كتابنا

أيمن حافظ عفرة يكتب..السيسي ومعادن الرجال

«كثير من الرجال يمكنهم تحمّل الصعاب. لكن إن أردت اختبار معدن رجل فاجعل له سلطة».. مقولة تُقاس بالذهب في سوق الرجال. كما قالوا قديمًا «تؤخذ الطيور بقوائمها وتؤخذ الرجال بألسنتها»، وزادوا عليه أن «الرجال من صنعتهم أمهاتهم» و«ليست الأرض عطشى لدماء الأبطال بل لعرق الرجال».. فشرف الرجل كلمته، وسنام أمره الصدق، وخيرٌ من ذلك كله «إذا عاهد أوفى»، وأفضل منهم من سعى لخدمة غيره..

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل الذهب وسط معادن الرجال، ولمَ لا وقد تجلت كل أفعاله على الأرض، تنطق بكل ما في الرجال من شِيم وقدرة على تحمل المسئولية، ووفاء بما عاهد عليه شعبه، لم يخلف الرجل الموعد مع من استدعوه في شدتهم، بل زاد عليه وحلق بالمصريين في آفاق بعيدة ورحبة، وحمل إليهم الخير والتقدم والتنمية وصنع لهم مستقبلاً مشرقًا، وخلق لهم قوة يعيشون تحت ظلها بأمان من لا يخشى الضيم.

 

«العفي لا يأكل أحد لقمته».. هكذا جسدها الزعيم البطل السيسي في أحد اجتماعاته، وكأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح وحيث لا مكان للضعيف في عالم عماده القوة والسلطة والهيبة. كان الرئيس واعيًا لما سيدور في السنوات المقبلة، وليتحقق في عهده ما لم يتحقق في كل تاريخ مصر المعاصر، ومعه ارتفعت البلاد إلى درجات المجد والقوة والسطوة في كافة المجالات، وصارت جميع الملفات في قبضتها وأصبحت سيدة إقليمها وصاحبة الكلمة العليا في محيطها. فأي إجلال هذا وأي نوع من الرجال الذي يستطيع أن ينتشل أمة كانت على حافة الهاوية وقاب قوسين أو أدنى من الفوضى والحرب الأهلية وسيطرة المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية على جزء غالٍ منها.

 

 

«بكرة تشوفوا مصر».. في أحد لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي قال هذه الجملة لعموم المصريين، كل أعداء مصر تلقفوها حينها بالاستهزاء والسخرية، ظنًا منهم أن الرئيس يطلق كلامًا في الهواء ويذر رمادًا في العيون، لكن نبرة الثقة والعزيمة التي سادت كلمة الرئيس جعلت المصريين يثقون في أنه سيفعلها، لم يخيّب الرئيس السيسي ثقة الشعب في وعوده، لكن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن يحقق الرئيس رُبع هذه الإنجازات بمقاييس المنطق والعقل والسيولة المتاحة.

 

وفي الحقيقة يمكن تقبّل هذا الرأي، فمن أين ستنهض مصر وسط كل تلك الفوضى والخراب والحرق والدماء وشبه الدولة التي ورثها الرئيس السيسي من حقبة الإخوان الخونة وقد كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، بل كثير من أنصار الجماعة الإرهابية راهنوا على هذا السقوط واستعدوا لسيناريو إشعال البلاد وسقوطها في هوّة سحيقة من الدمار وأنهار الدماء، لكن فات الجميع أن من يتكئ ظهره على هرم عمره 7 آلاف سنة وشعب أقدم من التاريخ نفسه لا يستسيغ الفشل ولا يتقبل الانكسار ولا يعترف بالسقوط، فالأسود تمرض ولا تموت، وملك الغابة يظل ملكًا حتى وإن ظنت الضباع أنه نائم.

 

بثقة لا تحيد في توفيق الله تعالى، ورهان على شعب لا تلين عزيمته، نجح الرئيس السيسي في تحقيق المعجزات وليست مجرد إنجازات، ووقف العالم مبهورًا ومشدودًا يحدق فيما يحدث على أرض أم الدنيا، ولمَ لا وها هي دولة جديدة تخرج من رحم الفوضى والصحراء لتناطح الأمم العظيمة في سنوات قليلة، أكثر من 25 ألف مشروع عملاق وقومي ومتوسط وصغير نفذتها وتنفذها دولة القوة، في جميع المجالات وبتكلفة قد تتخطى التريليونات الأربعة.

 

وقف العالم يشاهد كل شبر من أرض مصر تبنى فوقه حضارة جديدة من المدن الذكية وملايين الأفدنة التي خبأت اصفرار السماء وحولته لجنان خضراء، وقفت الدنيا تشاهد نهضة مصر في الطرق والكباري والأنفاق والقطارات السريعة وخطوط المترو الجديدة تخرق الأرض والصخر، لتصبح أقوى وأحدث شبكة مواصلات في العالم.

 

عضّ أعداء مصر الأنامل من الغيظ وهم يرون جيش مصر يفرض سيطرته على المنطقة حاميًا وحارسًا لا ينام على شواطئها، وكيف كادت قلوبهم تقف وهم يرون صفقات التسليح الحديثة التي جعلت من جيش مصر قوة لا يستهان بها على مستوى العالم، وركبت سفنه أعالي البحار.

 

لم يصدق أعداء مصر وهم يرون البحر ينشق ليخرج مليارات من الأمتار المكعبة من الغاز في حقل ظهر، وهالهم حجم المكتشف من البترول ومشروعات الإسالة لتتحول مصر إلى مركز إقليمي يتحكم في أسواق وبورصات العالم، وهي التي كانت منذ سنوات قليلة تعاني من عجز كبير في ورادات الطاقة في زمن الإخوان الغابر.

 

حياة كريمة و20 مدينة ذكية وعاصمة جديدة تبنى على أحدث النظم الحديثة في العالم، ومستشفيات للتأمين الصحي الشامل، وتمكين المرأة ومؤتمرات الشباب وحفل نقل مومياوات ملوك مصر المهيب، وتكافل وكرامة وصندوق تحيا مصر، واختفاء العشوائيات ومتاحف حديثة تحفظ آثار وذاكرة مصر، محطات كهرباء قفزت بالفائض المصري من الطاقة لتصدّره لدول الجوار، أزهر شامخ يقود مليارات المسلمين روحيًا، ومخابرات عامة تحكم على ملفات المنطقة، فرض كلمة مصر فوق الجميع، إعادة إعمار العراق وجيبوتي وليبيا وغزة، وغيرها من الملفات المضيئة في تاريخ مصر الحديث. كلها إنجازات تتحدث باسم السيسي والتي نُفذت في زمن قياسي لم يتعدَ السبع سنوات، وهي فترة حكم الرئيس إلى الآن.. حقًا إنه لإعجاز اعترف به العالم المتحضر الذي لا يعترف إلا بالأقوياء، وبمن يعملون في صمت لبناء بلادهم.

 

راهن الإخوان وتابعوهم من خونة الدولار والتمويلات المشبوهة، على مقاطعة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمصر عقب تغلبه على سلفه ترامب، وظنوا أن واشنطن سوف تعلّق المشانق لمصر، لكن فاتهم أن الأمريكيين لا يحترمون إلا الأسود التي تظهر أنيابها، ولا يتعاملون إلا مع الكبار الذين بأيديهم مقاليد منطقة الشرق الأوسط. وحينما اندلعت الحرب الرابعة في قطاع غزة الفلسطيني رأي هؤلاء كيف هرول بايدن للاتصال بالرئيس السيسي ليخمد نيران الحرب، وقد كانت مصر على قدر الحدث وتحركت لتحقن دماء الأشقاء في غزة، ليعود بايدن ويشكر الرئيس السيسي في مكالمة طويلة، لتسقط شجرة التوت الأخيرة عن عورات العملاء والخونة في الخارج.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى