قبائل و عائلات

عمالقة الكون.. قبيلة «الدينكا» سودانية أطول بشر في العالم

أميرة جادو

تعتبر قبيلة الدينكا ثاني أكبر القبائل العرقية جنوبي السودان، يبلغ عدد أفرادها حوالي مليون شخص، لا زالوا يتمسكون بطريقة العيش البدائية، وكأنما لم يمر عليها الزمن، تتمركز بدءًا من منطقة بحر الغزال الواقعة في وادي بيل مرورًا بمنطقة جونقلي ثم وصولًا إلى المناطق المحيطة بجنوب كردفان في الجنوب السوداني، أما  تاريخها فيعود إلى حوالي 3000 قبل الميلاد، أما اللغة الدينكية، فهي عبارة عن خمس لهجات نيلية هي ريك ونجوك وأجار وتويك مايارديت وبور.

طقوس دينية من الطبيعة

تأخذ القبيلة شعائرها وطقوسها الدينية من بيئتهم الطبيعية المحيطة بهم؛ إذ ينفخ أهل القبيلة في الأبواق ويجتمعون للتضحية بالثيران والصلاة في كنيس مخصص لهذا الطقس، وبالرغم من أنهم موحِّدون ويعبدون إلهًا واحدًا، إلا أن إلههم «نياليك»، الذي يعتبرونه الإله الأعلى  المسؤول عن دورة الحياة والموت لا يعرفه غيرهم، ولجانب هذا المعبود توجد  فئة تعنق المسيحية  نتيجة دخول المبشرين البريطانيين في القرن التاسع عشر، وكذلك تعتنق فئة أخرى  الإسلام نتاج الغزو  العثماني

مظاهر بدائية للعيش

أما عن الحياة اليومية لأبناء القبيلة، فكأنما تعيدك حياتهم بآلة الزمن إلى عصور موغلة في القدم، حيث  يمكنك رؤية أحدهم يشرب اللبن مباشرة من ثدي إحدى الأبقار، و آخر ينفخ في بوق مصنوع من قرن ثور ليجتمع حوله أهل عشيرته لتقديم أضحية أو الاحتفال بصيد ثمين.

طقوس فريدة

تتميز طقوس الزواج وغيرها بطابعها الفريد والخاص كذلك؛ فتعدد الزواج أمر شائع خاصة لدى علية القوم، كما يلتزم الأخ إجباريًا بالزواج من أرملة أخيه، وعندما يبلغ أحد الصبية يجتمع حوله الجميع قارعين الطبول  احتفالًا ببلوغه سن الرشد  وحينها يمنح ثورًا يتولى رعايته ويعيره اسمه، كما يقوم قائد القبيلة بندبه بعلامات ثلاث في وجهه احتفالًا ببلوغه.

طوال القامة

يتميز أبناء القبيلة بطول قاماتهم، وبشرتهم السمراء، وثمة أسطورة تتحدث عن لون بشرتهم الممعنة في السواد، إذ إن هناك فاتنة سمراء فارعة الطول “ألوت – بنت الغمام”، التي نزلت من السماء مع العواصف الاستوائية المطيرة وهي حبلى، لتنجب جد “الدينكا”، الغلام “دينغ ديت”، وهذه الأسطورة تنتقل من جيل إلى جيل.

وعن سبب طول قامة لأفراد القبيلة، كونها مزيجاً بين طبيعة المناخ الاستوائي وحياة الغابة والأدغال، والعزلة الجينية الوراثية بينهما، والتي تعززها وتحميها العادات والتقاليد الخاصة بالزواج، وبخاصة اتساع دائرة زواج الأقارب، وتتيح أعرافهم وراثة زوجات الأقارب من الإخوان وزوجات الأب باستثناء الأم، فضلاً عن الدور الكبير الذي يلعبه التقليد الخاص بزواج النساء طويلات القامة، وبالتالي إنجاب أطفال طوال القامة، ما يساعد في المحافظة على ميزة الطول الفارع، وفق ما ذكره عباس الشيخ الحاج، الباحث في تاريخ السودان.

ويوضح الباحث في تاريخ السودان، “من العادات التي ساعدت أبناء القبيلة في الحفاظ على البنية الطويلة القوية شرب اللبن الطازج من الأبقار مباشرة، علاوة على أن رقصاتهم الهوائية القائمة على القفز العالي، إلى جانب رياضة التعلق في الأشجار وارتباطهم بها، من العادات التي ساعدتهم في الحصول على بنية طويلة وقوية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى