أبرزها «تناول الثعابين وبيض النمل».. عادات «البوشمن» أقدم القبائل الأفريقية
أميرة جادو
تعيش هذه القبائل في جنوب إفريقيا منذ حوالي 22 ألف عام مما يجعلهم من أقدم المجموعات العرقية إن لم تكن الأقدم على الإطلاق في القارة السمراء، ويتواجد شعب البوشمن تحديدًا في صحراء كالاهاري الواقعة بين بتسوانا وناميبيا وجنوب أنجولا، ويبلغ عددهم الآن حوالي 82 ألف نسمة.
يختلفون عن الزنوج، في البشرة البنية وقصر القامة والجبهة البارزة والعيون الضيقة، وحتى عام 1950، لم يكن العالم يعرف شيئًا عنهم، حتى ظهر كتاب لورانس فان در بوست “مملكة كالاهاري المفقودة”.
تعتبر هذه القبيلة الأكثر قدرة على التحمل في أفريقيا، فهم قادرون بطريقة ما على العيش في مناخات قاحلة وجافة للغاية حيث المياه شحيحة.
عبدة لأرواح الموتى
ويشتهر شعب البوشمن بعبادة أرواح الموتى إلى حد ما، علاوة على إيمانهم القوي بوجود إله خلق نفسه ثم خلق الأرض والماء والصحراء وهو إله صالحًا، إلا أن غضبته مخيفة ويسمونه هارا، كما يؤمنون بوجود إله أصغر منه مسؤول عن الشر والسحر الأسود.
عادات شعب البوشمن
يرتدي الرجل قطعة من الجلد على شكل مثلث، تمتد بين الأرجل ومربوطة من الوسط، في حين ترتدي المرأة مئزرة صغيرة تتدلى أمامها من حزام حول الوسط.
بينما ترتدي المرأة المتقدمة في السن مئزرة أخرى تتدلى من الكتفين على الظهر، وتصنع هذه المآزر أحياناً من خيوط من الخرز، ولكن أهم ما تتدثر به المرأة هو (الكاروس)، وهو عبارة عن عباءة قصيرة من الفراء تفصله وتزركشه ثم تلبسه على الكتفين وتتخذ منه في النوم غطاء.
بيوت شعب البوشمن
يقوم رجال البوشمن ببناء أكواخهم على شكل قبة، حيث يغرسون في الأرض عدداً من العصي يبلغ طول الواحدة منها أربعة أقدام ثم يجدلون بينها ويغطونها بالأعشاب أما داخل الكوخ، ثم يحفرون الأرض ويغطون التجويف الناتج من ذلك بالقش ويتخذون من هذا التجويف مكاناً للنوم ويرقدون فيه على جنوبهم وأرجلهم مقبوضة إلى صدورهم.
يعتبرون من الشعوب البدائية في تنظيمهم الاجتماعي وثقافتهم، حيث يعيشون في مجموعات من عشرين إلى مائة شخص، وتضم كل مجموعة عدد من العائلات تعيش كل واحدة منها في كوخها الخاص، وقد لا يتصل بعضهم ببعض إلا في فصل الجفاف عندما يحطون الرحال جميعاً قرب مورد الماء، فإذا حل فصل المطر، تفرقوا هائمين في الإقليم الذي يشتركون جميعاً في ملكيته والذي يرثه أبناؤهم من بعدهم.
شعب قناص
ولا يمارس البوشمن الزراعة ولا تربية الحيوانات، ولكن يمتلكون قدرة خارقة على القنص والصيد باستخدام الحراب والسهام السامة والرماح والأفخاخ.
وقد اجبرهم السعي وراء الماء ووراء حيوان الصيد إلى أن يعيشوا عيشة البادية وتنقل هائمين على وجوههم في المنطقة التي يعدونها ملكاً لهم، وعندما يحطون الرحال في بقعة من الأرض، يقوم أكبر الرجال سناً بتحديد الموقع الذي تقام فيه الأكواخ ويوقد فيه شعلة من النار قبل أن تبدأ النساء في عملية التشييد، ويراعى ألا يكون الموقع قريباً جداً من مورد الماء لئلا يكون ذلك سبباً في نفور حيوان الصيد إذا أراد الارتواء.
عادات غريبة
ومن عاداتهم الغريبة، تناول بيض النعام وتجمع النساء بيض النمل الأبيض أو (أرز البشمن)، ويقلينه على النار في قليل من الدهن حتى يضرب لونه إلى الحمرة.
كما يقومون بجمع الديدان والحشرات والجراد والضفادع والسحالي والثعابين والسلاحف، وجذور الأعشاب ويحتفظن بها لاستعمالها في فصل الشتاء.
أما عن الخبز، يحضر البوشمن ما يشبه الخبز مصنوع من لباب نوع من النخيل يسمونه (زاميا) أو من جذور نوع من النبات، ويقوم الرجال بجمع العسل ويذهبون في البحث عنه إلى أي مكان غير مباليين بالارتفاع، وهم يستدلون على موضع خلايا النحل البري بواسطة طير الوقواق، ويتناولون طعامهم دائماً مطبوخاً، ويقوم الرجال والنساء على السواء بعملية الطبخ.