الكميت بن زيد: شاعر مضر المدافع عن العدنانية وصوت بني هاشم
ينتمي الكميت بن زيد إلى نسب عربي عريق، فهو الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع. وهناك من أضاف إلى نسبه تفاصيل ممتدة تصل إلى دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. كما كان الكميت شاعرًا مميزًا وعالمًا بلغة العرب وأيامهم. كما ينتمي إلى شعراء مضر، ويعد من أبرز المدافعين عن العدنانية في مواجهة القحطانية، إذ خاض نقاشات ومقارعات شعرية مشهورة، وتميز بعمق معرفته بالمثالب والأيام والمفاخر.
مناقضة دعبل وابن أبي عيينة
كما عاصر الكميت الدولة الأموية دون أن يدرك العصر العباسي. إذ توفي قبل قيامه. عرف بولائه الشديد لبني هاشم، وذاع صيته بقصائده الهاشميات التي تعتبر من أروع ما نظم من الشعر. كما كانت أشعاره تتسم بالقوة في الدفاع عن العدنانية والهجوم على شعراء اليمن، واستمرت مناقضاته مع هؤلاء الشعراء حتى بعد وفاته.
ظلت قصيدة الكميت المذهبة تثير الجدل والنقاش بعد وفاته. حيث تصدى لها دعبل الخزاعي وابن أبي عيينة بالرد، لكن أبو البلقاء البصري، مولى بني هاشم. تصدى لهما وأجاب عنهما دفاعًا عن إرث الكميت الشعري. كما أن هذه المناظرات تبرز مكانة الكميت في الأدب العربي، وتؤكد استمرارية تأثيره حتى بعد رحيله.
الكميت معلمًا في مسجد الكوفة
بحسب ما رواه محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم. فإن الكميت كان يعلم الصبيان في مسجد الكوفة، كما شاهده خلف الأحمر في هذا الدور التعليمي. هذا الجانب يظهر شخصية الكميت المتعددة. حيث جمع بين كونه شاعرًا عظيمًا وعالمًا متبحرًا ومربيًا للأجيال.
لقد ظل الكميت بن زيد رمزًا للفخر العدناني والمدافع عن بني هاشم. وشكل بشعره وثقافته علامة فارقة في التاريخ الأدبي العربي، مما يجعله أحد أبرز شعراء العرب في العصر الأموي.