عادات و تقاليد

موروثات البادية.. “القصلة” بديل عقد الزواج عند القبائل البدوية

أميرة جادو

تختلف شبه جزيرة سيناء في عاداتها وخصائصها البدوية عن باقي مناطق المحروسة، وفي مقدمة الاختلاف عادات البدو في الزواج، التي تختلف بين أبناء الوادي وأبناء مصر.

“القصلة”

إذا أراد الشاب أن يخطب فتاة، عادة ما تكون ابنة عمه، يذهب هو أو ولي أمره إلى والدها مباشرة، دون وسطاء، لطلب يدها للزواج، إذا وافق والد الفتاة ، يأخذ من الأرض عصا صغيرة أو جذع شجرة يسمى “القصلة”، ويقول: “هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شيء ترغب فيه وأنت تقدر عليه “، فيتناول الخاطب القصلة ويقول: “قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله”، وتصبح بعد ذلك بمثابة زوجة له، والقصلة في أبسط معني لها أن والد الفتاة أخرج ابنته من رقبته ووضعها برقبة الخاطب “أي أن مسئولية البنت أصبحت برقبة الخاطب.

حتى وقت قريب، لم يسجل البدو زواجهم. فالكلمة عندهم أقوى مما هي مكتوبة على الورق، حتي وإن كان عقد الزواج نفسه، فلا يستطيع بدوي إنكار زواجه من فتاة، فالعادات والتقاليد البدوية أقوي من الفرد، والذي لابد من الامتثال لأوامر القبيلة، لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا بدون رأي القبيلة.

عادة أخرى في الزواج عند البدو، وهي الامتناع عن الزواج فيما بين العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى، فجرت العادة على مستوي القبائل البدوية بشبه جزيرة سيناء على عدم الزواج في هذه الفترة، دون أسباب معلومة.

أفراح البدو

يعتبر العرس من أسعد مناسبات عند القبائل البدوية، حيث يتم الاحتفال بالزفاف بالغناء وإلقاء الشعر، ومن أجمل عادات الزفاف البدوية رقصة “الدحية”.

رقصة “الدحية”

وفي رقصة “الدحية”، يقف جميع شباب القبيلة صفًا واحدًا وبينهم يقف شاعر أو أكثر ويعرف “بالبديع” أي من يرتجل الشعر، وترقص أمامهم فتاة بالسيف “وتسمى الحاشية”.. ويبدأ المغنون بقولهم: “دحيو، دحيو” ويكررونها مرارًا وهم يصفقون بأيديهم ويهزون رءوسهم. ثم يبدأ “البديع” في إلقاء الشعر، ويردد الحاضرون خلفه ما يقول، ويتقدمون نحو الراقصة “الحاشية” وهي تتراجع إلى الخلف. ثم يجلسون القرفصاء وكذلك تفعل الراقصة، ويغنون لفترة ثم يعودون للرقص مرة أخرى. وفي نهاية الرقصة تخطف الحاشية غطاء الرأس “العمامة” لأفضل بديع وتضع فيه حلوي مكافأة له على حسن إلقائه الشعر.

السامر البدوي

والجدير بالذكر، يقام في هذه المناسبة السامر وهو نوعان أولاهما “الرّزعة” وتتكون من فريقين من الرجال. أمام كل فريق راقصة وبديع يرد عليه الرجال. ثم يبدأ بديع الفريق الآخر في الإنشاد.. ثم يرد عليه الرجال مثل ما يفعلون في “الدحية” وهكذا إلى أن ينتهي الحفل.. وثانيهما الخوجار وتشترك فيه النساء مع الرجال في الرقص والإنشاد وتقف النساء بين صفي الرجال ويغنين وهن واقفات في أماكنهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى