وطنيات
في مثل هذا اليوم.. ذكرى انتصار الشعب المصري على قوات العدوان الثلاثي
أسماء صبحي
في مثل هذا اليوم، أتم الانجليز والفرنسيون انسحابهم من المدينة المناضلة الباسلة بورسعيد التي أنزلوا قواتهم بها إبان العدوان الثلاثي على مصر، والذي حل على مصر بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
البداية
جاءت البداية عندما أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر، تأميم شركة قناة السويس البحرية بناءً على القانون رقم 185 لسنة 1956 لتسترد مصر قناتها وتستفيد من دخلها في بناء السد العالي بعد رفض أمريكا تمويل مشروع السد رغم معرفتها بمدى أهميته لمصر وإجبارها للبنك الدولي على رفض تمويل المشروع.
وقد احتوى الرد الأمريكى على بعض العبارات التى اعتبرها جمال عبد الناصر محاولة لإهانة مشاعر العزة والكرامة القومية لمصر، وأنه يجب أن يكون هناك رد قوى يستعيد لمصر هيبتها ويحافظ على عزتها وكرامتها فكان قراره بتأميم قناة السويس.
معركة 56 (العدوان الثلاثي)
تآمرت إنجلترا مع فرنسا وإسرائيل واتفقواعلى مهاجمة مصر لتعيد انجلترا احتلالها لمصر وتستعيد فرنسا سيطرتها على قناة السويس وتستولى إسرائيل على سيناء، كخطوة جديدة على طريق إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
ويوم 30 أكتوبر عام 1956، بدأ القصف الجوي من طائرات فرنسا وإنجلترا على مصر، وبدأ الإنزال الجوى للقوات الإنجليزية والفرنسية على مدينة بور سعيد المصرية.
ويوم 5 نوفمبر 1956 ومن على منبر الجامع الأزهر بالقاهرة، أعلن الزعيم جمال عبد الناصر أنه إذا كان قد فرض علينا القتال فلن يفرض علينا الاستسلام، سنقاتل .. سنقاتل.
وقامت طائرات الدول المعتدية بتدمير مقر الإذاعة المصرية للقضاء على صوت العرب، وبعد أقل من عشر دقائق وبدون أى تخطيط مسبق تعلن إذاعة دمشق بالنداء “من دمشق.. هنا القاهرة”، وتعلن إذاعة بيروت “هنا صوت العرب من بيروت” وتعلن إذاعة عمان “هنا صوت العرب من عمان”، وقام أبطال سوريا بتدمير خط نقل البترول إلى أوروبا واشتعل العالم العربي كله بالغضب.
الدعم العربي
واختلط الدم المصري بالدم السوري عندما استشهد البطل الملازم السوري جول جمال مع زملائه المصريين بقيادة البطل جلال الدسوقي وهم يتصدون للبحرية الفرنسية والإنجليزية بلنشاتهم أمام سواحل بورسعيد، وأعلن العمال العرب فى كل الموانئ العربية الإضراب وعدم التعامل مع سفن الدول المعتدية.
وانطلق الأحرار فى العالم كله ليتظاهروا تأييدًا لمصر فى قتالها ضد المستعمر، وأصدرت حكومة الاتحاد السوفيتى إنذارها الشهير بتدمير لندن وباريس إذا لم تنسحب القوات المعتدية.
انتصار الشعب المصري
وفشل العدوان وأجبرت الدول الثلاثة على الانسحاب بعدما انتصرت إرادة مصر، وانسحبت جيوش الدول المعتدية تجر أذيال الخيبة والعار، ولذلك تتخذ مصر يوم 23 ديسمبر عيداً للنصر الذى دفع الرجال ثمنه بدمائهم وأرواحهم.