حوارات و تقارير

بعد أزمة روسيا وكييف.. الناتو يحذر بعد وضع بوتين “الردع النووي” في حالة استعداد قصوى

دعاء رحيل

أعلنت العاصمة الروسية موسكو عن سقوط جنود لها في حربها على أوكرانيا، فيما تتقدم مئات من عرباتها العسكرية نحو العاصمة كييف، في حين انتقد حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) روسيا بعد وضع قوات الردع النووي في حالة استعداد، وذلك في رابع وخامس أيام الحرب.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية إن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف قواتها خلال الحرب على أوكرانيا، كما كشفت عن بضعة جنود روس أسروا لدى القوات الأوكرانية، وفقاً وكالة أنباء روسيا (إنترفاكس).

كما أوضحت صور لعدة أقمار صناعية نشرتها شركة ماكسار تقدم مئات العربات العسكرية الروسية باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف.

وفي هذا السياق أكد قال المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف، أمس الأحد- إن المدينة رجعت إلى تجكم القوات الأوكرانية، بعد ساعات قليلة من إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.

ودون سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي “خاركيف تحت حكمنا التام، منوهاأن عملية “طرد الأعداء من المدينة” مستمرة.

ووفقا لمنشوره فإن “العدو الروسي محبط تماما”، وقد تخلى عن مركباته ومجموعات من الجنود الذين “استسلموا للجيش الأوكراني”.

فيما أضاف أوليكسي أريستوفيتش -مستشار الرئيس الأوكراني- أن قواتهم دمرت نصف الآليات الروسية التي دخلت خاركيف، وفق رويترز.

كما قال أريستوفيتش -أمس الأحد- إن الوضع لم يتغير بدرجة كبيرة في أوكرانيا، والبلاد تحكم الأراضي غربي كييف والقوات الروسية لم تتقدم جنوبا.

يذكر أن خاركيف التي يصل عدد سكانها 1.4 مليون نسمة هي المدينة الأساسية في شمال شرقي أوكرانيا، وتقع على مقربة من الحدود الروسية والأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك.

بينما يوجد في الشرق، قوات الانفصاليين الموالية للروس التي تؤكد إنهم سيطروا على مدن عدة في إقليم دونيتسك (شرقي أوكرانيا) ويواصلون المعارك بهدف السيطرة على كامل الإقليم، و ذكرت القوات الانفصالية في لوغانسك أنها سيطرت على مدينتين على الخط الفاصل متجهة نحو القوات الأوكرانية.

أما في إقليم سومي (شمال شرقي البلاد) المعارك مستمرة ودائرة بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية.

وفي الجنوب، تحاول القوات الروسية التحكم في خيرسون، منطلقة من جزيرة القرم المحاذية لها التي سيطرت عليها منذ 2014.

ومن جانبه قال عمدة المدينة فيتالي كليتشكو إنه لا توجد قوات روسية في العاصمة الأوكرانية، وأضاف كليتشكو -في قناته على “تليغرام” (Telegram)- “لكن جيشنا وأجهزة إنفاذ القانون والدفاع الإقليمي يواصلون الكشف عن المخربين وتحييدهم”.

وأوضح أن 9 مدنيين و18 عسكريا قتلوا منذ بدء الهجوم على العاصمة، كما قالت القوات الأوكرانية إنها دمرت صاروخا مجنحا قادما من جهة بيلاروسيا.

وورد على لسان وزارة الصحة الأوكرانية أن 352 مدنيا بينهم 14 طفلا لقوا حتفهم في الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى الآن.

كما يعمل الجيش الأوكراني جاهداً على صدّ محاولات انتشار من محاور مختلفة للجيش الروسي الذي يعدّ متفوقا في اكثير والعتاد. وقال إنه أحبط إنزالا جويا للقوات الروسية في منطقة البحر الأسود.

بينما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية -أمس الأحد- إن نحو 4300 جندي روسي قتلوا منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -فجر الخميس الماضي- بدء العملية العسكرية ضد كييف، ولم يتم التحقق من هذه الحصيلة بشكل مستقل، علما بأن موسكو لم تعلن بعد أي تعداد لخسائرها في المعارك.

وعلى حسب تقديرات مسؤولين استخباريين غربيين، أكدوا اندهاش القوات الروسية بقدرة القوات الأوكرانية على صدّ جيشها الذي لم يحقق بعد تقدما سريعا كما كان يأمل.

وأكد مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تصريحات صحفية إن بوتين أدخل ثلث قواته القتالية التي جمعها إلى الأراضي الأوكرانية، وأضاف أنه لا توجد مؤشرات على سيطرة القوات الروسية على أي من المدن الأوكرانية، منوها أن بلاده ترى هبوطا في أداء القوات الروسية التي تواجه مقاومة قوية من القوات الأوكرانية.

كما قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -أمس الأحد- بدعوة عامة إلى الأجانب الراغبين في مساعدة بلاده على مواجهة العمليات العسكرية الروسية للتوجه إلى سفارات كييف في العالم وتسجيل أسمائهم للالتحاق بـ”فرقة دولية” من المتطوعين.

فيما أكد زيلينكسي على تمتع الأوكرانيين بالشجاعة الكافية للدفاع عن بلادهم بمفردهم، كما رأى أن حربموسكو “ليس مجرد غزو روسي لأوكرانيا، بل هو بداية حرب ضد أوروبابأكملها”.

الجانب الروسي

أما من الجانب الروسي أعلنت وزارة الدفاع الروسية -أمس الأحد- تدمير 1076 موقعا عسكريا أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الخميس الماضي.

وذكرت الوزارة -في بيان- أن قواتها شنّت أمس السبت هجمات جديدة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى باستعمال صواريخ مجنحة من الجو والبحر ضد منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.

وأوضح البيان أن بين المنشآت المستهدفة 23 نقطة تحكم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية، و31 قطعة من منظومات “إس-300″ (S-300)، و”بوك إم-1″ (Buk M-1) و”أو إس إيه” (Osa) للصواريخ المضادة للطائرات و48 محطة رادار، حسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.

كما أسقطت القوات الروسية 8 طائرات مقاتلة أوكرانية و7 مروحيات و11 طائرة من دون طيار، إضافة إلى صاروخين تكتيكيين من طراز “توشكا-يو” (Tochka-U)، وفق البيان.

مساعدات عسكرية

كما أكدت روسيا أن القوات الجوية الأوكرانية كشفت عن استعمال طائرات مسيّرة تركية الصنع لضرب أهداف روسية، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال.

كما ورد في “نيويورك تايمز” (New York Times) أن إسبانيا سترسل معدات عسكرية إلى أوكرانيا على متن طائرتين من أكبر طائرات النقل لديها.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو -أمس الأحد عبر تويتر- أن إيطاليا حوّلت دفعة فورية مقدارها 110 ملايين يورو (120 مليون دولار) للحكومة الأوكرانية “كدليل على التضامن والدعم”، مضيفاً “يجب على الاتحاد الأوروبي وجميع الحلفاء تشكيل جبهة مشتركة ومواصلة إظهار التماسك”.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا -أمس الأحد- إن الحكومة التشيكية ستوافق على إرسال عديد من المساعدات المادية للدفاع عن أوكرانيا التي تواجه عدوانا روسيا، منوها فيالا إنه لا يمكنه إعطاء أي تفاصيل بشأن الشحنة، وستعقد حكومته جلسة استثنائية في وقت لاحق اليوم الأحد.

كما أرسلت الحكومة بنادق آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى،بالإضافة إلى ذخيرة تبلغ قيمتها بنحو 188 مليون كرونة (8.57 ملايين دولار).

كما قال مكتب رئيس الوزراء اليوناني إن اليونان سترسل إمدادات دفاعية إلى أوكرانيا، استجابة لطلب من الحكومة الأوكرانية، مؤكداً أن طائرتي نقل عسكريتين من طراز “سي-130” (C-130) ستنقلان الإمدادات إلى بولندا تضامنا مع الشعب الأوكراني، على أن تنقل برا بعد ذلك إلى أوكرانيا.

بينما أضاف الرئيس زيلينسكي إن بلاده ستسقبل 3 آلاف مدفع رشاش و200 من منصات إطلاق القذائف المضادة للدبابات من بلجيكا، مناشدا حلفاءه الغربيين إمداد قواته بالسلاح والدعم المالي لصد الغزو الروسي واسع النطاق.

الردع النووي

في هذا السياق أمر الرئيس بوتين قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية -وذلك في إشارة إلى الوحدات التي تشمل أسلحة نووية- في حالة تأهب قصوى، مشيرا إلى التصريحات العدائية لزعماء الناتو والعقوبات الاقتصادية ضد موسكو.

وأعلن بوتين -في التلفزيون الرسمي- “كما ترون، لا تتخذ الدول الغربية إجراءات غير ودية ضد بلدنا في البعد الاقتصادي فقط -أعني العقوبات غير القانونية التي يعرفها الجميع جيدا- بل إن كبار المسؤولين في الدول الرئيسة في حلف الناتو يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات عدائية إزاء بلدنا”.

ومن جهته ، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ -أمس الأحد- إن تحرك بوتين لوضع القوات الروسية في حالة استعداد قصوى أمر خطير وغير مسؤول، ويضاف إلى النمط العدواني للزعيم الروسي في ما يتعلق بأوكرانيا، حسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى