حوارات و تقارير

الامازيغ المستعربين

الامازيغ المستعربين
إن الحديث عن القبائل الليبية المستعربة يجرنا إلى الحديث عن القبائل الأمازيغية الأصلية تلقائياً، لأن القبائل الليبية المستعربة هي جزء من القبائل الأمازيغية النقية، والتي كانت تجوب منطقة شمال إفريقيا من بحر القلزم (البحر الأحمر) إلى المحيط الأطلسي حسب ما ذكرت المصادر التاريخية. وسبب انتقال هذه القبائل يرجع إلى عدة أسباب منها الحروب والبحث عن مواطن الاستقرار الآمنة والتي يتوفر فيها المأكل والمشرب، ومن هذه القبائل هوارة و زناته وكتامة وصنهاجة ونفوسة …الخ .
ويوجد في ليبيا اليوم من يذهب بنسب بعض القبائل إلى الأشراف وهذا شيء مبالغ فيه، مثلاً كثرة هذه الأعداد التي تنسب إلى الأشراف حتى تقدر بالملايين وهذا رقم مبالغ فيه، وهناك من ينسب نفسه للأشراف أي العرب وهو يحمل صفات وراثية غير عربية مثل لون البشرة الأبيض والأحمر و لون العيون الخضراء والزرقاء وهي صفات أمازيغية معروفة منذ زمن الفراعنة. أما الصفات العربية مثل لون البشرة فتميل إلى السمرة وعيونهم سوداء وعسلية.
ولكون أغلب هذه القبائل هي قبائل بدوية وليست حضرية تجوب الصحراء الإفريقية مما يؤكد أنها بعيدة عن نسب الأشراف، لأن الأشراف دائماً يكونون محل الاهتمام وينالون المرتبة العليا في كل مكان ولا يمكن أن يكونوا بدوا مهمشين في الصحراء يطردون من مكان إلى آخر، كما هو الحال بالنسبة للقبائل الليبية الغير مستقرة.
وهذا بعض ما قاله ابن خلدون في من ادعى النسب إلى الأشراف لغرض الرقي بنفسه إلى مرتبة أهل البيت:
(من ذلك ادعاء بنى عبد القوي بن العباس بن توجين أنهم من ولد العباس بن عبد المطلب رغبة في هذا النسب الشريف وغلطا باسم العباس بن عطية أبى عبد القوي ولم يعلم دخول أحد من العباسين إلى المغرب لأنه كان منذ أول دولتهم على دعوة العلويين أعدائهم من الأدارسة والعبيديين فكيف يكون من سبط العباس أحد من شيعة العلويين؟ وكذلك ما يدعيه أبناء زيان ملوك تلمسان من بني عبد الواحد أنهم من ولد القاسم بن إدريس ذهاباً إلى ما اشتهر في نسبهم أنهم من ولد القاسم فيقولون بلسانهم الزناتي أنت القاسم أي بنو القاسم ثم يدعون أن القاسم هذا هو القاسم بن إدريس أو القاسم بن محمد بن دريس. ولو كان ذلك صحيحاً فغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه مستجيراً بهم فكيف تتم له الرئاسة عليهم في باديتهم وإنما هو غلط من قبل اسم القاسم فإنه كثير الوجود في الأدارسة فتوهموا أن قاسمهم من ذلك النسب وهم غير محتاجين لذلك فإن منالهم للملك والعزة إنما كان بعصبيتهم ولم يكن بادعاء علوية ولا عباسية ولا شيء من الأنساب وإنما يحمل على هذا المتقربون إلى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم ويشتهر حتى يبعد عن الرد ولقد بلغني عن يغمراسن بن زيان مؤئل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره وقال بلغته الزناتية ما معناه أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب وأما نفعهما في الآخرة فمردود إلى الله وأعرض عن التقرب إليه ما بذلك. ومن هذا الباب ما يدعيه بنو سعد شيوخ بني يزيد من زغبة أنهم من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبنو سلامة شيوخ بني يدللتن من توجين أنهم من سليم والزواودة شيوخ رياح أنهم من أعقاب البرامكة وكذا بنو مهنا أمراء طيء بالمشرق يدعون فيما بلغنا أنهم من أعقابهم وأمثال ذلك كثير ورئاستهم في قومهم مانعة من ادعاء هذه الأنساب كما ذكرناه بل تعين أن يكونوا من صريح ذلك النسب وأقوى عصبياته فاعتبره واجتنب المغالط فيه ولا تجعل من هذا الباب إلحاق مهدي الموحدين بنسب العلوية فإن المهدي لم يكن من منبت الرئاسة في هرثمة قومه، وإنما رأس عليهم بعد اشتهاره بالعلم والدين ودخول قبائل المصامدة في دعوته وكان مع ذلك من أهل المنابت المتوسطة فيهم و الله عالم الغيب و الشهادة) انتهى .
ان أسماء المناطق و الجبال و الوديان فى بلادنا لازالت أمازيغية اللفظ و المعنى الى اليوم, ولازال اللباس و الكلات الشعبية و العادات و التقاليد فى بلادنا امازيغية فن الذى حافظ على هذه الاسماء للوديان و الناطق و الجبال بلفظها المازيغى الأصلى الى اليوم ومن الذى لازال متشبثا باللباس الامازيغى للجرد و العباءة و البرنوس الى اليوم و من الذى لازال يأكل و يطهو الطعام المازيغى من البازين و الزميطة و البسيسة و الكسكسى و يعجن التمر بالبراسيل ان لم يكن الأمازيغ المستعربين, لاننكر ان هناك عددا كبيرا من العرب فى شمال أفريقيا لكنهم لم يكونوا اكثر من المازيغ ديما وهم اليوم ليسوا اكثر من الأمازيغ, فالأمازيغ شعب بأكمله و العرب المهاجرون فى القرن الخامس الهجرى لم يكونوا سوى جزء من قبيلتين فقط, فكيف تنطلى أكذوبة بنى هلال وبنى سليم التى روج لها المؤرخون حتى انطبعت فى أذهاننا وصارت شيئا مسلما به, أما من كان قبلهم من العرب فهم مجرد بضعة نفر من آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم فروا الى أخوالهم المازيغ هربا من بطش العباسيين بهم و كان ذلك فى القرن الثانى و الثالث الهجرى وهم الادارسة و الكاظميين فمهما تكاثروا فلن يكونوا أكثر من مئات القبائل الامازيغية , الأمازيغ ضاعت لغتهم فى الأندلس واستعرب لسانهم فيها, فقد عاشوا فيها 8 قرون, اى800 سنة على كل حال هذه مقدمة بسيطة لمناقشة مسألة مهمة جدا و هى أصل نسب قبائل الاشراف فى شمال أفريقيا والتى يلاحظ أن عددها كبير جدا لدرجة تثير تساؤلا كبيرا و تفتح مبحثا جديرا بالاهتمام حول حقيقة أصلها أو حقيقة أنتسابها الى آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم فمعروف ان قبائل الاشراف فى شمال أفريقيا يرجع أصلها اما الى ادريس الاصغر والذي ولد عام169 هجري و أمه هى كنزة الامازيغية بنت عبد المجيد الوربى الأمازيغى الحليف الأول لآدريس الاكبر والد أدريس الأصغر ، واما الشطر الاخر من قبائل الاشراف فى شمال أفريقيا فيرجع نسبه الى نسب الإمام موسى الكاظم إبن الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب رضى الله عنه و هم البقية من آل بيت النبوة الذين فروا الى بنو عمومتهم العباسيين الذين كانوا يبطشون بهم آنذاك حتى لاينازعونهم الخلافة . أي أن الاشراف فى شمال أفريقيا هم من اما من نسل الحسن بن على ابى طالب و اما من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب المولود في الأبواء بين مكة والمدينة عام 128 هجري. والمعروف أن والدته بربرية أمازيغية هو الآخر و اسمها حميدة بنت صاعد الأمازيغية الأندلسية.. وهكذا فان العلاقة بين آال بيت النبى صلى الله عليه وسلم فى شمال أفريقيا و البربر الامازيغ متأصلة و موثقة و ثابتة تاريخي منذ بيعة الامازيغ لادريس الاكبر و مصاهرته لهم وتأسيسهم لدولة الادارسة المعاصرة للدولة العباسية ….من هذا نفهم تقدير البربر الامازيغ لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ومن مصاهرة ادريس الاكبر للأمازيغ الذين بايعوه وناصروه بعد فراره اليهم نفهم تقدير ادريس الاكبر لهم و أولهم قبائل ( أوربة و زواغة ولواته غمارة و كتامة و غياثة وسدراتة و نفرة و سكنا سة وكان و لهذه القبائل تأثير كبير آنذاك وقد خطب ادريس الأكبر فيمن بايعه من قبائل الامازيغ آنذاك قائلا (“وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقا وغربا، وأظهروا الفساد وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً. فليس للناس ملجأ ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء. فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية النبيين. فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين ونصر الله مع النبيين. واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره وقل ناصره، وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه فأجيبوا داعي الله. فقد دعاكم إلى الله.”
وقد حافظ كل من كان من نسل ادريس أو نسل موسى الكاظم فى شمال أفريقيا على نسبهم تماما كما يحافظ البربر الأمازيغ على نسبهم، ولم يختلطوا بالعرب الامويين فى الاندلس او المهاجرين من المشرق في العصر الفاطمي من بني هلال وبني سليم وبني تميم وغيرهم.
هذه مقدمة لموضوعنا الأساسى و هو قبائل الأشراف أو مايسمى (بالمرابطية) و أصولها فى شمال أفريقيا….فالملاحظ فى بلادنا ليبيا و فى بلاد المغرب قاطبة هو كثرة المنتمين و المرجعين اصولهم الى قبائل الاشراف المرابطية أى آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم لدرجة انهم يكادون يكونون غالبية السكان فى ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب…و السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هو أين الغالبية الامازيغية من السكان ليبيا و فى باقى بلدان شمال أفريقيا فهل تكاثر آل بيت النبى من نسل الادارسة فى شمال أفريقيا لدرجة أنهم صاروا أكثر بكثير من الأمازيغ فى ليبيا و غيرها من بلدان شمال أفريقيا … ان امتداد حكم المرابطين حتى شمل ليبيا، مما أدى إلى أن كثيرا من العوائل الليبية ما زالت تحمل هذا الاسم حتى الآن، وصارت كلمة المرابط تطلق على الشخص التقي والمتصوف والصادق …، حتى انتشرت في كل مناطق شمال إفريقيا مما جعل كثيرا من الأشخاص والقبائل ينتسبون إلى المرابطين الذين هم من بطون قبيلة صنهاجة الأمازيغية الأصيلة .
ومن العوائل والقبائل الموجودة في ليبيا التي تذهب بنسبها إلى المرابطين،المزاوغة وهنا يجب التنبيه إلى أن تسميتها بالقبائل أمر مبالغ فيه، لأن هذه القبائل في البدء كانت عائلات صغيرة مهاجرة من المناطق الغربية من شمال إفريقيا وبعد أن استقرت في تونس وليبيا بدأت تتجمع مع عائلات أخرى مهاجرة ليست من قبيلة واحدة لتكون قبيلة مختلطة صارت كل العائلات المهاجرة تنتسب إليها، لتكون بعد ذلك قبيلة متماسكة لتصل إلى ما وصلت إليه الآن .
وعليه فلا يوجد أي ريب في أن هذه القبائل هي أمازيغية الاسم و الاصل و الملامح. أما من ناحية الجهة التي أتت منها وهي شمال أفريقيا الأمازيغية و من ناحية الأسماء فهي أمازيغية، ولا يوجد أي مصدر مكتوب يؤكد أنها أتت من المشرق العربي، عدا الروايات الشفوية والتي صدرت من أهالي هذه القبائل وهي مصادر غير موثوق فيها، وغير محايدة ولا يمكن الأخذ بها وقد زاد الطين بلة أن لاسطورة هجرة بنى هلال و بنى سليم سيطرة على ثقافة السكان فى شمال أفريقيا وهى التى كونت هذا الاختلال التاريخى غير الصحيح والمتوارث فى مفهوم التوزيع الديموغرافى السكانى تاريخيا !!؟
فالملاحظ أن كل السكان سواءا ممن يتكلم العربية أو الأمازيغية فى شمال أفريقيا يتحدثون عن قصة بنى هلال و بنى سليم بشكل يفهم منه المستمع أن المتكلم ليس من بنى هلال أو بنى سليم فهم دائما يتناقلون الاسطورة بأنه عندما جاء بنى هلال أو بنى سليم قد حدث كذا و كذا و تقاتلوا سنة كذا و تصالحوا سنة كذا!!! وهذا يعنى أن المتحدثين لا ينسبون أنفسهم الى بنى هلال أو بنى سليم!!….اذا….من أى أصل أنت أيها المتحدث عن هذه الأسطورة الغريبة والتى أغرب مافيها أن جزءا من قبيلتين فقط من العرب غيرت التشكيل الديموغرافى لمئات القبائل الأمازيغية فى شمال أفريقيا وجعلت العرب أكثر من الأمازيغ فى شمال أفريقيا و كأن جزءا فقط من قبيلتى بنى هلال و بنى سليم هما أكثر بكثير من شعب الأمازيغ بقبائلهم المنتشرة من سيوة و برقة شرقا الى المحيط الأطلسى غربا !!! و هذا لعمرك أغرب مافى هذه الأسطورة التى تحتاج الى تحقيق تاريخى و موضوعى من باحث مدقق!!!
على كل حال لنعد الى موضوعنا الاصلى و هو انتساب الكثيرين الى نسب ادريس الأكبر من نسل الحسن ابن على بن ابى طالب أو انتساب آخرين الى نسب موسى الكاظم من نسل الحسين بن على ابن ابى طالب رضى الله عنهم …
و التساؤل المطروح ……هو اذا كانت أن اسطورة غالبية سكان شمال أفريقيا هى من بنى هلال أو بنى سليم يمكن ان ينقضها فرضية أن من هاجر من قبيلتى بنى هلال و بنى سليم هو فقط جزء من هاتين القبيلتين فقط الى شمال أفريقيا لأن الغالبية من باقى القبيلتين و نسلهما لايزال قائما موجودا فى بلاد الحجاز الى يومنا هذا وعددها ليس بكبير اليوم فى القرن الواحد و العشرين …. فكيف نصدق أسطورة أن جزءا منهما قد شكل الغالبية الديموغرافية لسكان شمال أفريقيا منذ أكثر من 1100 سنة!!؟
وعليه فالتساؤل الأكبر و الأكثر غرابة هو هذه أن الكثرة الكثيرة من القبائل المتحدثة بالعربية و التى تنسب نفسها الى قبائل الأشراف المرابطين فى شمال أفريقيا لايمكن أن كلها تكون من نسل شخص واحد هو ادريس الأكبر أو من عقب شخص واحد من أبناء موسى الكاظم الذين فروا الى أخوالهم البربر الأمازيغ فى العصر العباسى و كونوا دولة الأدارسة فمهما تكاثر النسل منهما لايمكن أن يكون ديموغرافيا يشكل غالبية تطغى على العرق الأمازيغى فى بلدان شمال أفريقيا!!!
تبقى فرضية نزوح الأمويين من الاندلس بعد خروج المسلمين منها سنة 1492 ميلادية وهى فرضية بسيطة حيث أن العرب الذين كانوا فى الأندلس هم قلة من الأسر العربية الحاكمة وقلة ممن هاجر من العرب المترفين آنذاك أما البقية سواءا الذين فتحوا الأندلس أو الذين عاشوا فيها ثمانية قرون هم من مختلف قبائل الأمازيغ من هوارة و صنهاجة و لواتة وزناتة ونفزاوة وغمارة و كتامة و سدراتة وزواغة غيرها من كبريات القبائل آنذاك وقد استخدموا اللغة العربية لغة للتفاهم بينهم نظرا لأختلاف لهجاتهم الأمازيغية المحلية آنذاك اضافة الى أن اللغة العربية آنذاك كانت هى اللغة السائدة فقد أثرت حتى فى اللغات الاوروبية كالايطالية و الاسبانية و أثرت كثيرا فى اللغة المالطية وتأثرت اللغة الامازيغية هى الاخرى بدءا من ليبيا الى المغرب ولانزال نرى هذا الاستخدام و التأثير للغة العربية قائما الى يومنا هذا نتيجة للتأثير التاريخى و العقائدى للعربية بأعتبارها لغة ديننا ونتيجة كذلك للصعوبة التى يجدها أكثر الأمازيغ فى التفاهم فيما بينهم باستخدام لهجاتهم المحلية المتعددة أثناء سكنهم فى غير مدنهم وقراهم الأصلية تماما كما نرى استخدام الانجليزية بين شعوب كثيرة الآن نظرا لآختلاف اللهجات المحلية…..زيادة على أن اللغة الأمازيغية الفصحى مكتوبة لايتقنها كل الامازيغ انما يتحدثون لهجاتهم المحلية غير المكتوبة مثلما يتحدث العرب بلهجاتهم المحلية غير المكتوبة ولايتقن أغلبهم اللغة العربية الفصحى المكتوبة وفى هذا رد على من يقول أن الأمازيغية القحة لغة غير مكتوبة وليس لها حروف فالمازيغية لغة مكتوبة ولها حروف وتاريخ عريق.
كمعظم المقيمين في شمال إفريقيا، اعترض طريقنا الدراسي، إن جاز التعبير، الأساسي والجامعي، العديد من الدراسات والشواهد حول ما تقول كتب التاريخ بأنهم “سكان شمال إفريقيا الأصليون” وأعني الشعب الذي تعوّدنا على تسميته البربر، قبل أن يطلب منا أفراد هذا الشعب أنفسهم بتلقيبهم “الأماريغ” لأن هذا هو الاسم الذي اختاروه لأنفسهم، ومن باب الاحترام أن نناديهم بالاسم الذي يختارونه.
وأول ما يمكن أن نبدأ به -بما أننا أعضاء في جمعية ترجمة ولغة- هو الجذر اللغوي. وقد لاحظ المؤرخون والباحثون أن الجذر م/ز/غ (m z g) حاضر في العديد من أسماء المناطق والقبائل والأشخاص ذات الأصل الأمازيغي. وهكذا عندنا في تونس المزوغي والمزغني ومزوغة وواحة تمغزة الرائعة الخ…
كما لاحظ آخرون أن الجذر هو ز/غ فقط وأن الميم ليست أصلاً بل ظهرت نتاج العمليات اللغوية النحوية/الصرفية…
المشلكة المطروحة الآن بالنسبة لسكان شمال إفريقيا الأوائل (من دون اعتبار إنسان ما قبل التاريخ، لأن الأمور تتعقّد شيئاً ما هنا، إذ لا إثبات للأصل البربري/الأمازيغي لذلك الإنسان) هي أن هناك تيار أمازيغي يرفض كلّ الرفض الانتماء العربي، ويدلي ببراهينه، وهناك تيار آخر يرحب بذلك ويقدم بدوره ما يثبت الأصل المشترك مع العرب.
يتهم كل تيار الآخر، إما بالانفصالية والتعصب (الشوفينية) أو بالتنكّر للأصول والانفساخ عن تاريخ الجدود…
ليت أخواتنا وإخواننا الأمازيغ يدلون بدلوهم، ونشاركهم، إن كان هذا الأمر يهم رواد المنتديات. ويمكن أن نسلك طريقين مختلفين:
1/ الانطلاق من الصفر، وإيراد الأدلة والحجج والبراهين والدراسات والمراجع، ومحاولة فهم المسألة، من دون أفكار مسبقة أو تموقع فكري مسبق؛ أو
2/ إذا كانت الرؤى واضحة والمواقف مسطرة، نشارك في حوارات يدلي كلّ فريق فيها بدلوه، مبيناً حججه وبراهينه.
وقد يجمع بعض الإخوان ما يمكن الوصول إليه من أفكار وتحاليل لتقديم دراسة أو بحث تنشرها الجمعية في هذا الموضوع.
لأمازيغ (جمعها إيمازيغن) وتعني الرجل الحرر النبيل,ومعروفون بالبربر والبرابرة. الا ان مرجع هذا اللقب غير معروف .فالبعض يرجعه الى النظرة الأستعلائية للأغريق حيث سموا كل ناطق بغير الأغريقية βαρβαρος “بارباروس” اما البعض الآخر فيرجعها الى الكلمة الرومانية barbarus بنفس المعنى حين احتلوا تامازغا. اما البعض الآخر فيرجعها الى سبب ديني باعتبارهم نسلا لـ: بربر. وكيف ما كان الحال فأن اسم بربر او برابرة غير موجود في الاستعمال الأمازيغي.
من المرجح ان استخدام هذا الأسم مستمر لأسباب سياسية، ما يؤدي الى احتقار الذات اضافة الى مأرب اخرى منها ان الأمازيغ هم رحالة لا يجمعهم كيان سياسي كما لم يحدث من القبل.
إن الحديث عن الأمازيغ يصطدم بكثير من العراقيل لما من صعوبة للتحديد من خلال هذا المصطلح. فالأمازيغ هم السكان الذين سكنوا شمال افريقيا في فترة تتراوح ما بين 1000-6000 قبل الميلاد. ثم بسطو لغتهم على السكان الذين سبقوهم ليشمل الأمازيغ اعراقا متنوعة توحدهم لغة واحدة هي الأمازيغية. اما الآن فالأمازيغ هم الناطقون بالأمازيغية. بحيث يعتبر القسط الآخر عربيا او معربا. الأمازيغ في تاريخهم يسمون باسماء شتى منها : البربر ,المور، اللوبيون ,النوميديون…
عن تاريخ الأمازيغ لا يعرف المرؤ كثيرا حتى المؤرخون انفسهم. حيث ان البحث في هذا المجال قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه حسب بعض الأنظمة العربية، وهو مدمر لسياسة التعريب. حتى ان الحظور الأمازيغية في المقررات الحكومية من النذرة بمكان. وغالبا ما يكون ذاك الحضور عقبة في الحقائق الأمازيغية او مقنعا بأسماء واهية.
تبتدئ السنة الأمازيغية بانتصار الأمازيغ على الفراعنة واعتلاء الأمازيغ لعرش الفراعنة من 945 ق م حتى 715 ق م. والبقايا الفرعونية لا تزال شاهدة.
ساهم المور الأمازيغ ايظا بأعداد مهمة في حملة حنبعل حتى ان هزيمة القرطاجيين تجد عواملها في الأمازيغ النوميديين اللذين ارادو ان يرثوا قرطاج. وقد كان من تفاعل الرومان مع الأمازيغ اعتلاء سبتيموس سفيروس للعرش الروماني متبوعا بابنه كركلا ,كما كان يوبا الثاني كأمازيغي زوجا لابنة كل من اوغستس و كليوباترا.
عرف الأمازيغ تقنية التحنيط في جزر الكناري وكانت لهم براعة مشهودة في استخدام المعادن. واذا كنا لا نتوفر على قدر كاف من القدم الأمازيغي، يمكن ان بعض مشاهيرهم مثل: القديس اوغيستينوس و أبوليوس.
كما عرف الأمازيغ تنظيمات سياسية قبل الفتح الأسلامي امثال: موريطانيا تنجيتينا و نوميديا، وملوك مثل يوغرطة… عرفوا ايضا تنظيمات سياسية بعد الفتح الأسلامي اشهرها :المرابطون و الموحدون التي لا تزال خالدة خلود : خيرالدة و برج الذهب باسبانيا والكتبية بالمغرب.
لأمازيغ (جمعها إيمازيغن) وتعني الرجل الحرر النبيل,ومعروفون بالبربر والبرابرة. الا ان مرجع هذا اللقب غير معروف .فالبعض يرجعه الى النظرة الأستعلائية للأغريق حيث سموا كل ناطق بغير الأغريقية βαρβαρος “بارباروس” اما البعض الآخر فيرجعها الى الكلمة الرومانية barbarus بنفس المعنى حين احتلوا تامازغا. اما البعض الآخر فيرجعها الى سبب ديني باعتبارهم نسلا لـ: بربر. وكيف ما كان الحال فأن اسم بربر او برابرة غير موجود في الاستعمال الأمازيغي.
من المرجح ان استخدام هذا الأسم مستمر لأسباب سياسية، ما يؤدي الى احتقار الذات اضافة الى مأرب اخرى منها ان الأمازيغ هم رحالة لا يجمعهم كيان سياسي كما لم يحدث من القبل.
إن الحديث عن الأمازيغ يصطدم بكثير من العراقيل لما من صعوبة للتحديد من خلال هذا المصطلح. فالأمازيغ هم السكان الذين سكنوا شمال افريقيا في فترة تتراوح ما بين 1000-6000 قبل الميلاد. ثم بسطو لغتهم على السكان الذين سبقوهم ليشمل الأمازيغ اعراقا متنوعة توحدهم لغة واحدة هي الأمازيغية. اما الآن فالأمازيغ هم الناطقون بالأمازيغية. بحيث يعتبر القسط الآخر عربيا او معربا. الأمازيغ في تاريخهم يسمون باسماء شتى منها : البربر ,المور، اللوبيون ,النوميديون…
عن تاريخ الأمازيغ لا يعرف المرؤ كثيرا حتى المؤرخون انفسهم. حيث ان البحث في هذا المجال قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه حسب بعض الأنظمة العربية، وهو مدمر لسياسة التعريب. حتى ان الحظور الأمازيغية في المقررات الحكومية من النذرة بمكان. وغالبا ما يكون ذاك الحضور عقبة في الحقائق الأمازيغية او مقنعا بأسماء واهية.
تبتدئ السنة الأمازيغية بانتصار الأمازيغ على الفراعنة واعتلاء الأمازيغ لعرش الفراعنة من 945 ق م حتى 715 ق م. والبقايا الفرعونية لا تزال شاهدة.
ساهم المور الأمازيغ ايظا بأعداد مهمة في حملة حنبعل حتى ان هزيمة القرطاجيين تجد عواملها في الأمازيغ النوميديين اللذين ارادو ان يرثوا قرطاج. وقد كان من تفاعل الرومان مع الأمازيغ اعتلاء سبتيموس سفيروس للعرش الروماني متبوعا بابنه كركلا ,كما كان يوبا الثاني كأمازيغي زوجا لابنة كل من اوغستس و كليوباترا.
عرف الأمازيغ تقنية التحنيط في جزر الكناري وكانت لهم براعة مشهودة في استخدام المعادن. واذا كنا لا نتوفر على قدر كاف من القدم الأمازيغي، يمكن ان بعض مشاهيرهم مثل: القديس اوغيستينوس و أبوليوس.
كما عرف الأمازيغ تنظيمات سياسية قبل الفتح الأسلامي امثال: موريطانيا تنجيتينا و نوميديا، وملوك مثل يوغرطة… عرفوا ايضا تنظيمات سياسية بعد الفتح الأسلامي اشهرها :المرابطون و الموحدون التي لا تزال خالدة خلود : خيرالدة و برج الذهب باسبانيا والكتبية بالمغرب
التسمية
amazigh أمازيغ
كلمة أمازيغ مفرد تجمع على إيمازيغن imazighn ومؤنثه تمازغيت tamazight وجمع المؤنث تمازغيين timazighyin
ويعني هذا اللفظ في اللغة الأمازغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول مازيغ mazigh
أما تسمية البربر فأصل الكلمة إغريقي صرف حيث سمى اليونانيون القدامى كل من لا يتكلم بالإغريقية (بارباروس barbaros)
ثم استعار الرومان نفس المصطلح فأطلقوه على الأجانب وبالتحديد الخارجين عن طاعة الإمبراطورية الرومانية والنابذين لأفكارها الاستبدادية والرافضين لنفوذها العسكري
وبما أن الأمازيغ كما يشهد تاريخهم القديم تمردوا على الحكم الروماني العاتي ورفضوا تمام الرفض وبكل الوسائل المادية والمعنوية سيادته
فقد نعتوا من من قبله ب(بارباري barbari) أشار المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ أفريقيا الشمالية إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الإسم
بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج ومنه استعمل العرب كلمة برابر وبرابرة
و الفرنسيين يسمونهم بربر بكسر الباء berber
وردت كلمة “مازيغ” في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازغيين
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازغية في نطق هذا اللفظ فهو عند
طوارق مالي أيموهاغ
طوارق منحنى نهر النيجر الغربي إيموشاغ
أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه إيماجيغن
والمقصود بجميع هذه التسميات إنما هو أمازيغ
الأرض
تمازغا tamazgha
اعتاد الأمازيغ أن يطلقوا على وطنهم الأصلي تمازغا أي بلاد الأمازيغ التي تمتد عرضا من غرب مصر (واحة سيوه) إلى جزر الكناري الكائنة في المحيط الأطلسي
وطولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الإفريقية الكبرى حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو
لايوجد في الوثائق المصرية الفرعونية من أقدمها إلي أحدثها أي تسمية كانت تطلق من قبل المصريين علي عموم القبائل الأمازغبة
بل كانوا يسمون كل قبيلة أو مجموعة بالإسم الذي عرفت به
وهي ليست كثيرة وأهمها أربعة أذكرها فيما يلي علي التوالي بحسب أقدميتها التاريخية وظهورها في الوثائق المصرية
– التحنو:
المسجل ظهورهم في الثلث الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد
ظل اسمهم يتردد في الوثائق المصرية حتى عهد رمسيس الثالث (1198 ق.م. -1166) مؤسس الأسرة العشرين
يتميزون ببشرتهم السمراء ويعيشون غرب مصر من ناحية الدلتا
******************
– التمحو:
المسجل ظهورهم في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد في عهد الأسرة السادسة (2434 ق.م. -2242)
والتمحو من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الضارب إلي الشقرة يعيشون أيضا إلي الغرب من مصر من الناحية الجنوبية
ويبدو أن لهم امتدادا داخل الواحات الليبية
******************
– الليبو:
أول ظهور لهم عرف إلي حد الآن كان في عهد الملك رمسيس الثاني (1298¬- 1232 ق.م) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة
وفي نصوص الملك مرنبتاح حوالي (1227 ق.م) الذي صد هجمة قوية علي الدلتا تزعمتها قبيلة الليبو تحت إمرة قائدها مرابي بن دد بمشاركة القهق و المشواش
وهما قبيلتين أمازغيتان وبتحالف مع شعوب البحر ومن هذا التاريخ لمع اسم الليبو
وتشير تحريات الباحثين أنهم كانوا منتشرين غرب مواقع التحنو في منطقة برقة الحالية بليبيا
وقد أطلق قدماء المصريين وفراعنة مصر على قبائل البربر التي تقطن غرب مصر اسم الليبيين
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر
وقد استعمل أيضا هذا الإسم المؤرخ هيرودوت الذي زار ليبيا وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق م
******************
– المشواش:
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
كما ورد اسمهم في نصوص رمسيس الثاني الذي استخدمهم مع القهق و الشردن في جيشه وكذلك ورد في نصوص مرنبتاح …
وظهر اسمهم بشكل بارز في نصوص رمسيس الثالث (1198 ¬1166 ق.م) مؤسس الأسرة العشرين الذي أحبط هجمتين قويتين
الأولي في العام الخامس من حكمه تضم القبائل الأمازغية:
الليبو / والسبد / بتحالف أيضا مع شعوب البحر والثانية في العام الحادي عشر بزعامة قبيلة المشواش هذه المرة
وبمشاركة عدة قبائل منها:
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن…
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن…
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة
الأصل الأوروبي
أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا
إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا
ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى
وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين gaulois أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال
وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني
ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس
بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر وبين أهل “مزاب” مثلا ذوي الشعور والعيون السود أو بينهم وبين الطوارق
الأصل العربي
ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها
ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن خصوصا قبائل بربرية مثل هوارة وصنهاجة وكتامة
أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة
وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح فالكنعانيون ليسوا عربا وليسوا من أبناء سام
ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي
الأصل المحلي
ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الاكتشافات الأركيولوجية والأنثربولوجية
إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا
وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى
وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها الأمازيغ ولا وجود للعرب آنذاك
ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد
وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفرواسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر
وتطورت اللغة الأفرواسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا
في دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc)
كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب الأمازيغ قد تألف من عناصر غير متجانسة
انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا
ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للأمازيغ ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر أو الأمازيغ
اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين أحيانا سلمية وأحيانا حربية
وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في برقة والقرطاجيون والرومان
واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم
وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية
تسمية
amazigh أمازيغ
كلمة أمازيغ مفرد تجمع على إيمازيغن imazighn ومؤنثه تمازغيت tamazight وجمع المؤنث تمازغيين timazighyin
ويعني هذا اللفظ في اللغة الأمازغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول مازيغ mazigh
أما تسمية البربر فأصل الكلمة إغريقي صرف حيث سمى اليونانيون القدامى كل من لا يتكلم بالإغريقية (بارباروس barbaros)
ثم استعار الرومان نفس المصطلح فأطلقوه على الأجانب وبالتحديد الخارجين عن طاعة الإمبراطورية الرومانية والنابذين لأفكارها الاستبدادية والرافضين لنفوذها العسكري
وبما أن الأمازيغ كما يشهد تاريخهم القديم تمردوا على الحكم الروماني العاتي ورفضوا تمام الرفض وبكل الوسائل المادية والمعنوية سيادته
فقد نعتوا من من قبله ب(بارباري barbari) أشار المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ أفريقيا الشمالية إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الإسم
بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج ومنه استعمل العرب كلمة برابر وبرابرة
و الفرنسيين يسمونهم بربر بكسر الباء berber
وردت كلمة “مازيغ” في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازغيين
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازغية في نطق هذا اللفظ فهو عند
طوارق مالي أيموهاغ
طوارق منحنى نهر النيجر الغربي إيموشاغ
أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه إيماجيغن
والمقصود بجميع هذه التسميات إنما هو أمازيغ
الأرض
تمازغا tamazgha
اعتاد الأمازيغ أن يطلقوا على وطنهم الأصلي تمازغا أي بلاد الأمازيغ التي تمتد عرضا من غرب مصر (واحة سيوه) إلى جزر الكناري الكائنة في المحيط الأطلسي
وطولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الإفريقية الكبرى حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو
لايوجد في الوثائق المصرية الفرعونية من أقدمها إلي أحدثها أي تسمية كانت تطلق من قبل المصريين علي عموم القبائل الأمازغبة
بل كانوا يسمون كل قبيلة أو مجموعة بالإسم الذي عرفت به
وهي ليست كثيرة وأهمها أربعة أذكرها فيما يلي علي التوالي بحسب أقدميتها التاريخية وظهورها في الوثائق المصرية
– التحنو:
المسجل ظهورهم في الثلث الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد
ظل اسمهم يتردد في الوثائق المصرية حتى عهد رمسيس الثالث (1198 ق.م. -1166) مؤسس الأسرة العشرين
يتميزون ببشرتهم السمراء ويعيشون غرب مصر من ناحية الدلتا
******************
– التمحو:
المسجل ظهورهم في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد في عهد الأسرة السادسة (2434 ق.م. -2242)
والتمحو من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الضارب إلي الشقرة يعيشون أيضا إلي الغرب من مصر من الناحية الجنوبية
ويبدو أن لهم امتدادا داخل الواحات الليبية
– الليبو:
أول ظهور لهم عرف إلي حد الآن كان في عهد الملك رمسيس الثاني (1298¬- 1232 ق.م) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة
وفي نصوص الملك مرنبتاح حوالي (1227 ق.م) الذي صد هجمة قوية علي الدلتا تزعمتها قبيلة الليبو تحت إمرة قائدها مرابي بن دد بمشاركة القهق و المشواش
وهما قبيلتين أمازغيتان وبتحالف مع شعوب البحر ومن هذا التاريخ لمع اسم الليبو
وتشير تحريات الباحثين أنهم كانوا منتشرين غرب مواقع التحنو في منطقة برقة الحالية بليبيا
وقد أطلق قدماء المصريين وفراعنة مصر على قبائل البربر التي تقطن غرب مصر اسم الليبيين
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر
وقد استعمل أيضا هذا الإسم المؤرخ هيرودوت الذي زار ليبيا وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق م
******************
– المشواش:
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
كما ورد اسمهم في نصوص رمسيس الثاني الذي استخدمهم مع القهق و الشردن في جيشه وكذلك ورد في نصوص مرنبتاح …
وظهر اسمهم بشكل بارز في نصوص رمسيس الثالث (1198 ¬1166 ق.م) مؤسس الأسرة العشرين الذي أحبط هجمتين قويتين
الأولي في العام الخامس من حكمه تضم القبائل الأمازغية:
الليبو / والسبد / بتحالف أيضا مع شعوب البحر والثانية في العام الحادي عشر بزعامة قبيلة المشواش هذه المرة
وبمشاركة عدة قبائل منها: لايوجد في الوثائق المصرية الفرعونية من أقدمها إلي أحدثها أي تسمية كانت تطلق من قبل المصريين علي عموم القبائل الأمازغبة
بل كانوا يسمون كل قبيلة أو مجموعة بالإسم الذي عرفت به
وهي ليست كثيرة وأهمها أربعة أذكرها فيما يلي علي التوالي بحسب أقدميتها التاريخية وظهورها في الوثائق المصرية
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
كما ورد اسمهم في نصوص رمسيس الثاني الذي استخدمهم مع القهق و الشردن في جيشه وكذلك ورد في نصوص مرنبتاح …
وظهر اسمهم بشكل بارز في نصوص رمسيس الثالث (1198 ¬1166 ق.م) مؤسس الأسرة العشرين الذي أحبط هجمتين قويتين
الأولي في العام الخامس من حكمه تضم القبائل الأمازغية:
الليبو / والسبد / بتحالف أيضا مع شعوب البحر والثانية في العام الحادي عشر بزعامة قبيلة المشواش هذه المرة
وبمشاركة عدة قبائل منها:
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن…
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن…
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة
الأصل الأوروبي
أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا
إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا
ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى
وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين gaulois أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال
وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني
ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس
بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر وبين أهل “مزاب” مثلا ذوي الشعور والعيون السود أو بينهم وبين الطوارق
الأصل العربي
ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها
ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن خصوصا قبائل بربرية مثل هوارة وصنهاجة وكتامة
أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة
وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح فالكنعانيون ليسوا عربا وليسوا من أبناء سام
ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي
الأصل المحلي
ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الاكتشافات الأركيولوجية والأنثربولوجية
إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)
وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى
وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها الأمازيغ ولا وجود للعرب آنذاك
ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد
وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفرواسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر
وتطورت اللغة الأفرواسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا
في دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc)
كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب الأمازيغ قد تألف من عناصر غير متجانسة
انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا
ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للأمازيغ ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر أو الأمازيغ
اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين أحيانا سلمية وأحيانا حربية
وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في برقة والقرطاجيون والرومان
واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم
وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية
أعتقد أن محاولة البحث في الجذور ,
بالرغم من أهميتها التاريخية ,
يمكن أن تؤول إلى اختلافات غير قابلة علميا للتدقيق بشكل مقنع ,
وأستحضر باستمرار موضوع اللغةالعربية ,
حين يطرح بحث أصولها القديمة , خارج مشرحة التاريخ اللغوي العام ,
لأن زوايا النظر ومرجعياتها تظل متحكمة في توجيه البحث .
ولك أن تتصور ما يمكن أن يقع من اختلاف حول جذور اللغةالعربية ,
يمكن أن يصل أحيانا حد التصادم للأسف
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الموضوع منقول من موقع ****** و موقع وتا
بعنوان ( الامازيغ المستعربين( وموضوع أصل الامازيغيين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى