المزيد

انتشار اللغة التركية في الاناضول

انتشار اللغة التركية في الاناضول :
مع نهايات القرن الحادي عشر وعلى إثر معركة «ملاذگرد» بين الدولة السلجوقية والدولة البيزنطية، هاجرت قبائل الأوغوز التركية من إيران إلى الأناضول، وهي الهجرة التي شكلت نقطة ارتكاز في تحويل الأناضول لمنطقة تركية اضافه الى هجرة ثانيه بسبب الغزو المغولي لاسيا الوسطى.
فكان لعيش القبائل التركية في بلاد فارس قبل هجرتهم للأناضول أثر كبير في تشبعهم باللغة والثقافة الفارسية، وكان أن اتخذت دولة السلاجقة العُظمى اللغة الفارسية لغة رسمية لكتابة الفرمانات والوثائق، وأصبحت في نفس الوقت لغة تدوين العلوم والفنون.
وقد انتقل هذا التقليد إلى الأناضول بعد هجرة قبائل الأوغوز إليها وتأسيس دولة سلاجقة الأناضول (1077-1308)، ففي هذه الفترة شهد الأناضول تطورًا علميًا وفنيًا كبيرًا تم تدوينه بالفارسية والعربية، فاللغة العربية للتعليم والأمور الشرعية، واللغة الفارسية في المعاملات الداخلية وأمور الديوان والقصر والأعمال الأدبية، أما اللغة التركية، فكان يتم استخدامها في الجيش والحديث مع الشعب.
 اي كانت اللغة التركية مقتصرة على مناطق انتشار الاتراك في الاناضول
أما على مستوى الدولة، فنجد ترددًا في جعل لغة الديوان والقصر ما بين اللغة الفارسية واللغة العربية، ففي دولة السلاجقة العُظمى اعتمد الوزير أبو النصر الكُندري (1064) اللغة الفارسية كلغة للديوان، إلا أن السلطان «نظام الملك» غيَّر لغة الديوان إلى العربية، كما قام الوزير صاحب عطا فخر الدين (1288) فترة دولة سلاجقة الأناضول بتحويل لغة الديوان من العربية للفارسية، لينتهي الأمر مع زوال دولة سلاجقة الأناضول وظهور فترة (الإمارات ) وهي عده امارات تركمانية مقسمه سيطرت على الاناضول وكانت احدها اماره قرمان اوغلو (بنو قرمان) تحت حكم محمد بيك الذي قام بإصدار
فرمان عام 1277 ينص:
يُمنع الحديث بغير اللغة التركية في الديوان والقصر والمجلس والزوايا [زوايا الصوفية] والميدان.
يدل هذا الفرمان على ابتداء اكتساب التركية في الأناضول أهميتها حتى وإن كان على مستوى الحديث، وإن أمر استبدال لغة الديوان بين العربية والفارسية يمكن فهمه من زاوية أن السلاجقة أسلموا بعد دخولهم لإيران، حيث اختلطوا بالثقافة واللغة الفارسية مباشرة بينما اختلطوا بالعربية من خلال اللغة والثقافة الفارسية، وهكذا رأى السلاجقة العربية مثل الإيرانيين أن العربية لغة الدين والعلم، و رأوا الفارسية كلغة للدولة وللكتابة.
انتقل الأمر إلى الدولة العثمانية التي كانت احد تلك الامارات التركمانية، فكانت اللغة التركية هي لغة الدواوين والمراسلات وكتابة الأعمال الأدبية والعلمية طوال قرون الدولة العثمانية، وكان بجانبها الفارسية كلغة رئيسية للأدب حتى القرن السادس عشر، والعربية كلغة رئيسية للتدريس في المدارس حتى القرن التاسع عشر، وشكلت تلك الألسن الثلاث أدوات الثقافة العثمانية على امتداد جغرافيتها.
 حاول السلطان عبد الحميد الثاني اضافه اللغة العربية الى التركية كلغة رسميه للدولة لكن سياسيين الدوله العثمانية رفضوا ذلك خوفاً من ود فعل القوميين الاتراك الذي قاموا على اي حال بالانقلاب عليه بسنه 1908 و عزله من الحكم بسنه 1909
 الصوره للامير قرمان اوغلو محمد بيك يحمل كتابه تدل على قراره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى