تعكس تاريخ البادية في مصر.. تعرف على طقوس الزفاف عند قبيلة «الدواغرة»
أميرة جادو
تتميز قبيلة «الدواغرة» البدوية، بالعديد من المراسم والطقوس الخاصة بالزواج عندهم، حيث يبدأ التحضير لحفل الزفاف برفع الراياتٌ البيضاء تقودك إلى مكان خيام الزفاف، وبين كل خيمةٍ وأخرى، تواجد على جانبي الطريق أوراق الورد.
طقوس خاصة للزواج
يبدأ أبناء القبيلة في التحضيرات ليوم الزفاف مبكرًا، وتحديدًا منذ خطبة العروسين، وبعد موافقة أهل العروس على العريس الذي ينتسب عادةً إلى نفس فرع القبيلة، كما يقول علي العربي: «العريس بيبقى من نفس القبيلة، وفي الغالب بيكون ابن عمها، عندنا البنات بتنكتب من صغرها لابن العم».
تحديد المهر
وفي مقدمة تقاليد الزواج عند قبيلة «الدواغرة»، التي ترجع أصولها إلى شمال سيناء، وتحديدًا منطقة «بئر عبد»، تحديد قيمة «المهر» على حسب درجة القرابة، كمّا يشرح «العربى»، أحد أبناء القبيلة، قائلا: «المهر عندنا بيبدأ من 50 و60 ألف وبيوصل لـ 150 ألف جنيه»، ويضيف عملاً بمبدأ «الذهب زينة وخزينة»: «العروسة بتجيب دهب، بيبقى قلوب أو غوايش، وفي العادي بتلبس قلوب و10 غوايش و3 سلاسل».
«شوار» العروس
وفى صباح يوم العرس، تنقل سيدات القبيلة «شوار» العروس، وهو دولاب خشبي صغير يحمل ملابس العريس والعروس، وتسرع النساء في نصب خيمة العروسين جيدًا، وتزيينها من الداخل بفروع الورد، والملايات الملونة، ويفرشن بها السجاجيد والحصير، ثم تقوم إحداهنّ بتعطيرها برائحة الفل والياسمين لكي تصبح جاهزة لاستقبال العروسين، ليبدآ بها حياة جديدة وسط الغيطان الخضراء.
يوم الفرح
يوم العرس، يتم رفع رايات بيضاء بطول الفدان، تَسرّ الناظرين، وتخبرهم أن هناك أفراحًا وليالي ملاح عند قبيلة «الدواغرة»، النساء يقتلعن الورود على عجل، ثم يغسلنها بالأرز لنثرها على موكب العروسين، وبين كل خيمة وأخرى تكوّمت على جانبي الطريق أوراق الورد ذات الألوان المبهجة، ولكُل لون معنى ومغنى.
موكب العروس
يصل موكب العروس، عقب انتهاء صلاة الظهر، ويجتمع أهالي القبيلة حول السيارات الفاخرة التي تمر بجانب النهر، وسط صخب الأغاني البدوية، فيما تنثر السيدات حفنة من الزرع الأخضر وربطات «البرسيم»، ورشات الملح «في عين الحسود»، وهو الطقس الذى يفسره «العربي» قائلاً: «الزرع دليل على الخير والبركة، والحياة الحلوة للعروسين».
ذبائح وموائد عامرة
وفي يوم العرس أيضًا تقام موائد عامرة على شرف العروسين، للمعازيم وأهالي القبيلة، حيث تذبح المواشي قبل الفرح بيوم، ثم يتولى طباخ ماهر، يستأجره أهل القبيلة لإعداد الطعام بكميات كبيرة، وتشمل المائدة «أرز أبيض، لسان عصفور، بسلة خضراء، لحوم، بطاطس».
وفي نهاية اليوم، ومع غروب الشمس، وحلول المغرب، تودع النساء العروس. ثم يذهب العريس إلى الخيمة التي تجلس بها، ليأخذها وسط قبلات الأهل والأحباب. ووصلات الزغاريد التي تصحبهما خلال الطريق إلى خيمة الزوجية، راية بيضاء تتوسطها نقطة دماء. ترتفع أعلى خيمة العروس. في إشارة إلى «عذريتها»، حسب التقاليد التي توصى بها القبيلة منذ زمن طويل. فيما يستمر الصخب وليالي السمر خارجها.