرافًا عربية ساعية للعب دور في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، مضيفًا: “لكن الأمر ليس بهذه الصورة، خاصة أن أوراق الضغط في يد السعودية أوراق محدودة برغم كل ما يقال حول النفط والغاز وغيره، لأن الأزمة معقدة أكثر من ذلك”.
 
وأشار إلى أنه هناك جهد مشكور من الأمير بن سلمان في طرح وساطة المملكة السعودية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن الأمر يحتاج إلى أوراق ضغط أكبر للوصول إلى حل بين الطرفين، لذلك ليس سهلا قبول طرفي الأزمة بهذه الوساطة.
 

رسالة للولايات المتحدة

وأوضح فهمي، أن السعودية لديها مركزها العربية والإقليمي والمقدر من قبل الأطراف المختلفة، ولكن هناك رسالة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية من قبل السعودية بأن الخليج لديه إمكانية التحرك بصورة شاملة في إطار الندية في العلاقات الدولية.
 
وتابع: “بالتالي فإن الرسالة التي يحملها طرح الوساطة من قبل السعودية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد تعرض السعودية والإمارات للصواريخ الحوثية، هي سرعة تحرك الإدارة الأمريكية ووضع جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب وحظرها بشكل سريع وعاجل”.
 
وقال: “السعودية تنقل رسالة مهمة إلى الولايات المتحدة وليس لموسكو بطرح وساطتها لحل الأزمة في هذا التوقيت، كما أن لديها إمكانيات اقتصادية واستثمارية عديدة يمكن توظيفها لمساعدة الاقتصاد الروسي، لذلك الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا سيكون لها تبعيات على العلاقات العربية الأمريكية والعربية الروسية”.
 

تصويت تاريخي بالأمم المتحدة

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في ختام جلستها الطارئة، الأربعاء، قرارا “يدين بأشد العبارات الحرب في أوكرانيا”، ويطالب روسيا بـ”الكف فورًا عن استخدامها للقوة ضد أوكرانيا والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو”.
 
وصوتت 141 دولة لصالح القرار، فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى، وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده.
 
والدول التي صوتت ضد القرار هي “روسيا، بيلاروسيا، أرتيريا، كوريا الشمالية وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي رفضت القرار”، أما الدول العربية التي امتنعت عن التصويت فهي العراق، الجزائر، السودان.
 
والدول العربية المؤيدة للقرار: “الأردن والبحرين ومصر والإمارات وجيبوتي وجزر القمر والكويت ولبنان وليبيا وتونس وموريتانيا وسلطنة عمان وقطر والسعودية والصومال واليمن”.
 
ووصفت مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، اعتماد القرار بأنه “إشارة ضرورية في سبيل المضي قدما، ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعا”، بحسب بيان الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى