تاريخ ومزارات

حكاية دير الأنبا انطونيوس العامر بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر

دعاء رحيل

يعد هذا الدير هو أقدم دير فى العالم. حيث يحمل الدير اسم القديس العظيم الأنبا انطونيوس وهو أول راهب في العالم. وهو الذي أسس حياة الرهبنة. ويطلق عليه لقب ” أبو الرهبان “. وسوف نقدم لكم نبذة عن هذا الدير دير الأنبا أنطونيوس.

قصة القديس الأنبا انطونيوس

ولد القديس في بلدة تدعى ” قمن العروس ” التابعة لمحافظة بني سويف سنة 251م. وكان ذات أموال كثيرة جداً، وفى أحد الأيام ذهب إلى الكنيسة ليصلي فسمع الشماس يقرأ في الإنجيل ويقول ” إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء وتعال اتبعني “، فأحس بداخله أن هذه الرساله موجه له، وبالفعل ذهب ووزع كل أمواله على الفقراء والمساكين وذهب ليتفرغ للعبادة.

زي الرهبنة

ذهب الشاب أنطونيوس للعبادة في مكان بجوار النيل وكان يقضي كل وقته فى الصلاة والعبادة بنسك شديد، ولكن كان يصيبه في بعض الأوقات الملل. فكان يصرخ إلى الله. وفي  مرة ظهر له ملاك الرب على شكل إنسان يرتدي زى خاص وكان يجلس يضفر الخوص ثم يقوم ويصلي ثم يعود للعمل مرة أخرى ثم يعود إلى الصلاة، وفى النهاية قال له ملاك الرب:- ” انطونيوس اعمل هذا وأنت تستريح ” وترك له الزى الذي كان يرتديه وهو الذي أصبح زى الرهبنة إلى ذلك اليوم.

قصة حقيقية

يحكى أن في أحد الأيام  نزلت امراة إلى النهر لتستحم ، فحول الأنبا انطونيوس نظره عنها وانتهرها عما تفعله. فقالت له السيدة :- ” لو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان”. فلما سمع الأنبا انطونيوس ذلك الكلام، أحس أنه صوت ملاك الرب يوبخه. وبالفعل ذهب لـيتعبد إلى الله فى البرية الداخلية. واستقر القديس الانبا انطونيوس فى مغارة فى جبل القلزم بالبرية الداخلية بالبحر الأحمر، وحيداً يتعبد الى الله ولم يرى وجه إنسان لفترة طويلة. و حاربته الشياطين محاربات شديدة جدا ً. فكانوا يحاربون بصور نساء وتارة أخرى بأشكال وحوش ونمور وتارة أخرى بأموال كثيرة وذهب لا يعد. ولكن كان يصرخ إلى الله فكانت الشياطين تبتعد عنه.

الطريق إلى دير الأنبا انطونيوس

يقع دير الأنبا انطونيوس العامر على سفح جبل الجلالة في محافظة البحر الأحمر قرب مدينة الزعفرانة، عندما تذهب إلى هذا الدير تمر بسيارتك بين الجبال التي تحيط بك في منظر مهيب ، وترى السحب وهي تغطي الجبال ويخرج منها ضوء الشمس في منظر يعجز الواصفون على وصفه، وعلى يسارك ترى البحر الأحمر في أزهى ثوبه بمياهه الصافية وطيوره التى تطير من فوقه فى منظر خلاب حتى يختفي وسط الهضاب، وعندما تصل إلى مدق الدير ترى لافتة مكتوب عليها ” دير الأنبا انطونيوس ” فتحدق بعينيك بعيداً فترى الدير محفوراً بداخل الجبل، تعلوه صلباناً مضيئة وكأنها نجوم تتلألأ في السماء في منظر بديع.

خلوة روحية

ويوجد بداخل الدير ايضاً بيتاً للخلوة، حيث يقوم الشباب المسيحى بالذهاب الى الدير لعمل فترة خلوة روحية، بحد أقصى ثلاث ايام، يتدربون فيها على الصلاة والعمل والاقتراب من الله، وحضور التسبحة يومياً مع الرهبان وصلاة القداسات، والقراءة فى الكتاب المقدس والكتب الروحية، و يجتمعون لتناول الطعام على مائدة واحدة، وغير مسموح بالكلام نهائياً أثناء الأكل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى