عادات و تقاليد
“القهوة العربية”.. رمز الحفاوة واستقبال الضيوف عند البدو
تعرف البادية بعادات وتقاليد تتوارث من قديم الزمن، ولا تزال عمود بيت الشعر البدوي تحفظها الأجيال في ذاكرتهم ومخزونهم الثقافي والتراثي، وبرغم التطور الحضاري واندثار بعض العادات إلا أن الكثير منها لا يزال محاطًا بأسوار الحب من القيم والعادات الراسخة التي لا ينساها أبناء البادية.
القهوة العربية
تعتبر القهوة من أقدم المشروبات وأساس الكرم عند البدو، فالقهوة السمراء أو القهوة المرة، هي المشروب الذي كان يقدم قديمًا في كل المناسبات، وهي تعد رمزًا للحفاوة واستقبال الضيوف في المقاعد والدواوين بطول الصحراء والأودية.
وتجهز القهوة حاليًا وفي السابق أيضًا، على نار الحطب بعد وصول الضيوف ولا تجهز في المنازل، ولها طرقها ورونقها ورائحتها في التجهيز، ولها خصوصية لايعرفها الكثير من شباب اليوم.
طريقة عمل القهوة
يتم تجهيز واختيار البن الجيد من الاسواق، ويحتفظ بها في صندوق خشبي أو قفة في المقعد استعدادًا لإتيان الضيف في أي وقت، وفي حال وصول أي ضيف أو غريب مار من هذة الديار، يتم اشعال النار بحطب جيد من نفس الطبيعة المحيطة مثل: (الرتم، عجرم، متنان) وأنواع أخرى تكثر في البادية، وبعد إشعال النار يتم الانتظار حتى تهدئ النار قليلاً، حتى لا يتم إحراق القهوه بكثرة اللهب، فيوضع البن في المحماس (والمحماسة بيد طويلة) ويقلب علي الجمر حتى يتغير لونه بدون إحراق.
ويعتبر إحراق القهوة من الأعمال المذمومة في حق الضيف، فعندهم فراسة في معرفة طعم القهوة اذا كانت محروقة أو غير ذلك، لذالك يحرص البدوي أو المعزب علي تجهيز القهوة بصورة جيدة حتى يستر وجهه مع الضيوف، وبعد تجهيزها توضع في “الهون”، وهو إناء فخاري مجوف من الداخل وتهرس فيه حبات البن وتدق بمسحانة غليظة ملساء مدبب رأسها من الخشب، ولا يمكن لأي شخص يقوم بمهمة سحن أو طحن القهوة، فلابد أن يكون ذوي خبرة ومعرفة.
وتجهز القهوة للطبخ بعد ذلك في “بكرج” من النحاس كبير نسبياً، يتم ملأه بالماء ويوضع على الجمر حتى تغلي جيدًا وتقدم القهوة عند البدو بدون سكر، وتسمي القهوة المرة، وبعد الانتهاء من تجهيزها يتم تحويلها في بكرج صغير يسمى الصباب لأنه خفيف في الحمل للصب للضيف والتحرك داخل الديوان.
ومن أساسيات تقديم القهوة عند البدو، أنه لابد أن يحمل البكرج باليد اليسرى والفناجيل باليد اليمنى، ويبدأ صرف القهوة من اليمين، لذلك قالوا: “صب القهوة على اليمين لو أبو زيد على الشمال”.