فنون و ادب

سيناء في كتابات أشرف العناني

حاتم عبدالهادي السيد

العناني هو الشاعر العاشق، الصوفي المجذوب بخرقة سيناء الشيفونية، عاشق البحر والصحراء، ولعل آخر ما قاله كان حواره مع الصديق / مصطفى سنجر في حديثه عن المركز والهامش، يقول: “أن هيرودوت قد ظلم نيل مصر، مع أنه صاحب الكلمة الشهيرة: «مصر هبة النيل».

وأشار إلى أن هذه الكلمات التي أكدت فضل النيل علينا لها جانب معتم، فقد دفعت هذا البلد ليكون بلدا مركزياً تحولت السلطة فيه من النهر إلى من يتحكم فيه لتكون العاصمة كل شيء ويتراجع ما عداها إلى الهامش.

وعن سيناء يرى أنها قد أصبحت في الواجهة، في صدر النشرات الإخبارية ،ولكن حتى الآن الاهتمام عاطفي، والمطلوب أن تفعل تلك الطفرة العاطفية ما عليها لتلحم سيناء بالنسيج الوطني المصري فعلاً وليس على الورق.. فسيناء – كما يقول العناني – تعيش الآن طفرة عاطفية بعد دهر من التجاهل.

فهي في الواجهة في صدر النشرات الإخبارية.. ثمة اهتمام باد بها من كل الجماعة المصرية بنخبها السياسية والثقافية وعامتها.

ولكن المطلوب أن تفعل تلك الطفرة العاطفية ما عليها لتلحم سيناء بالنسيج الوطني المصري فعلاً وليس على الورق على مدى طبقات زمنية متراكمة عانت سيناء مثلما عانى غيرها – خارج العاصمة – من التهميش.. فقط وجود إسرائيل على حدودها الشرقية هو ما أضاف للمأساة هو ما رهن الناس هنا بتلك الجغرافيا السياسية المعقدة في مثلث مصر / فلسطين / إسرائيل تبعاً لذلك سقطت سيناء في ملف أمنى حالك السواد أظنها لن تنجو منه إلا إذا تخلت الدولة المصرية عن الرؤية التقليدية لأفكار عفى عليها الدهر من شاكلة العمق الاستراتيجي سيناء ستنجو بكل تأكيد لو تخلينا عن وضعها في ملف أمنى أو على الأقل استبدلناه بملف تنموي وما يصلح للحديث عن سيناء يصلح للحديث عن كل مناطق مصر المهمشة خارج القاهرة.

ولقد عانى أدباء الأطراف والحدود الكثير من التهميش على مدى العقود الأخيرة، يقول: “سنظل في تواتر مع حالة مديح أبدية لفضل النيل على البلد السمراء لكننا سنكتشف في الجانب المعتم من هذه الجملة حقائق أخرى كيف ظل المصري هكذا ملتصقًا بالنهر لا يفارقه؟ لماذا يترك أكثر من 99 % من أرضه ويظل ملتصقاً هناك في شريط ضيق يتحامى بالنهر أو يتحامى النهر به؟”

وأضاف: “مصر ليست فقط هبة النيل بل تعيش تحت رحمته ورحمة من يتحكم به وفى التاريخ المصري القديم الكثير الدال على ذلك، ليس هذا كل شيء هذه الحالة دفعت بهذا البلد ليكون بلدا مركزياً تحولت السلطة فيه من النهر إلى من يتحكم فيه لتكون العاصمة كل شيء ويتراجع ما عداها إلى الهامش.. الناس كل الناس – خارج العاصمة – وليس الأدباء فقط عانوا وعلى مدى طبقات تاريخية متراكمة من التهميش حتى بات المصري هو من يعيش في العاصمة وليس خارجها ليس من فراغ يسمى الناس في كل المحافظات القاهرة بـ«مصر» إنه التجسيد المثالي للمأساة التي يعيشها الناس في مصر خارج المركز، إلى أي مدى أسهمت ثورة يناير في كسر حاجز التهميش؟”.

أنه الشاعر الذى كوثر الصحراء بشعره، فأعطت الصحراء مفاتحها له، وأهدته زمردة الالهام الكبرى، جوهر الشعريّة الأشهى الكبير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى