هل سمعت عن الحرب الأولى بين النساء؟.. أوليمبياس وأديا يوريديس
عندما توفي الإسكندر الأكبر (356-323 قبل الميلاد) عن عمر يناهز الثانية والثلاثين، ترك وراءه فراغًا سياسيًا كبيرًا في العالم القديم. أدى ذلك إلى اندلاع اضطرابات واسعة النطاق داخل إمبراطوريته الشاسعة. بعد وفاته، وُلد ابنه الإسكندر الرابع من روكسان، زوجته الأولى. في الوقت نفسه، كان الأخ غير الشقيق للإسكندر، أريهيداوس، يعاني من إعاقة إدراكية اعتُبر معها غير مؤهل للحكم، ما جعله وريثًا شكليًا فقط.
الفوضى بعد وفاة الإسكندر
غياب وريث محدد ومعتمد، إلى جانب الاعتقاد بأن الإسكندر الأكبر أراد ترك إمبراطوريته “للأقوى”، أدى إلى حالة من الفوضى في البلاط المقدوني. اندلع صراع على القيادة بين جنرالاته، الذين كانوا يُعرفون بـ”الخلفاء”، حول من يستحق قيادة الإمبراطورية. هذا الصراع أدى إلى سلسلة من الحروب عُرفت باسم حرب الديادوكي (الخلفاء)، واستمرت من 323 إلى 281 قبل الميلاد.
صراع الخلفاء
بالرغم من أن الخلفاء وافقوا مبدئيًا على دعم ابن الإسكندر، إلا أن الجنود المقدونيين أصروا على أن يصبح أريهيداوس ملكًا، مهددين بالتمرد إذا لم يتحقق مطلبهم. هذا التوتر قاد إلى تقسيم الإمبراطورية لاحقًا إلى عدة ممالك رئيسية، لكنه لم يمنع اندلاع سلسلة من النزاعات المستمرة.
صراع أوليمبياس وأديا يوريديس
في ظل غياب ورثة ذكور أقوياء، دخلت امرأتان بارزتان، أوليمبياس (375-316 قبل الميلاد) وأديا يوريديس (337-317 قبل الميلاد)، في صراع حاسم من أجل السيطرة. كلتاهما تمثلان فرعين منفصلين من السلالة الأرغيدية المقدسة. رغم أن النساء في مقدونيا لم يكنَّ يمارسن السلطة بشكل مباشر، إلا أنهن استغللن نفوذهن لتحقيق أهداف سياسية.
دور النساء في الخلافة
اعتمدت سلطة النساء في مقدونيا على قربهن من الذكور الحاكمين، لكنهن تمكنَّ من ممارسة تأثير كبير من وراء الكواليس. قامت نساء الأرغيد بتشكيل تحالفات استراتيجية من خلال الزواج والقرابة لضمان حماية مصالحهن. سعت أوليمبياس وأديا يوريديس، بذكاء سياسي، إلى تعزيز مطالبتهما بالعرش، رغم قيود المجتمع الذكوري. وصف المؤرخ اليوناني دوريس هذا الصراع بأنه “الحرب الأولى بين النساء”.