وطنيات
معركة الفالوجا.. قصة صمود أبطال الجيش المصري أمام الحصار الإسرائيلي
أسماء صبحي
بينما كانت الجيوش العربية تتلقى الهزائم من العصابات اليهودية على أرض فلسطين أثناء حرب 48، كانت هناك في الفالوجا تدور ملحمة من أكبر وأعظم الملاحم التي تدل علي أن هزيمة العرب كانت هزيمة حكومات وحكام وليست هزيمة محاربين.
حصار إسرائيل
وجاءت البداية عندما حاصرت القوات الإسرائيلية اللواء الرابع للجيش المصري في الفالوجا، واستمر الحصار لمدة 130 يومًا، واليهود هجومهم يشتد يومًا بعد يوم.
وصمم الأميرالاي السيد طه، قائد اللواء الرابع للجيش المصري، وقائد القوات المحاصرة في الفالوجا، على البقاء في الفالوجا والدفاع عنها و عن الشرف العسكري بعد أن وضع هذا الشرف في الميزان، وعرف اليهود قبل غيرهم أن الجيش المصري لن يتخلي عن شبر واحد من أرض منطقة الفالوجا، وأخذت المنشورات تنهال عليهم من الطائرات اليهودية تدعوا للاستسلام و تهدد بالفناء.
صمود الجيش المصري
وكان من بين القادة المحاصرين الضابط جمال عبد الناصر، رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة التابعة للواء الرابع المحاصر، وطول مدة الحصار واشتياق المحاصرين للوطن جعلهم يرسلون رسالة إلى أم كلثوم يطالبونها بأن تغني أغنية أنا في إنتظارك في حفلها الشهري المقبل، وأوصل الرسالة إليها الكاتب الصحفي مصطفي أمين، وبالفعل غنتها و كانت فرحتهم شديدة حين فوجئوا بها تغنيها.
وبعد حصار دام 130 يومًا والمحاصرون يرفضون الاستسلام، تم توقيع الهدنة الدائمة، وكان من شروطها أن تبارح القوات المصرية الفالوجا بأسلحتها ومعداتها وعتادها ابتداءً من 26 فبراير 1949م، وعاد الأبطال من العريش إلى القاهرة في ثلاثة قطارات، وتم استقبالهم استقبالًا يليق بما قدموه من شجاعةو صمود.
