تاريخ ومزارات
مراحل تطور الخط الهيراطيقي وسبب تسميته
أسماء صبحي
يعد الخط الهيراطيقي هو الخط الثاني من خطوط اللغة المصرية القديمة، وهو اختصار بسيط للعلامة الهيروغليفية، وهذه التسميه مشتقه من الكلمة اليونانية هيراطيقوس بمعني كهنوتي، حيث أن عندما دخل اليونان مصر كانت كتب الموتى تكتب بالهيراطيقيه على ورق البردي.
ولجأ المصري القديم الى تبسيط الخط الهيروغليفي حيث أنه كان يستغرق الكثير من الوقت والجهد، وجاء التحول للخط الهيراطيقى استجابه لسنة التطور التي شهدتها اللغة المصريه القديمة خلال الفتره الزمنية الطويلة التي عاشتها.
وتختلف شكل العلامات المكتوبة على الأحجار عن شكل العلامات المكتوبة على البرديات، واستمر هذا الاختصار للعلامات الهيروغليفيه حتى تم الوصول إلى العلامات الهيراطيقية التي أصبحت تكتب بشكل أسرع على البرديات بالحبر والقلم، ولم تختفي الهيروغليفية ولكنها ظلت تستخدم في الكتابه على الاحجار وفي النصوص الرسميه.
أدوات الكتابة
هناك العديد من العوامل التي مهدت إلى ظهور الخطوط المختصرة، ومن هذه العوامل، مواد الكتابه وأدواتها وهي:
ورق البردي
من أكثر المواد التي استعملت في الكتابه وذلك لمميزاته وهي: المتانه و خفة الحمل وسهوله الطي وإمكانيه الكتابة عليه بسهوله مقارنة بالمواد الأخرى، كما أن كلمه بردي مشتقة من الكلمة المصرية القديمة (با بر عا) وهي تعني المنتمي للقصر الملكي وسبب هذه التسمية أن ورق البردي كان حكراً على الملوك والأسرة المالكة لانه باهظ الثمن.
الاستراكا
هي كلمه يونانيه الاصل تعني قطعة مكسورة، ويقصد بها أي قطعة مكسورة من إناء فخاري أو من حجر جيري بدون كتابه استخدمها المصري القديم كماده للكتابه عليها لمميزاتها (كثرتها ورخص ثمنها مقارنه الورق البردي).
وكانت الاستراكا المصنوعة من الحجر الجيري موجودة في محاجر الحجر الجيري، وهي سهله التقطيع ولا تحتاج إلى الشحذ قبل استخدامها، والاستراكا المصنوعه من الفخار تنتج طبيعيًا من خلال الأواني الفخارية.
ألواح الكتابة
استخدام الكاتب المصري الألواح الخشبيه كمادة للكتابة عليها، وكان يتم تغطية الألواح بطبقة من الجص حتى يسهل إزاله ما عليها من كتابات وإعادة استخدامها أكثر من مرة، وبذلك كان يتم توفير ورق البردي لسد حاجه الجهاز الحكومي و كتابة النصوص الأكثر أهمية.
الأقلام
استخدم الكاتب المصري القديم في البداية أدوات لخدش العلامات، وكانت عباره عن أقلام أو إبر غليظه تصنع من العظم أو العاج ولها سن حاد يستخدم لحفر العلامات على الأخشاب والمعادن والطين، وذلك قبل أن يتوصل لاستخدام الأقلام التي كانت تصنع من النبات.
الأحبار
ظهرت في فتره لاحقه بعد اختراع الكتابة واستقرارها، فمع ظهور أدوات ومواد الكتابه كان لابد من اختراع مادة سائلة لاستخدامها للكتابة على الورق باستخدام القلم، وكانت تصنع من مواد معدنيه ومواد نباتيه ثم تخلط بالصمغ والماء.
الجلد
استخدم المصري القديم المخطوطات الجلديه في كتابة النصوص ذو الأهمية الخاصة وكانت الكتابة تتم على الوجهين.
الكتان
استخدم المصري القديم الكتان كماده للكتابة، وكان يكتب عليه بالحبر وعند تخزينه كان يسجل على أحد جوانبه اسم الإدارة والحكومة التي ينتمي لها هذا الكتان، وقام المصريون بكتابة أسمائهم على ملابسهم الكتانية أحيانا.
اللوحات التذكارية
كانت عباره عن قطعة من الحجر المنحوت ذات هيئه مستطيله، وفي الغالب تكون ذات قيمة مستديرة وعدت يطرق سطحها الخلفي لغير صقل وينقش على وجهها اسم المتوفي وألقابه مصحوبة بتصوير له.
مراحل تطور الخط
يعبر النص عن مدى تعلم وخبرة كاتبه، ومدى تمرسه في الكتابة، ومن الطبيعي أن تظهر شخصية الكاتب في كتاباته، وشخصية الكاتب من العوامل المهمة التي تؤثر في النص، فالنص هو نتاج ثقافة ومهارة المستوى التعليمي للكاتب، ومر هذا الخط بعدة مراحل تطور هي:
- الهيراطيقية العتيقة من الأسرة الأولى حتى الأسرة الثالثة.
- الهيراطيقية القديمة من الأسرة الرابعة حتى الأسرة الحادية عشر.
- الهيراطيقية الوسيطة من الأسره الثانية عشر حتى الأسره الثامنة عشر، ومن أشهر نصوصها (القروي الفصيح والملاح الناجي من الغرق).
- الهيراطيقية الحديثة من الأسرة الثامنة عشر حتى الأسرة العشرين، ومن أشهر نصوصها (الأخوين والأمير المسحور).
- الهيراطيقية المتأخرة من الأسره 22 حتى القرن الثالث الميلادي.
- الهيراطيقي abnormal من نهاية الأسرة 25 حتى 26، وهي أسوء مراحل الخط الهيراطيقي وبداية الديموطيقي.