موروثات البادية.. السعن والسقا طقوس يومية في حياة بدو سيناء
أميرة جادو
يمثل السعن أحد طقوس الحياة اليومية في سيناء قديما، فلم يكن هناك أي بيت من بيوت البدو إلا وبه السعن، خاصة المربين للماعز والأغنام، بهدف تجهيز الرايب المنزلي في بادية سيناء، ويطلق على السعن “الصميل”، حيث يستخدم للحليب أو الماء، والقربة أو البدرة للماء، والبدرة تختلف أن فيها عملية “خياطة “للجلد، و”السقا” للبن واستخراج اللبن، و”العكة” للسمن.
ومن جهته، أوضح حسن سلامة الباحث في التراث السيناوي، إن أقرب وصف للسعن “القربة”، والتي تكون لحفظ المياه، أما السعن ففيه تتم عملية تحويل اللبن الحليب إلى لبن رايب عن طريق رج “خض” اللبن الحليب داخل السعن بعد تعليقه في ثلاث قوائم خشبية من جريد النخل متصلة من الأعلى على شكل هرمي.
ويطلق البادية في سيناء على اللبن الرايب “الخضيض” لأنه خض “أهتز” أو “رج” لعدة مرات متتالية في السعن، لمدة قد تصل إلى ساعة كاملة، ليتحول من لبن حليب إلى حامض أعلاه سمن، حيث يتم استخراج الزبدة والرايب.
ويصنع البدوي “السمنية” وهي أكلة معروفة عند البادية، وهي فتات الخبز الطازج ممزوج باللبن الخضيض أو الرايب ويوضع السمن فوق الخبز في اللبن ويقلب عدة مرات لتجهيزه كوجبة باليد، ومن الممكن أن يشرب الرايب مباشرة.
صناعة السعن
يتم صناعته بشكل أساسي من جلود الأغنام وإن كان يفضل الصغير منها، وفي الماضي كانوا يستخدمون جلود الغزلان والظباء في صناعته، وذلك من خلال سلخ جلد الشاة سلخًا يراعى فيها الدقة وينظف الجلد من بواقي اللحم، ثم بعد ذلك يدهن بخلطة الخاصة وهي عبارة عن ماء وملح وتمر وتسمي “مريس”.. حيث يعبأ الجلد بهذه الخلطة ويغلق ويربط ويدفن بالرمل لمدة قد تصل إلى ثلاث ساعات.
والجدير بالذكر، يستخدم البعض السعن في نقل الماء من البئر ومنابع المياه إلى المنزل، واستخدمه البعض لتبريد وحفظ المياه لفترة طويلة، ويراعى عند صناعته أن توجد بعض الأماكن لتعليقه في أماكن مختلفة من المنزل، فهو بمثابة الثلاجة التي لا تخلو منها منزلنا اليوم، وكانت هذه الأشياء التي تصنع من جلود الحيوانات حاضرة في كل منزل ، كما أنها كانت من المستلزمات الرئيسية التي تجهز عند السفر وشد الرحال من مكان لآخر، واستخدم السقا كذلك لصنع اللبن.