تاريخ ومزارات

قلعة جبل المقطم.. أنشأها صلاح الدين الأيوبي وأعاد محمد علي لها الحياة

أسماء صبحي
 
ظلت قلعة جبل المقطم منذ أن أنشأها صلاح الدين الأيوبي مقرًا للحكم في الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفى عهد الولاة العثمانيين ثم في عهد الأسرة العلوية، واستمرت كذلك إلى عصر الخديوي إسماعيل حيث اتخذ قصر عابدين العامر مقرًا للملك.
 
وقد أخذ محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية المصرية ومؤسس مصر الحديثة بعد أن قام بإصلاح أسوار القلعة، بإنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، وتوج منشآته هذه بإنشاء مسجده الذي يشرف على مدينة القاهرة بقبابه ومآذنه.
 
وفي عهد الخديوى عباس باشا الأول، تم إتمام أعمال النقش بالبوابات وأعمال الرخام، كما أمر بتعيين القراء ورصد الخيرات على الجامع، وفي عهد سعيد باشا تم عمل احتفالات رسمية لمدة خمس ليال من كل عام وهي: ليلة الإسراء والمعراج، ليلة النصف من شعبان، ثم ثلاث ليال من شهر رمضان هي ليلة 13 ذكرى وفاة محمد علي باشا، وليلة 14 رمضان حين تم دفنه ،وأخيرا ليلة القدر.
 
وفي عهد الخديوي إسماعيل تم عمل أبواب نحاسية جديدة للجامع وأحاطه بالأسوار وأنشأ له دورة مياه، أما في عصر الملك فؤاد قامت لجنة حفظ الآثار المصرية العربية بإزالة القبة الكبيرة وما حولها من قباب صغيرة ليعاد بناءها مرة أخرى مع مراعاة الأبعاد المعمارية الأصلية من حيث التصميم والزخارف.
 

تشيد القلعة

شرع صلاح الدين الأيوبي في تشييد قلعة فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء، ولكنه لم يتمها في حياته، وإنما أتمها السلطان الكامل بن العادل، فكان أول من سكنها هو الملك الكامل واتخذها داراً للملك، واستمرت كذلك حتي عهد محمد علي.
 

وصف القلعة

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتى القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعيا مرتفعًا بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار، كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو.
 
مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية، حيث شهدت أسوارها أحداثاُ تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، وحتى تولى محمد علي باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها.
 
وكان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هـ/1176م، حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكى يقوم ببناء القلعة عليها، وقام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقُا اصطناعيُا فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.
 
وحفر صلاح الدين في القلعة بئراً يستقي منه الجيش وسكان القلعة إذا مُنع الماء عنها عند حصارها/ وهي أعجب ما تم من أعمال لأن البئر محفور في الصخر بعمق 90 متر من مستوي أرض القلعة، وهذا يتطلب جهد كبير في ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى