فنون و ادب
علي عبد العال.. الفنان الذي أضحك العالم بكوميديته وأبكى عبدالناصر بوطنيته
أسماء صبحي
مع مرور مع يزيد عن 50 عامًا على نهاية العمل رسميًا فى مشروع بناء السد العالي الذي استغرق بناءه إخدى عشر عامًا. حيث تم الانتهاء من بنائه في 21 يوليو 1970 لتختاره الهيئات الدولية كأعظم مشروع في القرن العشرين. تعالوا لنتذكر معًا الفنان علي عبد العال الذي أضحك العالم بكوميديته وأبكى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بوطنيته.
من هو علي عبد العال
إنه الفنان المصري علي عبد العال الذى اشتهر بخفة الدم الواضحة. حيث نجح في لعب العديد من الأدوار مثل: الخواجة، والمنتج أو صاحب التياترو، وصديق البطل معتمدًا على بدانته الشديدة .
ولد عبد العال في 16 يونيو ١٩١٠م لأب يعمل تاجرًا للأسماك وأم أرمينية. وهو الولد الوحيد على اربع بنات. امتلك والده محلاً لبيع السمك النيئ في عمارة استراند بباب اللوق بجوار مدرسة الدواوين الإعداداية للبنين الكائنة في شارع نوبار باشا.
تعلقت عيناه بالفن لتقوده قدماه لمسارح شارع عماد الدين منذ مراهقته لينضم لفرقة الفنان علي الكسار. وظهر فى السينما للمرة الأولى مع أستاذه علي الكسار في منتصف الثلاثينيات في فيلم “خفير الدرك” وعمره ٢٦ عامًا. ليشارك بعدها في أكثر من خمسون فيلمًا حتى يكتب أسمه أخيراً على أفيش فيلم “نور الدين والبحارة الثلاثة” عام ١٩٤٤م. ليصبح تميمة الحظ لعلي الكسار ومن بعده نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين.
مقابة جمال عبد الناصر
جمع الفنان مبالغ طائلة من عمله بالفن. وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يفارق يومًا محله الخاص لبيع السمك، فقد كان يؤمن بأن الفن لا يمكنه أن يقيم حياة الإنسان للأبد.
وفي عام 1960، طلب عبد العال مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وعندما قابله تبرع له بكل ما جمعه وامتلكه من أموال مشاركةً منه في بناء السد العالي.
عندها احتضنه عبدالناصر وبكى متأثراً من موقف الرجل الذي فضل الاعتماد على إيراد محله اليومي والتخلي عن ثروته من أجل مصر. قائلا له: “أضحكت العالم بكوميدياتك وأبكيت عبد الناصر بوطنيتك”.
وفاته
وتوفي الفنان علي عبد العال في 18 نوفمبر 1961 عن عمر يناهز الواحد والخمسين عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة. وحضر جنازته المشير عبد الحكيم عامر نائبًا عن الرئيس جمال عبد الناصر تقديراً له واعترافًا بجميله.