كتابنا
عبد المؤمن بن علي الكومي …. أعظم ملك أمازيغي في التاريخ !!
عبد المؤمن بن علي الكومي …. أعظم ملك أمازيغي في التاريخ !!
يعتبر عبد المؤمن بن علي من أعظم الأبطال في تاريخ الجزائر ، مؤسس الدولة الموحدية ، و أول من وحد كل شمال إفريقيا في التاريخ ، بطل أسطوري كان أعظم ملوك الدنيا في زمانه …. لا يعرفه أغلب الجزائريين للأسف ، و لا حتى من يدعون الدفاع عن الأمازيغية …… نرى في الصورة الأولى تمثاله بمدينة ندرومة شمال تلمسان ، في الصورة الثانية نرى شاطئ تافسوت ( الربيع ) وميناء هنين ( شمال تلمسان ) أين تتواجد آثار قلعة عبد المؤمن …. وفي الصورة الثالثة نرى قرية تاجرا الجبلية التي ولد بها عبد المؤمن بن علي بأعالي جبال ندرومة …. والتي لم يتغير إسمها الأمازيغي الذي يعني القصعة الصغيرة …. منذ 1000 سنة !!!!
ولد عبد المؤمن بن علي بقرية تاجرا ، قرب ميناء هنين ، 60 كم شمال تلمسان ، بجبال قبيلة كومية الزناتية الأمازيغية ( جبال طرارا حاليا ، عرش مسيردة ) سنة 1094 م ، بأسرة متواضعة إذ كان أبوه صانعا للفخار ، حفظ القرآن في قريته ثم انتقل لتلمسان لطلب العلم ، كان عبد المؤمن شديد الذكاء و الطموح منذ صغره ، فقرر الذهاب إلى المشرق ليوسع معارفه و علمه ، لكنه و عند مروره قرب بجاية إلتقى بشيخ أمازيغي غزير العلم … هو المهدي بن تومرت المصمودي ( أصله من سوس من جبال الأطلس الكبير بالمغرب ) الذي كان عائدا من المشرق ، لقاء كان بمنطقة ملالة من ضواحي بجاية ( الكلمة تعني مكان اللقاء بالأمازيغية : تاملالت ) ، لقاء غير مجرى التاريخ !!
إتفق بن تومرت مع عبد المؤمن على تأسيس دولة قوية لإنقاذ شمال إفريقيا من خطر الصليبيين الذي كان يهدد العالم الإسلامي في الشرق الأوسط والأندلس وشمال إفريقيا ، تهديد ازداد مع ضعف دولة المرابطين ، إنتقل الرجلان إلى منطقة تينمل بجبال الأطلس الكبير و شرعا في دعوة الناس إلى عقيدة التوحيد ، معتمدين على علمهما و حكمتهما و شجاعتهما وفكرة المهدوية لاستقطاب الناس ، حتى أسسا النواة الأولى للدولة الموحدية و جيشا قويا من القبائل الأمازيغية ، لكن بن تومرت توفي رحمه الله سنة 1128م …..
أخفى عبد المؤمن موت ابن تومرت لمدة 3 سنوات عن الناس لكي لا يفشلوا و يضعفوا ، و تزوج من ابنة أمير قبيلة هنتاتة الأمازيغية أبي حفص ليقوي علاقته بقبيلة مصمودة الكبيرة ، و نصب نفسه خليفة بعدما بايعه الناس سنة 1130 م ، السنة التي انطلقت فيها حملاته العسكرية التي ستحول مجرى التاريخ …..
إنطلق عبد المؤمن بجيشه أولا نحو جنوب المغرب الأقصى تفاديا لمواجهة مباشرة مع المرابطين ، ثم توجه نحو تلمسان فاحتلها ، ثم احتل وهران و فاس ، فكثر جيشه و قويت شوكته ، ثم توجه نحو مراكش عاصمة المرابطين وحاصرها لمدة 9 أشهر ، حتى دخلها في ربيع 1147م ، معلنا إنتهاء الدولة المرابطية بموت آخر سلاطينها إسحاق بن علي
بعد ذلك توجه عبد المؤمن شرقا نحو المغرب الأوسط ( الجزائر حاليا ) سنة 1152 م ، فاحتل بجاية و أزال ملك الحماديين ، ثم هزم جيش بني هلال بالهضاب العليا ليؤمن المنطقة التي كانوا يقطعون فيها طرق التجار والحجاج ، ثم توجه إلى تونس التي كانت تحت تهديد النورمان ( شعب من الفايكينغ إحتل أجزاء واسعة من أوربا ، إعتنقوا المسيحية و أرادوا احتلال شمال إفريقيا ) ، فهزمهم و دخل تونس يوم 12 جويلية 1159 م ، ثم واصل حملته العسكرية نحو طرابلس ( ليبيا الحالية ) ووصل حتى حدود مصر ، كما توجه شمالا نحو الأندلس التي كاد المسيحيون أن يحتلوها كليا ، فهزمهم و استرجع كل مدن جنوب الأندلس …… ليكون أول ملك في التاريخ يوحد كل شمال إفريقيا و الأندلس !!!
بعد ذلك عاد البطل عبد المؤمن إلى المغرب الأقصى ، و أسس مقابل مدينة سلا قلعة سماها : رباط الفتح ( النواة الأولى لمدينة الرباط الحالية ) ، الهدف منها إعداد جيش كبير جدا لفتح كل أوربا ، لكنه توفي سنة 1163 م أثناء التحضيرات ، رحمه الله تعالى ، و نقل جثمانه ليدفن في منطقة تينمل قرب رفيق دربه المهدي بن تومرت ….. عملاقان من عمالقة تاريخنا لا يذكرهما أحد اليوم …. للأسف الشديد …..
كان عبد المؤمن من أقوى الفرسان في التاريخ ، إذ جاب كل شمال إفريقيا على ظهر حصانه قائدا لجيوشه بنفسه ، كان من أكبر ملوك الدنيا في زمانه حسب المؤرخين !! كما كان رجل علم و رجل دولة ، إذ قام بتنظيم القبائل و الجيوش ، نشر التعليم الإجباري و تحفيظ القرآن للرجال و النساء في الحواضر والبوادي ، ووحد كل شمال إفريقيا حول مذهب الإمام مالك و عقيدة اهل السنة والجماعة ، كما قام بإصلاحات إدارية و اقتصادية و بنى المدن و المستشفيات و المساجد ( مثل مسجد الكتبية الشهير بمراكش ) ، و تبنى اللغة العربية كلغة علم و إدارة ، كما كانت مراسيم دولته تصدر كذلك باللغة الأمازيغية كما نقله المؤرخون ، عمل كل ذلك في 69 سنة ، أسس أكبر دولة في تاريخ شمال إفريقيا و عمره 36 سنة ، دولة كتب الله أن يفتح فرسانها بيت المقدس مع البطل صلاح الدين الأيوبي ….. 24 سنة بعد وفاة عبد المؤمن بن علي … في عهد حفيده الملك المنصور أبي يوسف يعقوب رحمهم الله تعالى …..
بطل من أبطال شعبنا ، مفخرة من مفاخر بلدنا ، نأمل أن يعود ذكره ، و أن يستخلص مسؤولونا العبر من تاريخه الحافل !