لكل مثل حكاية.. قصة “اللي اختشوا ماتوا”
أسماء صبحي
تقول موسوعة الأمثال الشعبية للأستاذ جمال طاهر، ترجع أصل قصة مثل “اللي اختشوا ماتوا” إلى أن الحمامات العثمانية القديمة، كانت تستخدم الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام، والمياه. من أجل تمرير البخار من خلال الشقوق، وكانت قباب وسقوف ومناور معظم الحمامات من الخشب.
وفي يوم شب حريق في حمام مخصص للنساء، واعتادت معظمهن على الاستحمام عاريات، لا يسترهن إلا البخار الكثيف. وخلال الحريق، هربت كل امرأة كانت ترتدي بعض الملابس، وقليل من العاريات. أما من استحين، ففضلن الموت على الخروج عاريات.
وعند عودة صاحب الحمام سأل البوّاب: هل مات أحد من النساء؟ فأجابه “نعم.. اللي اختشوا ماتوا”. وصارت الجملة مثلا يقال للإشارة إلى أن من يخجلون قد ماتوا، ولم يتبق إلا من لا يستحي ولا يخجل.
قصة مثل “اللي اختشوا ماتوا” في الصين
في القرن الأول الميلادي، عندما كانت الصين تسيطر علي فيتنام. ولم تكن هناك حيلة لدى الفيتناميين لهزيمة الصينيين. حتي جاءت فرصة لم تكن في الحسبان عندما أقدم أحد ولاة الصين على قتل زوج إحدى نساء ترونج الفيتنامية. ففتح علي نفسه أبواب جهنم.
ثارت جميع النساء في فيتنام الشمالية، وتجمعن في جيش جرار واجهن به الجيش الصيني الذي لا يقهر. والمكون من أقوى الرجال علي وجه الارض في ذلك الوقت. وهاجمن مقر الحاكم وهزمن الصينيين شر هزيمة. وسيطرن على عشرات المدن التي كان الصينييون قد أغتصبوها. بل واستطعن تكوين مملكة خاصة بهن وأخترن ملكة منهن لتحكم مملكة النساء.
حاول الصينيون تحويل هذه الهزائم الي نصر يحفظ ماء وجههم أمام العالم. بعد أن أدرك قائد جيوش الصين أن القوة لا تنفع مع جيش النساء وحماستهم وبراعتهن. فقرر أستخدام الخدعة.
أصدر الوالي أوامره للجيش بمهاجمة جيش النساء عراة متجردين من ملابسهم. وحدث ما توقعه القائد الصيني تمامًا فلقد شعرت النساء بالخجل. وبدأ يبتعدن عن الصينيين الذين لم يضعوا الفرصة واستمروا في مطاردتهن حتي حاصروهن عند نهر (هات جيانج). حتى لم يعد أمامهن إلا مواصلة القتال، لكنهن فضلن الموت عن مواجهة الرجال العراة. فانتحر جيش النساء بأكمله بإغراق أنفسهن في النهر وهزم الخجل جيش النساء الذي دحر الصينيين.
ولا يزال الفيتناميون يحتفلون بانتحار جيش النساء كل عام في عيد خاص سموه عيد (أخوات ترونج).