رئيس جامعة مطروح لـ «صوت القبائل العربية»: دخلنا سباق التصنيف العالمي للجامعات ولدينا أبحاث عالمية|حوار|
محمد بخات
يعمل من أجل ترك بصمة حقيقية فى التعليم العالى لخدمة المجتمع المطروحى فى جميع المجالات، ومنذ توليه مهام رئاسة الجامعة منذ 10 شهور، أثبت أنه قيادة تعليمية وشعلة من النشاط، فى جامعة مطروح والتى تعد من أحدث الجامعات المصرية التى أنشئت فى الأعوام الأخيرة، بعد انفصالها عن جامعة الإسكندرية، وكل ما يشغله حاليا أعمال الإنشاءات فى مقر الجامعة الجديد الكائن فى الكيلو 9 شرق مدينة مرسى مطروح كصرح تعليمى ضخم يضم مدرجات تعليمية وفصولا ومعامل ومباني للتعليم والأنشطة والمدن الجامعية للطلبة والطالبات وبنية تحتية كاملة تقام على أحدث الأنظمة الإنشائية العالمية.
إنه الدكتور مصطفى النجار رئيس جامعة مطروح، والتى تتواجد بقوة على الساحة البحثية العالمية من خلال أبحاث العلماء والباحثين بها، على المستوى الدولى، وتقوم بتجهيز الموافقات واللوائح لإنشاء أول كلية طب بها من خلال مجمع طبى ضخم على 14 فدانا، وإنشاء معهد لبحوث النخيل والزيتون ومصنع آخر فى كلية الزراعة الصحراوية، ليخدم جميع أهالى مطروح وسيوة فى قطاع الزراعة، والاهتمام بكلية علوم البترول فى ظل الاكتشافات البترولية الحديثة فى مصر من غاز طبيعى، وبترول، وتوجهه لافتتاح كليات حديثة تتناسب مع الطبيعة الجغرافية لقطاع غرب مصر على أرض مطروح لخدمة أبنائها والنهوض بها فى مختلف القطاعات.
«صوت القبائل العربية» حاورت رئيس جامعة مطروح وألقت على مائدته كثيرا من الأسئلة التي رد عليها بسعة صدر وأدب جمّ.. وإلى نص الحوار..
* في المستهل حدثنا عن الدكتور مصطفى النجار كيف كانت بدايته حتى ترؤسه جامعة مطروح.
– تخرجت عام 1986 شعبة مايكرو بيولوجي بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصلت على درجة الماجستير عام 1991 وأعقبها الدكتوراه عام 1996، كما حصلت على درجة أستاذ مساعد وأستاذ، وعملت وكيلا لكلية العلوم جامعة الإسكندرية، وفى فبراير عام 2019 تم تعيينى نائبًا لرئيس جامعة مطروح للدراسات العليا، أعقبها صدور قرار جمهورى بتعيينى منذ 10 شهور رئيسًا لجامعة مطروح.
* ما التحديات التى تواجهكم في الجامعة خلال الفترة الحالية؟
– أهم التحديات هو السعى لإنهاء جميع الإنشاءات فى المجمع التعليمى للجامعة فى الكيلو 9 ونحن نعمل حاليا على إنهائها فى المراحل المحددة، وأتمنى الانتهاء منها قريبا، ومنذ وجودى كان لا يوجد أية إنشاءات فى الجامعة، عبارة عن أرض فضاء، وبدأنا فى العمل ورفع الهمم لإنجاز هذه المنشآت، وجارٍ تشطيب المبنى التعليمى للطلاب على مساحة 12,000 م2 ، وهدفنا أن نترك أثرًا طيبًا فى نفوس أهالى محافظة مطروح، والآن نسابق الزمن لإنهاء جميع الإنشاءات، وانتهينا من أعمال البنية التحتية فى الجامعة، ونفذنا موقفًا للسيارات، وأنشأنا محطة مياه وخزانًا كبيرًا بسعة 1800 م3 جزء منه خاص لمياه الشرب وجزء آخر للري، والثالث للإطفاء، وقمنا بعمل محطة معالجة للصرف الصحى بفصل المواد الصلبة عن السائلة، للاستفادة منها فى الري، وشراء طلمبات ومحولات بإجمالى عدد 7 محولات كهرباء وصلت، وجارٍ التوصيل، بجانب موزع الكهرباء لأنها أعمال الكهرباء، كما تعاقدنا مع شركة مياه مطروح فى الكهروميكانيكا للتوصيل من الموقع العام للخزانات، والصرف.
* ما تكلفة الإنشاءات الجديدة في الجامعة ومتى ستنتهي؟
- حجم العمالة من البنائين حاليا وصل فى مبنى واحد 80 فردا، لإنهاء مبنى المدرجات والفصول، بإجمالى 100 فصل و12 مدرجا طلابيا، يسع المدرج الكبير ما يقرب من 1000 طالب، بالإضافة إلى إنشاء 120 غرفة لأعضاء هيئة التدريس ومكتب مركزى لشئون أعضاء هيئة التدريس ومكتب مركزى لشئون الطلاب ومكتب لشئون الدراسات العليا، كما سنعمل فى النظام التعليمى فى المدرجات والفصول لجميع كليات وأقسام الجامعة، بنظام جدول لجميع الأقسام للتناوب على حضور المحاضرات بها، كما يجرى إنشاء ملاعب رياضية وصالة مغطاة، ومدينة جامعية بنين ومدينة للبنات، ومن المقرر أن ننتهي من الإنشاءات فى الجامعة العام الدراسى 2021 / 2022 بتكلفة حوالى 2 مليار جنيه، كما أن ميزانية الجامعة زادت وأصبحت تتناسب مع حجم الجامعة وكلياتها الإحدى عشرة، حتى بلغت العام الحالى 400 مليون جنيه، بعد أن كانت العام الماضى 261 مليون جنيه، فى ظل الدعم الكامل من القيادة السياسية لجامعة مطروح.
* ما الكلية الجديدة التي دخلت الخدمة قريبًا في جامعة مطروح؟
- كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى هى أحدث كلية، وتعد من أحدث الأنظمة فى التعليم الجامعى، وستكون قاطرة التنمية فى محافظة مطروح خلال الفترة المقبلة، كما أن خريجيها هم من سينظمون الحياة داخل الجامعة، بجانب التحول الرقمى الحقيقى وعمل برامج وأنظمة إلكترونية تخدم المجتمع المحيط وهى مكسب كبير جدا لمحافظة مطروح، والرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، عندما وجه بإنشاء هذه الكلية فى جامعة مطروح كانت من أهم خطوات الجامعة خلال الفترة الأخيرة، لخدمة الحد الغربى من البلاد، والنظرة المستقبلية لها، كما أن هناك تطويرا فى كلية التربية بعد أن وافق المجلس الأعلى للجامعات على تحويل كلية التربية بأن تكون الدراسة بها، تعليما عاما وليس تعليما أساسيا، ليصبح خريجوها يعملون معلمين فى المدارس الثانوية وليس فى التعليم الأساسى فقط، وسيتم فتح أقسام فرنساوى وإنجليزى وعلم نفس وعلم اجتماع وفلسفة و خمسة تخصصات جديدة لم تعمل من قبل فى مطروح، كما سيدخل الخدمة قسم اللغة الفرنسية والآثار الإسلامية، والآثار المصرية فى كلية الآثار واللغات وهى أقسام جديدة، كما وافق الأعلى للجامعات على اللائحة الجديدة لكلية التربية طفولة ليكون لها لائحة خاصة بها وجارٍ العمل بلائحة التربية الرياضية.
* كيف تهتم جامعة مطروح بالباحثين في الدراسات العليا من الدبلومات وحتى الدكتوراه؟
– جامعة مطروح أصبح لها تصنيف عالمى بعد أن ظهرت فى برنامج إسبانى بالإضافة إلى وجودها فى محركات البحث الموجودة بمشاركة عديد من الباحثين بأبحاثهم على المستوى الدولى للجامعات، بالإضافة إلى انضمامها للوكالة الجامعية للفرانكفونية وهذا إنجاز علمى كبير لمطروح، بجانب تواجد 63 بحثا فى المجلات العلمية المفضلة على مستوى العالم و 54 بحثا فى شبكة العلوم، وهذا إنجاز كبير وهو التواجد على الساحة العالمية، على مستوى عالمى من الأبحاث مع الباحثين من مختلف جامعات العالم، وهذا معناه أن جامعة مطروح متواجدة على الساحة الدولية للبحث العلمى، وهذا يعكس تميز الكوادر العلمية فى الجامعة.
* ما الدور المجتمعي الذى تقوم به الجامعة تجاه أهالي مطروح؟
- الدور المجتمعى من الأدوار الرئيسية التى تهتم بها جامعة مطروح، فهى تشارك فى القوافل الطبية والقوافل البيطرية والقوافل التوعوية فى الصحة العامة وفى التوعية بالانتماء والولاء للوطن، كما شاركنا فى جميع المبادرات الرئاسية منها 100 مليون صحة، وصنايعية مصر وهنجملها، وغيرها، وقامت كلية التربية النوعية بتصنيع الأوقية والملابس الخاصة بالأطقم الطبية والتمريض وسلمناها لمديرية الصحة بمطروح للحماية من عدوى فيروس كورونا المستجد، كما شاركت كلية البترول والتعدين وقامت بتصنيع الصابون السائل، كما أقامت الجامعة العديد من المزارع للخضروات والفاكهة، من الخيار والطماطم والبصل والعنب والتفاح والرمان والكمثرى، وإنشاء مصنع ألبان والذى دخل مرحلة التشغيل التجريبى، لافتتاحه قريبا، ويقوم بتصنيع جميع أنواع الجبن ويغطى حاليا مطروح، ويبيع للموظفين فى محافظة مطروح ومختلف المصالح الحكومية، عبر كلية الزراعة الصحراوية والبيئة، كما يوجد مكتب Tyco وبراءة اختراع ومنح دولية ومشروعات، ومهمة المكتب التعامل مع رجال الأعمال فى خدمة المجتمع من خلال عرض مشاكلهم على المكتب، ويتولى عرضها على العلماء داخل الجامعة لحل هذه المشاكل، بالإضافة إلى نادي ريادة الأعمال لتنافس بذلك جامعة مطروح الجامعات العريقة، التى عمرها 100 عام، كما يجرى إقامة معصرة زيتون جديدة فى كلية الزراعة الصحراوية لخدمة أهالى مطروح، وإنشاء معهد لأبحاث الزيتون والنخيل لخدمة جميع أهالى محافظة مطروح المزارعين، يخدم مئات المزارع المنتشرة فى ربوع المحافظة، والنخيل فى مطروح وواحة سيوة، كما يساهم علماء الجامعة فى إيجاد حل لمشكلة الصرف الزراعى بسيوة والتى تعانى منها منذ سنوات عديدة، كما أن أساتذة كلية علوم البترول متخصصون فى الجيولوجيا وعلوم الأرض، لدراسة الحل الأمثل لمشكلة صرف سيوة.
* هل استعدت جامعة مطروح للعام الدراسي؟
– طورنا المدينة الجامعية فى فرع الجامعة بمدينة فوكا وهى مدينة جامعية بنين وبنات وتسع حوالى 70 طالبا وطالبة وهم من خارج محافظة مطروح، بخلاف المدينة الجامعية الجديدة الجارى إنشاؤها والتى تسع أعدادا كبيرة، وطورنا المطاعم والمطابخ، وأصبحت 5 نجوم، بالإضافة إلى القيام بالتطوير المؤسسى داخل الجامعة، بأحدث التقسيمات التنظيمية، ونعمل حاليا فى الهيكل التنظيمى للجامعة وسيتم اعتماده قريبا، كما زدنا من الأعداد التى نقبلها من مكتب التنسيق بزيادة تفوق 400 % عن الأعوام الماضية، وتدريب الكوادر فى الجامعة، حيث لدينا 150 عضو هيئة تدريس، و 3300 طالب، وتهتم الجامعة بالتعليم الهجين، الإلكترونى والتقليدى، ونحرص على تطبيق المركزية للجداول للطلاب فى جميع أقسام الكليات والبالغ عددها 11 كلية.
* التحول الرقمى.. كيف تهتم به الجامعة؟
– نهتم بالتحول الرقمى فى جميع أنظمة التعليم والإدارة، وتعاقدنا مع جامعة المنصورة على برنامج ابن الهيثم، وأجرينا الكنترولات الإلكترونية وأظهرنا النتائج إلكترونيا، كما أن الأبحاث فى جائحة كورونا تم تصحيحها إلكترونيا، وجامعة مطروح لم تعانِ من أى مشاكل خلال رفع الأبحاث أو إعلان نتيجة الأبحاث، كما تعاقدنا ضمن 7 جامعات مع شركة WE لتركيب إنترنت فائق السرعة وأنشأنا مركزا للامتحانات الإلكترونية، وطلبنا أحدث أجهزة وماكينات لطباعة الامتحانات، حتى لا يقوم أحد بأخذ فلاشة وطباعة الامتحانات فى مكتبة خارجية، كما نقوم بتحديث مركز الحاسب الآلى فى كلية التربية.
* كلية الطب حلم جميع أهالي مطروح.. هل تحققه الجامعة للمواطنين؟
- نسعى الآن بجدية لتحقيق هذا الحلم لأهالى مطروح فى إنشاء كلية الطب جامعة مطروح، وأنهينا لوائح الكلية، وهناك مقترح بإنشاء مجمع طبى على 14 فدانا، بجوار مبنى الجامعة بالكيلو 9 سيكون بداخله كلية الطب، وأتمنى أن ينفذ فى هذا المكان، لأنه يحقق آمالاً كبيرة لمطروح ويخدم أهلها، ويساهم فى النهوض بالقطاع الطبى بمطروح، لأن ما يحزننى ويؤلمنى أن أرى الأهالى يأتون من السلوم وسيوة وبرانى للسفر إلى الإسكندرية أكثر من 600 كيلو للعلاج هناك، وتكبدهم مشقة السفر ومصاريف باهظة، وهؤلاء هم أهلنا ونحن نريد راحتهم وخدمتهم فى دعم القطاع الطبى على أرض محافظة مطروح بإنشاء كلية ومجمع طبى.
* في ظل ثورة التنمية العمرانية بمطروح ومنها مدينة العلمين الجديدة ورأس الحكمة الجديدة.. هل تهتم جامعة مطروح بإنشاء كلية للهندسة تواكب ذلك؟
- نفكر فى كلية هندسة ذات طابع خاص، ملائم لطبيعة الإقليم فى التخصصات المناسبة للإقليم وأولوياته، والانتهاء من جميع الإنشاءات لمباني الجامعة الجديدة وتوفير فصول، تسهل من فتح كليات وأقسام جديدة تخدم مطروح وأهلها، فى ظل اهتمام القيادة التنفيذية اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، ودعمه الكامل للجامعة وافتخاره بوجودها، كما نهتم ليس بإنشاء الكليات الجديدة فقط، ولكن بتنمية قدرات كوادر هذه الكليات، من أعضاء هيئة التدريس من خلال بروتوكول تعاون بين جامعة مطروح وجامعة الإسكندرية فى هذا الشأن، كما أنشأنا مركز تنمية قدرات أعضاء التدريس فى الجامعة، ولا يزال حبل جامعة مطروح السري موصولاً مع الجامعة الأم “جامعة الإسكندرية” ولا ينقطع من خلال الدعم الكبير من الأستاذ الدكتور عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية والتعاون المشترك مع جامعة مطروح، ومنها تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس، كما تهتم الجامعة بتدريب الجهاز الإدارى لها من خلال مديرية التنظيم والإدارة بمطروح، بالإضافة إلى الاهتمام بالجودة والقياس والتقويم وإنشاء مركزين لهما.