وطنيات
محمد عبد العاطي.. رجل المستحيل
أسماء صبحي
إنه الرقيب مجند محمد عبد العاطي، من الكتيبة 35 فهد اللواء 16 الفرقة 16 مشاة، الحاصل علي وسام نجمة سيناء، أطلق عليه لقب “رجل المستحيل”، وتذكره أكبر الموسوعات العسكرية العالمية بأنه دمر 23 دبابة 3 مدرعات من جيش العدو الصهيوني في حرب أكتوبر 1973.
التحاقه بالقوات المسلحة
التحق عبد العاطي بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969، حيث كانت البلاد تمر بمرحلة التعبئة العامة استعدادًا للمعركة وانضم إلى سلاح الصاعقة، ثم إلى سلاح المدفعية، حيث تخصص في الصواريخ وبالتحديد الصاروخ (فهد)، وكان وقتها من أحدث الصواريخ التي وصلت إلى الجيش المصري، فقد كانت له قوة تدميرية عالية إلى جانب إمكانية الضرب به من على بعد ثلاثة كيلو متر.
ويحتاج الصاروخ فهد إلى حساسية عالية وسرعة بديهة، لذا أجريت اختبارات عديدة للجنود قبل إلحاقهم بسلاح الصاعقة، ونجح عبد العاطي في تلك الاختبارات، إلى جانب نجاحه في أول تجربة رماية في الكيلو 26 بطريق السويس، حيث جاء ترتيبه الأول، ولذا تم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء سعيد الماحي والتحق بعدها بالفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس.
دوره في حرب أكتوبر
بدأت ساعة الصفر تقترب بالنسبة لعبد العاطي في 28 سبتمبر 1973، حيث طلب منه قائد كتيبته المقدم عبد الجابر أحمد أن يذهب في إجازة 48 ساعة ثم يعود ليبدأ الاستعداد ليوم السادس من أكتوبر، حيث بدأوا بالتقدم على مقربة من لقناة وبعد الضربة الجوية قاموا بعبور الضفة الشرقية للقناة وتمكنوا من الوصول إلى الطريق الإسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسي بمحاذاة القناة بعمق 70 كم في اليوم الأول من المعركة.
في يوم 8 أكتوبر، أو “يوم عبد العاطي” حيث بدأ رجال الجيش البواسل بالتقدم لمباغتة العدو الذي بدأ التحرك للرد، فقرر العميد عادل يسرى قائد لواء النصر دفع أربعة أطقم في اتجاه الشمال الشرقي لتأمين دخول قوات المشاة وسد الطريق أمام أية قوة مدرعة تحاول الهجوم من هذا الاتجاه.
وقام المصريون باحتلال موقع منخفض لا يصلح للتصويب من خلاله، حيث كانت قوات العدو تتقدم بكثافة وتقوم بأسلوب الضرب للمسح العشوائي حتى تجبر القوة على التراجع، ورغم صعوبة المكان أمام أي مصوب، نجح عبد العاطي في إطلاق أول قذيفة وأصاب أول دبابة وقام زميله بيومي بإصابة دبابة أخرى، وفي خلال نصف ساعة كان رصيد عبد العاطي 13 دبابة وبيومي 7 دبابات، ومع تلك الخسائر تراجعت القوات الصهيونيه واحتلت القوات المصرية أعلى الجبل.
وفي اليوم التالي، “يوم عبد العاطي” من جديد، قام رجال الصاعقة بشن هجوم جديد على الطريق الإسفلتي ونجح عبد العاطي في تدمير 17 دبابة وفي اليوم الثالث 10 أكتوبر، فوجئ عبد العاطي باستغاثة من القائد أحمد أبو علم قائد الكتيبة 34، حيث هاجم الصهاينة بثلاث دبابات، وتمكنوا من اختراق الكتيبة، فقام عبد العاطي بضرب الثلاث دبابات وتدميرها ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مدرعات.
وفاته
ومن المواقف التي يرويها عبد العاطي عن الحرب، ذلك الموقف الذي تجلى فيه نصر الله والذي حدث في يوم 13 رمضان، فيقول كما صرح لصحف عديدة: “كان هناك مجنزرة (مدرعة) تحمل 30 جندياً إسرائيلياً.. وكنت أحاول ساعتها أنا آخذ قسطاً ضئيلاً من النوم؛ فأيقظني زملائي وقمت بالتصويب نحوها وحدث شيء غريب فقد أنطلق الصاروخ عكس اتجاه المجنزرة وهو يسير بسرعة 120 متر في الثانية، وفقدت الأمل في إصابة الهدف، إلا أن الصاروخ وبصورة مفاجئة تغير اتجاهه وأصاب المجنزرة ودمرها وما زلت حائرًا حتى الآن في كيف حدث ذلك.. إنه نصر الله.. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي”.
وتوفى البطل في التاسع من ديسمبر عام 2001.